الجمعة: 08/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ناشطون وثوار ونخبة مصرية يرفضون الإساءة للشعب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 16/08/2012 ( آخر تحديث: 16/08/2012 الساعة: 18:34 )
القاهرة- معا- أجمع عدد كبير من صفوة المجتمع المصري من مثقفين وكتاب وفنانين وصحفيين وناشطين سياسيين وثوريين على رفض أية إساءة للشعب الفلسطيني بسبب استشهاد 16 جنديا على حدود رفح المصرية، مشددين على متانة العلاقة بين البلدين الشقيقين، وضرورة المساهمة الفاعل في فك الحصار عن قطاع غزة، وتوحيد الجهود في الدفاع عن القدس.

جاء ذلك في بيان صحفي وزع الاربعاء بالقاهرة أبرز نتائج نقاش جرى الليلة الماضية في النادي الدبلوماسي النهري بمشاركة ممثلين عن تجمع قوى الربيع العربي وعدد من القوى والأحزاب المصرية، والفنانين، وناشطين في الثورة المصرية.

وأعلن البيان عن تنظيم مسيرة مليونية مساء يوم الجمعة المقبل، وإفطار جماعي في ميدان التحرير دعما لفلسطين ورفضا للعدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وتنديدا بمحاولات الاحتلال تقسيم الحرم القدسي، وللتأكيد على متانة العلاقة بين فلسطين ومصر.

وكان من بين المشاركين د.مجدي حسين رئيس حزب العمل الجديد، و د.عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق والمرشح السابق للرئاسة، والشيخ هاشم إسلام أحد علماء الأزهر الشريف، وكريمة الحفناوي القيادية في حركة كفاية، ود.هاني حنا واعظ الثورة المصرية، والفنان سامح الصريطي، والناشط الثوري ايمن عامر المتحدث باسم تجمع الربيع العربي، وأسامة عز العرب مؤرخ الثورة المصرية.

وقد مثل دولة فلسطين في هذا اللقاء الأمين العام المساعد السابق لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير سعيد كمال، وعضوا الأمانة العامة لتجمع الربيع العربي والناشط السياسي د.أيمن الرقب، والصحفي والمحلل السياسي د.محمود خلوف.

وبدوره، شدد السفير سعيد كمال الأمين العام المساعد السابق لشؤون فلسطين في الجامعة العربية على أن جميع فصائل الشعب الفلسطيني ترفض التدخل بشؤون أية دولة عربية، مطالبا بتضافر الجهود للدفاع عن القدس والمقدسات في الأراضي المحتلة.

ودعا إلى إعادة تفعيل اللجنة المساندة لكفاح الشعب الفلسطيني والتي كانت في السابق برئاسة الناشط السياسي لطفي الخولي، موضحا أن تحديات المرحلة تتطلب ذلك.

وأكد السفير كمال أن إسرائيل ليست جادة بالسلام، وأنها تسعى لمواصلة العدوان، وأن سياستها تقوم على الخداع والتهرب، وممارسة الخطوات الأحادية التي تدمر عملية التسوية.

من جهته، شدد عضو الأمانة العامة لتجمع قوى الربيع العربي والأكاديمي الفلسطيني د.أيمن الرقب على أن الشعب الفلسطيني يتألم كثيرا لما حصل من أحداث إجرامية على الشريط الحدودي في رفح، مطالبا بعدم الإساءة للشعب الفلسطيني بسبب هذا الحادث الإرهابي.
وأردف: ليتأكد الجميع أن المستفيد الأول من هذه الأعمال هي إسرائيل، ومن هنا لا يمكن أن يتورط الشعب الفلسطيني بمثل هذه اللأحداث الإجرامية المرفوضة.

ودعا الرقب إلى وقف حملات التحريض والتشويه التي تطال أبناء فلسطين والتي تساهم بها بعض وسائل الإعلام المصرية، معربا عن تقديره للمواقف التي أعلن عنها المشاركون في هذا المؤتمر.

أما الصحفي د.محمود خلوف فقال: "رسالتنا للشعب المصري اليوم فلسطين كانت وما زالت عنصر دعم وإسناد للأمن القومي المصري، ولن تكون يوما عبئا أمنيا على مصر كما يحاول البعض أن يصور الأمور".

وأوضح أن زج اسم فلسطين بما حصل في الخامس من أغسطس في سيناء يُفرح أعداء الأمة، منتقدا الهجمة الظالمة التي قام بها عدد من الكتاب والإعلاميين ضد أبناء الشعب الفلسطيني عقب استشهاد 16 جنديا على حدود مصر مع غزة.

وتابع خلوف: ما نسمعه اليوم يثلج صدورنا، وهذا تأكيد إضافي على عمق ومتانة العلاقة بين الشعبين الشقيقين، فهذه العلاقة لا يمكن أن تسيء إليها حملات مغرضة لن تفلح في إحداث الوقيعة بين الشعبين، وبخاصة أن التضحيات مشتركة، كما أن مصر تعني للفلسطينيين الشيء الكثير، كما أن المصريين يعتبرون فلسطين قضيتهم الأولى وجزءا من أمنهم القومي.

