الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحليل نصف نهائي كأس الشهيد ابو عمار

نشر بتاريخ: 12/08/2012 ( آخر تحديث: 12/08/2012 الساعة: 22:47 )
الخليل -معا - كتب عبد الفتاح عرار - انتهت منافسات الدور نصف النهائي من بطولة كأس الشهيد ياسر عرفات بعد اجراء مقابلتين الاولى جمعت بطل المجموعة الثانية وادي النيص الذي تاهل بعد ان جمع سبع نقاط وفريق جدعان بلاطة الذي حجز مقعد افضل ثاني في المجموعات الثلاث بعد ان جمع ست نقاط من فوزين وخسارة وانتهى اللقاء لصالح الجدعان الذين يطرقون بوابة النهائي للمرة الاولى بعد انتهاء اللقاء بهدفين لهدف في مباراة مثيرة خاصة في شوطها الثاني.

اللقاء الثاني جمع بطل المجموعة الاولى هلال القدس الذي تاهل بالعلامة الكاملة ببطل المجموعة الثالثة صاحب النقاط السبع مركز شباب الامعري وانتهى اللقاء امعراويا في مباراة رائعة شهدت خمسة اهداف لينتقل الامعري للمباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي ويجدد اماله بالحصول على لقب البطولة الذي عانده في الموسمين الماضيين.

وبهذه النتائج ستجمع المباراة النهائية كل من مركز شباب بلاطة ومركز شباب الامعري تحت عنوان طموح بلاطة ام اصرار الامعري.

بلاطة وادي النيص
مباراة شهدت اثارة منذ بدايتها بعد ان استطاع ابناء الواد ضرب العمق الدفاعي من كرة ثابتة وتسجيل الهدف الاول في الدقيقة السادسة عن طريق لاعب الخبرة سمير جمال هذه كانت البداية وادت الى ارتباك في صفوف بلاطة وغياب التركيز خاصة في وسط الملعب فكثرت الكرات المقطوعة والكرات العشوائية ولو استغل خضر يوسف وعرفات صبيح فترة عدم التوازن لاستطاعوا مضاعفة النتيجة الا ان رعونة التهديف بغياب المهاجم الصريح او حتى المهاجم الموهوب انقذت بلاطة خلال فترة عدم التوازن التي دامت فترة ليست بالقصيرة وخاصة من الاطراف عند الظهيرين اللذان كانا نقاط اختراق للجدعان. غياب الحويطي كقائد وصانع العب في وسط الملعب بدى واضحا في الشوط الاول رغم وجود بكري البكري كصانع العاب.

الجدعان بدؤوا باستعادة توازنهم قبل ربع ساعة من نهاية الشوط الاول واصبحوا يتناقلون الكرة بثقة اكثر ويعتمدون على الاطراف لكن دون فاعلية هجومية لان الفريق كان يلعب بمهاجم وحيد هو عمر اردنية الذي خضع للرقابة ومن خطئ مزدوج في العمق الدفاعي وتقدم غير مبرر للحارس توفيق علي استغل عمر اردنية بينية ابو وردة وسجل التعادل قبل النهاية بثوان معدودة.

الشوط الثاني تفوق بناء بلاطة وقدموا كرة قدم جميلة تمثلت بالتمريرات القصيرة والضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة معتمدين على لياقتهم البدنية التي فاقت لياقة ابناء الواد.

تراجع بناء الواد بدنيا وخاصة في خط الوسط افقد بعض اللاعبين تركيزهم وجعل العديد من الكرات تصبح عشوائية واصبح الاداء محصورا في وسط الملعب ولم يتم مواصلة التركيز على الطرفين اللذان كانا نقطة ضعف في الشوط الاول فتحرك بكري وابو رويس واردنية والنجم ابو وردة بحرية وكاد الجدعان ان يسجلوا هدف التقدم مع بداية الشوط الثاني.

تراجع الواد ووصول الجدعان لمنطقة الصندوق منح اللاعبين ثقة اكثر ودفعة معنوية لمواصلة هجومهم والاطمئنان في الخط الخلفي بعد تراجع اداء لاعبي الواد فنفذوا كثر من جملة لم تنتهي أي منها بتحقيق هدف التقدم حتى اعلن ابو رودة عن نفسه نجما للمبراة عندما سدد زاحفة في الزاوية البعيدة سكنت الشباك ليبدأ بعدها مسلسل تدعيم خط الوسط والتنظيم الدفاعي الذي بقي يعاني من ثغرات لم يستغلها لاعبو الواد بالشكل اللائق حتى تم تدعيم الخط الخلفي بادهم ابو رويس الذي كان اضافة حقيقية واغلق ثغرة واضحة منحت مزيد من الثقة للبدرساوي الذي استطاع مواصلة تنظيم خطه مع صحوة لخط الوسط ساهمت بتحقيق الفوز.

