الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس من مدينة اشباح إلى مدينة تعج بالحياة

نشر بتاريخ: 15/08/2012 ( آخر تحديث: 16/08/2012 الساعة: 01:20 )
القدس - معا - شهدت المدينة المقدسة اقبالا لم يحدث منذ عشرات السنوات... فاذا نظرت ترى افواجا تزحف اليها من اقصى الشمال وحتى الجنوب، يهرولون يركضون مبتهجين مكبرين.... تراهم يصطفون على الحواجز منذ ساعات بلهفة لقاء حبيب بعد غياب ....

للمرة الاولى منذ سنوات تنتعش القدس وتتنفس هواء محبيها ومغتربيها.... آلاف الفلسطينيون لبو النداء للعاصمة الخالدة التي تنظر اليها لتجدها تبتسم مضيئة مرحبة بأولادها بعد طول انتظار... تفتح ذراعيها لاحتضانهم مع الحزن على فراقهم بعد ساعات...

العديد من المواطنين لم يخفو تخوفاتهم حول نية الحكومة الاسرائيلية من استخدمها هذه السياسية، فإعطائها عشرات الالاف من التصاريح ينظر له الكثيرون بعين الشك والريبة... خاصة انهم عهدوا الاحتلال واطباعه واجراءاته بحقهم.

"معا" تواجدت في ساحات القدس وبيت لحم وأجرت العديد من المقابلات مع المواطنين المقدسيين القادمين من مختلف محافظات الوطن....

فالمواطنة حفصة البربراوي من حلحول المتواجدة بالقدس.. تمنت السلامة للجميع وان يعم السلام على المنطقة، مشيرة ان الذهاب للقدس هذه الايام اسهل كثيرا بالمقارنة بالسنوات السابقة.

|185958|من جانبه، اعتبر المقدسي حسام شويكي ان المعركة الحقيقية والهدف يكمن بادخال الفلسطينيين جميعا للقدس والاقصى لانه حقهم الطبيعي، ولا تختصر المعركة على السماح لهم بالدخول اثناء احدى شهور السنة فقط، قائلا: إسرائيل لا تمن علينا بإدخال الفلسطينيين لأرضهم وعاصمتهم"، مرحبا بالجميع وداعا لهم للحفاظ على النظافة العامة للقدس والخاصة للأقصى وباحاتها.

فيما قال اسماعيل الشيخ من قرية مراح رباح في بيت لحم، انه يقوم بشراء حاجيات العيد الا ان الاسعار مرتفعة جدا والوضع الاقتصادي سيئ للغاية.

وكشف احد تجار بيت لحم عن اقبال ضعيف جدا للمواطنين على الشراء بالمقارنة بالسنوات السابقة، عازيا قلت الاقبال لتوجه العديد من المواطنين إلى القدس والتصاريح الكثيرة التي تم اعطائها لهم حيث انهم محرومون من دخول القدس فاستغلوا تمكنهم من زيارتها وشرائهم من محالاتها ما ادى إلى كساد الوضع الاقتصادي في محالات بيت لحم.

كما وقال التاجر وسام عايش انه وبالمقارنة مع السنوات السابقة هناك تراجع عير مسبوق بنسبة اقبال المواطنين على الاسواق، عازيا ذلك لتأخر رواتب الموظفين وكثرة التصاريح التي اعطتها وتعطيها إسرائيل للمواطنين لدخول القدس.

ومع التذمرات الكبيرة التي تشهدها اسواق بيت لحم من قبل التجار خلال رصد الشارع، اجرت "معا" تحليلا للموقف من خلال حديث مع المحلل الاقتصادي د. ناصر عبد الكريم حيث اعتبر ان هناك عدة فرضيات وبعد اقتصادي لاعطاء اسرائيل العدديد من التصاريح لدخول القدس.

وحسب د. عبد الكريم فالفرضية الاولى ايجابية، قائلا: اذا ذهب المواطن إلى القدس وحصر انفاقة في القدس الشرقية ولصالح التجار المقدسيين، فهذا يعتبر بمثابة دعم عربي مقدسي اقتصادي وهو مطلب متجدد حيث يعاني الاقتصاد في القدس من كساد فالانفاق فيها يساعد على اعمارها وعلى صمود المواطنين فيها.

وقال: "إنه اذا اصبح هناك انفاق في القدس ومحالاتها العربية فهذا سيؤدي إلى دعمها بعشرات او مئات الملايين".

وتابع: فإذا توجه للقدس يوميا ما يقارب 20 الف مواطن في المتوسط وانفق ما بين مواصلات وشراء حاجيات بمعدل متوسط حجمة 100 شيقل فذلك سيمنح القدس مبلغ 2 مليون شيقل يوميا، مؤكدا انه مطلب ضروري ومهم.

اما الفرضية الثانية وهنا الاشكالية، فاوضح عبد الكريم انه في حال ان المواطن الفلسطيني يذهب نفقاته للقدس الغربية ومحلات الاسرائيلية، فبذلك يكون الدعم للاقتصاد الاسرائيلي بدل دعم الاقتصاد المقدسي.

|185957|واستبعد عبد الكريم ان تكون التكلفة الاقتصادية في حساب اسرائيل، موضحا ان السبب الذي يجعل اسرائيل تعطي التصاريح بهذا العدد هو تقديرات الاجهزة الامنية، حيث كانت تتخذها كذريعة لاتخاذ اجراءات مشددة، اما الان فيسود جو من الهدوء، ما ادى إلى سلوك إسرائيلي مختلف اتجاه الفلسطينيين.

واوضح ان إسرائيل لا يمكنها على الاطلاق منع المواطنين من الذهاب للاقصى والقدس، بالعكس فذلك سيساعدها سياسيا واقتصاديا.

فيما قال سمير حليلة المدير التنفيذي لشركة "بديكو"، إن التاجر الفلسطيني عليه ان يثبت نفسة وبضاعته وان يقدم التسهيلات ويحسن خدماته لجذب المواطنين، مؤكدا انه مع دخول الفلسطينيين للقدس وتواجدهم هناك.

واوضح انه على السلطة ان تقدم الخدمات والاستراتيجات للتجار، مشددا على ضرورة الذهاب والتوجه للقدس للحفاظ عليها.

ومن جانبه، قال ايمن قنديل الوكيل المساعد للهيئة العامة الفلسطينة في حديث لـ "معا"، ان دخول القدس هو مطلب متجدد ويتم المطالبة به دائما من اجل الحفاظ على حرية العبادة.

واستبعد قنديل ان يكون السبب وراء كثرة التصارح اقتصادية بقدر ما هي سياسية دينية.

وجدد تأكيدة ان التصاريح التي تعطى هي للمواطن الفلسطيني العادي لزيارة القدس والداخل وللعبادة والصلاة في الاقصى.

واكد ان دخول القدس والصلاة وحرية العبادة من الاولويات الاساسية التي تهمنا دائما.