وهاجم الفنان القدير سامح الصريطي كل من أساء للشعب الفلسطيني على خلفية استشهاد 16 جنديا وضابطا في سيناء، وقال: الشعب المصري بكل طوائفه وتجمعاته لا يقبل "القسمة بينه وبين أهلنا في فلسطين"، ففلسطين هي قضيتنا الأولى وهمنا الأول.

وأضاف: يجب انتظار نتائج التحقيقات والمسؤولية يتم تحمليها لأفراد لا لشعوب بأكملها، وفلسطين ومصر شعب واحد، ولن تتمكن أية فتنة من التأثير على عمق ومتانة هذه العلاقة المتجذرة.

وأكد د.مجدي حسين رئيس حزب العمل الجديد أن الهجوم على الجنود المصريين في سيناء مدبر صهيونيا، مدللا على ذلك باختفاء المنفذين الفعليين للجريمة والذين يقدر عددهم بما لا يقل عن 20 شخصا، مرجحا دخولهم إلى إسرائيل.

وأشار إلى قيام الجيش الإسرائيلي بسحب الحراسات عن معبر كريم ابو سالم قبل ساعتين من الهجوم، ما يثبت بأن إسرائيل متورطة بالموضوع، موضحا أن الجثث التي سلمت للجانب المصري متفحة بالكامل ومن الصعب الحصول من خلالها على دلائل حول الحادث، متهما إسرائيل بممارسة الخداع.
وقال: أؤكد على تبرئة الشعب الفلسطيني من هذه الجريمة النكراء، والشعب الفلسطيني تواق لرؤية مصر قوية وآمنة ولن يكون سببا في الإساءة لمصر أو إرباك أمنها.

وعبرت الناشطة السياسية بحركة كفاية كريمة الحفناوي عن رفضها لأي إساءة أو تضييق على أبناء الشعب الفلسطينيي بسبب جريمة قتل الجنود في سيناء.

وتابعت: الإرهاب لا دين له ولا وطن، ومهما كانت جنسية المعتدين يجب ألا نحمل المسؤولية لشعب بأكمله، وكل محاولات الوقيعة بيننا وبين إخواننا الفلسطينيين سيبوء بالفشل.

وأوضحت الحفناوي أن الحل الأمثلة لمشكلة سيناء لا يكون بإضطهاد أهلها بل بتعزيز إمكانات القوات المسلحة فيها، وبضخ الأموال اللازمة لحل مشاكل المواطنين ودعم المشاريع والاستثمارات فيها.

من جهته، قال الشيخ هاشم إسلام من علماء الأزهر الشريف: ما جرى في رفح اعتبره مؤامرة نفت بأياد صهيونية، وحتى لو ثبت تورط أفراد من سيناء أو فلسطين فالعقوبة تكون فردية وتوقع فقط على الجناة، وهاجم اتفاقية كامب ديفيد، مضيفا: إنها باطلة شرعا.

وطالب بدعم المسيرة المليونية التي ستخرج يوم الجمعة المقبل دعما لفلسطين، وللتأكيد على مساندة الرئيس المصري المنتخب د.محمد مرسي.
وبدوره، شدد الصحفي أيمن عامر منسق الائتلاف العام لثورة 25 يناير والمتحدث الرسمي لتجمع قوى الربيع العربي على براءة الشعب الفلسطيني من العمل الارهابي في سيناء.

وقال: نحن كثوار ومصريين نقدم اعتذارنا للشعب الفلسطيني على محاولات البعض الإساءة له بسبب جريمة اغتيال الجنود في سيناء، ونحن نعتبر أن الإرهاب ليس له دين أو وطن وأن من قاموا به هم عملاء لإسرائيل سواء كانوا مصريين أو فلسطينيين أو عرب.

وأوضح عامر أن الهدف من الجريمة الوقيعة بين الشعبين الشقيقين، وفرض مزيد من الحصار على قطاع غزة.

كما أكد الدكتور محمود سامي منسق العلاقات العامة بالائتلاف العام للثورة المصرية على إدانة العمل الاجرامي في سيناء بحق عناصر وضباط القوات المسلحة، رافضاً في الوقت ذاته إلصاق هذه الجريمة النكراء بأبناء الشعب الفلسطيني.

وحذر من محاولة جهات مشبوهة للوقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني، معلناً التضامن الكامل مع أبناء فلسطين وقضية القدس بشكل خاص.
وحث الجميع للمشاركة في الافطار الوطني الذي يقام وسط القاهرة يوم الجمعة المقبل لمناسبة يوم القدس العالمي لغرض التأكيد على مناصرة القدس الشريف والقضية الفلسطينية.

وأنتقد الدكتور أحمد الخولي الأمين العام المساعد وأمين تنظيم حزب العمل الجديد من وصفهم بمحاولات من وصفهم بـ" أنصار الحلف الصهيو أمريكي داخل مصر" إلصاق الجريمة النكراء بالشعب الفلسطيني بهدف خلق فتنة بين الشعبيين الشقيقين ومحاولة التأثير على التعاطف الكبير للقضية الفلسطينية.