بالمقابل فان دكة احتياط الواد لم تشمل على اوراق رابحة سوى امجد زيدان المصاب والذي تعالى على اصابته وشارك لكنه بدى متاثرا ولم يقدم أي اضافة للفريق وحاول ابو رضوان مع يعقوب ابو حماد ولكنه عاد وسحبه مستخدما ورقة احمد عدنان التي لم تؤتي اكلها في حين كانت دكة بدلاء بلاطة ذاخرة باللاعبين الامر الذي منح البدرساوي علاء فرصة اغلاق خطوطه ببدلاء ان لم يكونوا بنفس مستوى الاساسيين فمنهم من كان افضل.

حقيقة الجدعان استحقوا الانتقال للمباراة النهائية على ادائهم في الشوط الثاني واستعادتهم للثقة التي مكنتهم من التركيز وساعدهم في ذلك تراجع ااداء ولياقة الفريق النيصي في الشوط الثاني.

ابو وردة نجم صاعد
اثناء متابعتي للقاء جدعان بلاطة المصيري امام مؤسسة البيرة لفت نظري اللاعب الشاب محمود ابو وردة من خلال تحركاته وفكره الناضج خاصة في تنفيذ البينيات والجرأة في المراوغة والتسديد ووضعت نصب عيني متابعته بشكل افضل فجاءت الفرصة في لقاء وادي النيص وفعلا لم يخب ظني في نجومية هذا اللاعب الذي ورغم صغر سنه يمتلك ثقة لا يمتلكها العديد من اصحاب الخبرة اضف الى ذلك ان فكره رائع كصانع العاب وقلما يخطئ في التمرير، هادئ ونزعته هجومية صنع هدفا لفريقه واحرز هدفا على طريقة الكبار عندما استلم وراوغ واعد الكرة لنفسه وسدد بجراة زاحفة من زاوية عكسية عانقت الشباك.

جدا اكون سعيدا عند رؤية امثال هؤلاء اللاعبين الذين تخرجوا من بعض الاندية واصبحوا علامة فارقة فمن قبله امجد زيدان في وادي النيص واحمد ماهر ومصعب البطاط في الظاهرية والنجم القادم مصعب ابو سالم في صفوف الاهلي وايسم طبطب في البيرة ومحمود الكوري في الامعري.

لقاء الامعري والهلال
نهائي مبكر اقل ما يمكن وصف اللقاء به، مباراة مثيرة تنبئ بمستوى رائع للموسم القادم قدم فيها الامعري وجبة كروية دسمة استحق فيها الفوز بعد تقديمه للمباراة الرابعة على التوالي بثبات في الاداء وبلياقة بدنية جعلته يخلق الفارق مع الفرق التي قابلها اضافة الى اقتراب وصول المدير الفني لنهاية الاعداد بوجود تشكيلة ثابتة منسجمة سلاحها الانضباط التكتيكي في الوسط والاداء الرجولي والضغط على اللاعب المنافس المستحوذ على الكرة واستخدام الاطراف كسلاح للهجوم بالاعتماد على تقدم الظهيرين.

معالي كوارع عاد ليكون صانع العاب يقظ يمتلك منسوبا بدنيا يمكنه من القيام بواجباته الدفاعية اضافة لما تعودنا منه على الجانب الهجومي. امام هلال العاصمة قدم الفريق وجبة كروية دسمة استطاع التقدم مبكرا لانه لعب دون تحفظ ويبدو ان عساف كان قد درس الهلال جيدا فركز فعلا على نقاط الضعف التي تمثلت في العمق الدفاعي وعدم الانسجام بين ذيب وعطية وسرحان وابو صالح بعكس الموسم الماضي اذ بدى الانسجام جليا بوجود ذيب والسويركي وفارس وابو صالح.

ولم يجد هشام عبد المنعم حلا لعمق فريقه الدفاعي فبعد ان ضربه عايد جمهور براسية من عرضية عبد الله عاد علان للتوغل بالجانب من عطية بعد عرضية اخرى من العبيد ومن ثم وفي وفي الشوط الثاني عاد جمهور لينتهك عمق القوة الدفاعية ببينية رائعة للعبيد سجل منها هدفا اكد فيه استحقاقه نجومية المباراة.

بعد ثلاثية الامعري لم يبقى لعبد المنعم سوى المجازفة فلعب بطريقة 3-4-3 على امل تقليص النتيجة وكان لاشراكه محمد خويص كمهاجم صريح فائدة وان كان ذلك متاخرا فسجل خويص من عرضية ابو صالح هدف من اجمل اهداف البطولة بمقص خلفي من بين المدافعين.

