الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

أهالي الخليل يودعون المسحراتي من شارك وكشافة طارق بن زياد

نشر بتاريخ: 16/08/2012 ( آخر تحديث: 16/08/2012 الساعة: 16:21 )
الخليل - معا - غيث غيث – قبل بزوغ فجر كل يوم جديد من أيام شهر رمضان الفضيل لهذا العام، يبدأ متطوعو شارك وأفراد كشافة نادي طارق بن زياد يومهم مشمرين عن سواعدهم وعيونهم تحدوها الأمل بلقاء أهالي الخليل لإيقاظهم من نومهم لتناول وجبة السحور .

هكذا قرر الشباب المتطوعون أن يكون دورهم الإنساني الذي رسموه لأنفسهم ليكونوا قدوة للشباب المتطوع المعطاء في استغلال أوقاتهم وقدراتهم الدفينة بما يخدم المجتمع، فمنذ أن هل علينا هلال رمضان التقطه فريق المسحراتي بقلوبهم ليتحول إلى عبارات جذابة وكلمات روحانية وصيحات دافئة على أنغام الطبول والدفوف، يطلقها هؤلاء الشباب من أجل تنبيه الناس من نومهم كي يتناولوا سحورهم ويستعدوا لصيام يوم جديد، والابتسامة لا تفارق شفاههم وينثرونها على كل من يستقبلهم من المواطنين بكل حب ومودة وترحاب .

تقليد المسحراتي .. بحلته الجديدة

منذ القدم والمسلمون يعرفون شخصية المسحراتي التي باتت ترافقهم في شهر رمضان من كل عام، يجوب شوارع المدينة وأحيائها وأزقتها ويدق أبواب الناس وينادي عليهم كي يوقظهم من نومهم لتناول السحور الذي فيه البركة والخير كما أخبرنا رسولنا الكريم عليه أفضل صلاة وأتم تسليم .
وغابت تلك الشخصية مع تطور الوسائل التكنولوجية والتقنيات الأخرى، كالساعات وغيرها التي أصبحت منبهة للناس بديلا عن المسحراتي، إلا أن متطوعي شارك ومعهم كشافة نادي طارق بن زياد جسدوا أفكارهم وروحهم التطوعية كي يحيوا هذه الشخصية من جديد، ليلعبوا دور المسحراتي متوشحين بلباسهم المميز ومعهم الطبول والدفوف ويصيحون " يا نايم وحد الدايم " وكذلك " قومو على سحوركم قومو .. رمضان جاي يزوركو " وغيرها من العبارات التي تدخل البهجة والسرور إلى كل من يسمعها سيما الأطفال والأمهات .
|186017|

فكرة المسحراتي تطرب لها الآذان وتلقى ترحاب المواطنين

منذ اليوم الأول من شهر رمضان، استقبل أهالي الخليل فريق المسحراتي ورحبوا بهم وأصبحوا يترقبون موعد وصولهم ويقدمون لهم الماء والحلويات ويلتقطون معهم الصور، يقول المواطن فوزي أبو حديد احد سكان حي ابوسنينة " أننا نرحب بهؤلاء الشباب المبدعين ونفرح بلقياهم كل يوم، وهم يقومون بعمل نبيل ويبعث السرور في قلوب الناس ، وأتمنى أن تستمر فكرة المسحراتي في السنوات القادمة " .
تقول الحاجة أم بسام وزوز من سكان حي وادي القاضي " لم أعد أقلق على موعد السحور فأنا تعودت على سماع صوتهم كل يوم، وعند اقترابهم من منزلي أبدأ أعد طعام السحور، وأنا سعيدة بمشاهدتهم وأتمنى لهم التوفيق وأن أراهم في المستقبل " .

التعاون والتحلي بالأخلاق سمة فريق المسحراتي ..

كان أعضاء فريق المسحراتي متعاونون لدرجة كبيرة، يجتمعون ويضعون خطة المسير وهمهم الوحيد إيقاظ الناس ورسم الابتسامة على وجوه الأهالي، وإعادة إحياء هذه العادة القديمة المحمودة، والتي أصبحت مرغوبة لدى الناس ويشتاقون اليها، حيث يتكون أعضاء الفريق من عمار أبو حسين، محمد وزوز، أحمد الرجبي، أحمد أبو إسنينه، محمد أبو تركي وأيمن الرجبي.

يقول عمار أبو حسين أحد أعضاء فريق المسحراتي " نبعت الفكرة بشكل عفوي وبفضل الله وبإرادتنا حققنا ما نصبو اليه، وواصلنا مسيرتنا لأن الناس أحبتنا وشجعنا الأهل والأصدقاء على هذا النشاط المميز، لقد كنا حريصين أن نسمع صوتنا الى كل الأهالي، فقد توزعنا الى مختلف المناطق والأحياء في مدينة الخليل، وتحملنا معاناة التنقل ونحن سعداء بذلك، وأتمنى من المواطنين أن يكونوا راضين عن أدائنا ونعتذر إن كنا قد أزعجنا بعض أحبائنا الأطفال، وسنكمل مشوارنا في الأعوام القادمة انشاءالله ".

فريق المسحراتي يودعون الأهالي على أمل اللقاء ..

وعندما بدأ الضيف الكريم بالرحيل، وبات شهر رمضان يودع الناس في أيامه الأخيرة، تبقى صيحات فريق المسحراتي ترن في آذان الناس وتحكي لهم قصة شهر رمضان، يتذكرونه ويشتاقون لأيامه وجلساته، متأملين اللقاء بهم في الأعوام القادمة .

وفي حديثه أعرب ماجد أبو حسين قائد فرقة كشافة نادي طارق بن زياد عن فخره واعتزازه بفريق المسحراتي الذي أصبح مدار حديث الناس، وينتظرون قدومهم بفارغ الصبر، وأضاف "كم أنا سعيد برؤية الأطفال وهم يترقبون على النوافذ مجيء افراد المسحراتي، وأن خطة الكشافة ومركز شارك للأعوام القادمة ستحمل الكثير من المفاجئات والفعاليات الإضافية، وسيتم توسيع دائرة الفريق ووضع برنامج وتشكيل لجنة تتابع عمل المسحراتي في المستقبل، وتمنى كل الخير والتوفيق لفريق المسحراتي مهنئا أهالي الخليل وشعبنا الفلسطيني بقرب حلول عيد الفطر السعيد".