الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس وفتح تتقاذفان الاتهامات.. والحوار بات معلقاً ينتظر نجاح جهود الوساطات

نشر بتاريخ: 27/01/2007 ( آخر تحديث: 27/01/2007 الساعة: 12:29 )
غزة- معا- في ظل الاحداث الدامية التي شهدها قطاع غزة, واستمرار حالة التوتر بين حركتي فتح وحماس, يبدو أن الحوار الوطني لن يسير وفق مجراه الطبيعي, بعد أن اعلنت حماس تعليق مشاركتها في جلساته, وفي ظل تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن الاحداث, دون أن تنجح الوساطات الحثيثة في وضع حد للتدهور الخطير الحاصل في القطاع.

واعلنت حركة حماس اليوم السبت عن تعليق مشاركتها في الحوار الوطني حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بسبب ما اسمتها "الجرائم التي تنفذها عصابات الانقلابيين, خاصة عقب مجزرة مسجد الهداية".

وقال أيمن طه المتحدث باسم حماس خلال مؤتمر صحافي عقدته الحركة في مكتبها بمدينة غزة إن التصعيد المبرمج يستهدف اشعال حرب أهلية والعمل على جر حماس الى حرب مدمرة ومعركة دموية شاملة.

وأكد طه أن حركة حماس لن تسمح لما اسمته "التيار الأنقلابي" بجر الحركة الى مربع الحرب الاهلية "خدمة لاهداف صهيونية- أمريكية"، وتنفيذاً لمخططات رايس ليفني التي دعت صراحة اليوم- في منتدى دافوس- الى عدم الاتفاق على حكومة وحدة وطنية".

وقال:" إن حماس لن تخضع للاملاءات الصهيونية والامريكية تحت وطأة التيار الانقلابي في حركة فتح" حسب قوله.

وأضاف طه "أن على رموز التيار أن يدركوا ان محاولاتهم لتدمير المتجتمع الفلسطيني والقفز على ارادة شعبنا ستبؤء بالفشل".

ودعا الرئيس محمود عباس الى العودة الفورية للبلاد، "بدلاً من اضاعة الوقت في دافوس"، كما دعا "العقلاء والشرفاء في حركة فتح, وهم كثر الى لجم قادة الفتنة وايقافهم عند حدودهم".

كما طالب الفصائل الفلسطينية قول الحقيقة والاشارة بالبنان وأصبع المسؤولية الى المتسبب في تفجير الاوضاع الامنية في قطاع غزة منذ الليلة الماضية، واشعال فتيل الازمة من جديد في شمال القطاع ونقل المواجهة الى اماكن مختلفة من الضفة وغزة.

وفي الطرف المقابل, أكد توفيق أبو خوصة المتحدث باسم حركة فتح أن حركته لم تعلق مشاركتها في الحوار الوطني, قائلاً:" حركة فتح جادة في إنجاح الحوار بما يضمن إخراج الشعب الفلسطيني من دوامة الأزمة الحالية وإزالة كافة أشكال وأسباب الاحتقان والفتن في الشارع الفلسطيني, والذي يغذية التيار الدموي في حماس", على حد قوله.

واتهم أبو خوصة حركة حماس بممارسة ما اسماه كافة أشكال الإجرام السادي وأنواع العربدة خلال الاشتباكات التي دارت أمس, قائلاً:" لقد قامت حركة حماس بمحاصرة وقصف منزل القائد في شهداء الأقصى منصور شلايل بقذائف الـ "آر بي جي" و"الياسين" و"البتار" والعبوات الناسفة، ومهاجمة المسيرات الجماهيرية التي خرجت لفك الحصار عن منزل شلايل مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المواطنين".

كما اتهم الناطق باسم فتح حركة حماس بـ "تلفيق الاتهامات والأباطيل وكيل الاتهامات جزافاً إلى حركة فتح، مما يتسبب في توتير الشارع الفلسطيني وزيادة حدة الاحتقان على الساحة الفلسطينية"، متهماً ما أسماه "فلول التيار الدموي في حماس بقتل الرقيب في جهاز البحرية إبراهيم الكحلوت أثناء ذهابة الى عملة، وقتل العقيد خليل خليل, وذلك بعد قيام قوات الأمن الوطني بفك الحصار عن منزل القيادي شلايل مساء امس".

وقال أبو خوصة إن:" التيار الدموي في حركة حماس هو من ينفذ خطة الحرب الأهلية وإشعال الفتنة في أوساط الفلسطينيين تنفيذا لأجندات خاصة وفئوية ضيقة لا تمت للمصالح الوطنية".

ووجه أبو خوصة الاتهامات "للتيار الدموي" بارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني, وتفجير مكتب العربية، وقتل العشرات المواطنين في جباليا وبيت حانون، وتدمير منزل العقيد أبو غريب, وقتل أفراد الأمن الوقائي بخان يونس, وصولاً إلى عملية الإعدام التي نفذت بحق الناشط في حركة فتح نبيل الجرجير والتي قتل فيها "لمجرد الشبهة" فقتل بدم بارد أمام اسرته- حسب أقوال أبو خوصة.

وحول الاشتباكات في محيط مسجد الهداية أكد أبو خوصة أن لا علاقة لحركة فتح بتلك الاحداث.

وقال:" إن مسلحين من حركة حماس كانوا يستقلون سيارة بالقرب من مقر الامن الوقائي في منطقة تل الهوا، ومجموعات أخرى كانت تتمركز فوق المسجد أطلقوا النار باتجاه أفراد ومقر الامن الوقائي ما استدعى الرد عليهم", نافياً أن يكون أحد من الأمن الوقائي أو حركة فتح قد أطلق النار صوب المصلين، متهماً حركة حماس بنشر القناصة فوق قباب المساجد وفوق البنايات المرتفعة لارتكاب المجازر بحق أبناء فتح والأجهزة الأمنية.

وفي هذا الوقت ما تزال الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية تبذل جهوداً حثيثة لوقف التدهور في القطاع, والتوصل الى اتفاق ينهي دوامة العنف ويعيد الفرقاء الى طاولة الحوار.

ودعت حركة الجهاد الإسلامي, حركتي فتح وحماس الى سحب المسلحين من الشوارع وتهيئة الأجواء الإعلامية والميدانية لاستئناف الحوار الذي قالت إنه اقترب لحد كبير من النجاح والتقدم.

وأكد داوود شهاب من قادة الجهاد لـ "معا" أن الحركة لا تتدخل لصالح أي طرف ضد الآخر, بل انطلاقا من حرصها على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.

وقال انه على الطرفين- فتح وحماس- أن يعطيا فرصة للجهود التي تسعى لفتح القنوات المغلقة بين الطرفين، معتبراً أن الأمور وصلت الى حد بالغ الصعوبة.

وأضاف" ينبغي أن يكون هناك تغليب لصوت العقل والحكمة ليستطيع المخلصون فعل شيء يريح الشعب الفلسطيني ويخفف حدة التوتر والاحتقان بالشارع".

وانتقد شهاب حديث حركتي فتح وحماس عن تعليق الحوار قائلاً:" الحديث عن تعليق الحوار أمر بعيد عن الصواب لحد كبير".

وقال إن:" الحل الوحيد لهذه الأزمة هو العودة للحوار وتهيئة الأجواء والمناخات لإنجاحه أما ما يحدث من حوادث مؤسفة, لا تساهم في إنجاح الحوار".