نجاعة هجوم الهلال قبل نزول خويص لم تكن كما يرام لان عليان كان تحت رقابة لصيقة من الكوري ومعن جمال لا يقوم بدور المهاجم الصريح ودفاعات الامعري اليقظة بوجود العائد خال مهدي وبجانيه حمزة الزعبي لم تعطي فرصة لكاتلون في حرية التسديد او ارتكاب الاخطاء على مشارف الصندوق.

الهلال قلص النتيجة بهدف اخر لمراد عليان من صناعة البديل خويص بعد تراجع الجبهة اليسرى للامعري الامر الذي تنبه له عساف فاحرج احمد عبد الله الذي تراجع بدنيا لانه قام بمهامه الهجومية كظهير عصري على اكمل وجه الامر الذي ادى لتراجعه بدنيا لان المباراة كانت قوية وسرعان معالجة هذه الثغرة زادت ثقة الهلال بالتعديل مع وجود نوع من الارتبك في الخط الخلفي للامعري لم يدم طويلا فاعتمد عساف على الكثافة العددية في الخط الخلفي واعطى تعليماته بالالتزام بالمواقع واكتفى بالاعتماد على الهجمة المرتدة ومع ذلك بقي هناك فرصة هلاليه للتعديل وسنحت اكثر من فرصة لكن هذه الصحوة جاءت متاخرة وربما تاخير التبديلات ساهم في تاخيرها ليفوز فعلا من استحق الفوز بادائه الملتزم في الشوط الاول وكما كنت قد قلت مع بداية انطلاق البطولة بان الامعري قادم وها هو مرة ثالثة في النهائي.

العبيد يعود لمستواه
نجم المتخب الوطني سابقا سليمان العبيد يبدو ان عودته لكتيبة الفدائي باتت قريبة لانه عاد لتقديم عروضه التي تعودنا عليها عند قدومه للامعري وخاصة فتح جبهة على الطرف الايمن وقيامه بتنفيذ العرضيات وايضا تحركاته السريعة وابتعاده عن المبالغة في المراوغة العبيد ظهر بشكل رائع في لقاء الظاهرية والمكبر وامام الهلال قدم افضل عروضه مما يدلل على عودة ميمونة لهذا النجم فصنع هدفا وسجل اخر في مباراة نصف النهائي ولعب تسعين دقيقة دون ان يصاب بالارهاق مع قيمه بواجباته الدفاعية لكنه مطالب بمزيد من المسندة في الخط الخلفي.

خويص ورقة الهلال الرابحة
يثبت مهاجم هلال القدس محمد خويص انه مهاجم متمرس بعد تسجيله اربعة اهداف في البطولة وكان من قبل قد نافس على هداف بطولة الكاس واما الامعري قلب مجريات الشوط الثاني فور نزوله بتسجيله هدف بمقص خلفي ولا اجمل وصناعته للهدف الثاني وكاد ان يعدل النتيجة في اخر دقيقة لولا ان تسديدته ارتطمت بالقائم الايسر لعبد الله الصيداوي.
وفي ظل غياب المهاجم الصريح للعب بجانب عليان يسعى خويص لنيل ثقة مدربه عبد المنعم التي اعتقد انه نالها اذا ما طبق عبد المنعم طريقة 4-4-2 كاسلوب لعب للهلال وخاصة بعد خروج لافي.

الخط الخلفي للهلال
تميز هلال العاصمة بتنظيمه الدفاعي في الموسم الماضي وانسجام ربعي الدفاع ذيب والسويركي عبد السلام وحسام ابو صالح ورائد فارس الذي حل بديلا لايهاب ابو جزر لكن في مباراة الامعري ولاكون منطقيا هذه هي المبارا ة الاولى التي اشاهدها للهلال هذا الموسم. وبالتالي ظهر عدم انسجام في الخط الخلفي خاصة بين ذيب وعطية المنضم حديثا وتراجع في الجبهة الدفاعية اليسرى التي اصبحت لا تقوم بواجباتها الهجومية وبقيت المساندة الدفاعية فقط من الجهة اليمنى التي يشغلها حسام ابو صالح الذي ربم يعتبر افضل ظهير عصري في الدوري الفلسطيني. وقد بدى الخلل في العمق الدفاعي للهلال واضحا بعد ان استطاع لاعبو الامعري تسجيل ثلاثة اهداف بنفس الطريقة وفي عمق العمق الدفاعي جراء عدم الانسجام الكامل بين عطية وذيب.ِ