مرابطو غزة... فرحة عيد تجسدها حماية الوطن وحدوده
نشر بتاريخ: 20/08/2012 ( آخر تحديث: 21/08/2012 الساعة: 10:47 )
غزة- تقرير معا - أعيادهم ليس كأعياد باقي الناس... فسعادتهم تكمن في حماية أبناء وطنهم لحظة احتفالهم بالعيد... عيونهم ساهرة وأجسادهم مستيقظة وقلوبهم فرحة وبين الأشجار وعلى أطراف مدينة غزة وفي المناطق الحدودية... انهم المرابطون يمضون ساعات العيد كما اعتادوا قضاء باقي أيام العام... يلبسون زيهم الخاص.... ويحملون قليلاً من الطعام والماء ويتوجهون إلى أماكنهم المخصصة لهم للقيام بواجبهم في حماية وطنهم من العدو ومن اللصوص.
"معا" تحدثت مع المرابط أبو أنس الذي يواصل الرباط منذ 6 أعوام، لتسليط الضوء أكثر على واقع المرابطين بغزة يوم العيد، الذي بين لنا أنه قضى أياماً من الأعياد وهو مرابط ومستيقظ لحماية وطنه.
وأضاف: "نكون ممتلئين بالسرور ونحن نسمع تكبيرات العيد... وفرحة أبناء شعبنا به رغم أننا لا نشاركهم فرحتهم... ولكن لزاماً علينا حمايتهم حتى تدوم الابتسامة على وجوههم".
وعن ما يقوم المرابطين بعمله يوم العيد، أوضح أن كل ما يقوم به المرابط هو التكبير والذكر والدعاء، مبيناً أنه حينما يجتمع المرابطون مع بعضهم يتناولون ماء وتمرا وإذا أحضر أحدهم حلوى العيد يقوم بتقديمها لهم.
ويذكر تجربته في أحد الأعياد ويبين أن ذلك العيد كان صعب عليهم وعلى كل أبناء غزة، لأن الاحتلال الإسرائيلي كان يحاول قتل كل فرحة وسعادة لهم، مؤكداً أنه كان من واجبهم في ذلك اليوم أن يبقوا مرابطين لصد الاحتلال عن أي عمل يقوم به.
أما عن زوجات المرابطين، أكد أبو أنس أن نساء المجاهدين والمرابطين يرون من زوجاتهم تشجيعاً كبيراً لهم، مبيناً أن زوجته تقوم بتشجيعه على عمله، وان كان ينتابها بعض القلق عليه.
أبو أنس أوضح أن أطفاله الثلاثة يبتسمون حينما يشاهدون والدهم يلبس الزي الخاص له، ويحمل بندقيته، ولكنهم لا يعرفون أين هو ذاهب، كل ما اعتادوا عليه رؤية والدهم يخرج أول الليل، ولكن طفولتهم لم تكشف لهم بعد أن الأب خرج وربما لا يعود إليهم مرة ثانية.
وأضاف: " لا يعرف للمرابطين يوم محدد للرباط واجبنا الاستعداد دائماً وهدفنا هو منع دخول أي قوات إسرائيلية خاصة إلى قطاع غزة، لأننا نقوم باشتباك وتلاحم معهم على الحدود لصدهم عن ذلك، ودفاعنا عن الدين والإسلام هو أسمى أمانينا".
أبو محمد الحوت عضو اللجنة القيادية العليا أوضح لـ"معا" أن المرابط في حالة حرب دائم، يتوجب عليه القيام بعمله في أي لحظة تحتاج إلى ذلك.
وبين أن شعب فلسطين فرض عليه الجهاد والرباط على أرض الوطن، موضحاً أن المرابطين يتسابقون على الرباط، فلا يكون المرابط حزيناً إذا طلب منه الرباط حتى وان كان في يوم العيد، بل يكون سعيداً جداً عندما يحمي أبناء شعبه في كل وقت.
وأشار إلى أنه لا يوجد يوم معين للرباط وإنما حسب ما ترتأيه القيادة العسكرية، لأنه من الممكن أن يكون الرباط فجأة حسب إستراتيجية الوضع.
وعن الصعوبات التي يواجهها المرابطين بين أن المرابط يكون مقبل دائماً، وأنه مستعد في أي لحظة لمواجهة كمين أو سيارات مشتبه بها، أو تحليق طائرات الاحتلال، مبيناً أن المفاجأة أمر صعب للمرابط لأن لا رجوع وعليه المواجهة.
وأضاف: " كل أبناء فلسطين يتمنون أن يكونوا مرابطين، ويتزاحمون في ذلك"، مشيراً إلى أن العلاقة بين المرابطين وأبناء الشعب علاقة جيدة، لأنهم يقومون بطمأنتهم وحمايتهم من أي لصوص أو سرقات بالإضافة إلى حمايتهم من الاحتلال.