السلطة ترفض لغة "المافيا" وتطالب نتنياهو بكف ألسُن متطرفي حكومته
نشر بتاريخ: 22/08/2012 ( آخر تحديث: 22/08/2012 الساعة: 17:24 )
بيت لحم- خاص معا- اعتبرت السلطة الفلسطينية أن جدية الحكومة الإسرائيلية في تحقيق السلام تكمن في التخلص من شخصيات متطرفة أمثال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، الذي طالب في رسائل وجهها للرباعية الدولية وعدد من الشخصيات الدولية باستبدال الرئيس محمود عباس كونه يشكل عقبة أمام تقدم عملية السلام.
وكالة "معا" رصدت الرد الفلسطيني على مواقف ليبرمان من خلال القيادي في حركة فتح عزام الأحمد، الذي قال: "نقول بكل وضوح إذا كانت اسرائيل جادة أن هناك عملية سلام يجب أن تتخلص من مثل هذه الشخصيات التي لا هم لها إلا التكلّم بلغة المافيا".
وأعرب عن رفض السلطة الفلسطينية القاطع للتدخل الإسرائيلي في الشأن الفلسطيني الداخلي، وقال: "لا ليبرمان ولا كل الجانب الإسرائيلي من حقه أن يتدخل في الشأن الفلسطيني".
وأضاف، "تصريحات ليبرمان قبل أن تكون مرفوضة فهي مدعاة للسخرية لأنهم يعلمون جيدا بأنه لن يكون أي حق أو قدرة على المس بجوهر الموقف الفلسطيني (..) خيارات الشعب يحددها الشعب والقيادة هي التي تحدد أين تسير حركتها".
وأكد الأحمد أن تصريحات وزير خارجية إسرائيل ليست مفاجئة "وهذا موقفه الثابت ليس من الرئيس عباس فقط وانما من الوضع الفلسطيني برمته، فهو مناهض للسلام وأي امكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو يمثل التيار الصهيوني المتعصب والمتعجرف ولذلك ليس غريبا أن يتكلم باللغة التي تكلم بها".
وقال إن "ما يجري الآن يذكرنا بنفس الأسلوب الذي بدأوه في زمن الرئيس عرفات، والقضية ليست شخصية عرفات أو أبو مازن بقدر ما هي تنكّر لحقوق الشعب الفلسطيني".
وفي ذات السياق وصف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة تصريحات ليبرمان بأنها تحريضية تساهم في خلق حالة من العنف وعدم الاستقرار.
وطالب أبو ردينة الرباعية الدولية باتخاذ موقف من التعامل مع ليبرمان باعتبار تصريحاته تحريضا على القتل والعنف، واعتبر ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية الفلسطينية.
كما طالب أبو ردينة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومته باتخاذ موقف واضح من هذه التصريحات التحريضية التي لا تساهم بأي شكل من الأشكال بخلق مناخ ملائم للسلام، واعتبر ذلك إفلاسا سياسيا ودليلا على عزلته وتخبطه وتشوشه، وأن تصريحاته مرفوضة ومدانة.
وفي سياق آخر بشأن التوجه الفلسطيني للجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمر الذي تعتبره إسرائيل تحديا وخطوة من جانب واحد وتؤيدها في ذلك الولايات المتحدة، رأى عزام الأحمد أن المصلحة الفلسطينية تقتضي التوجه للجمعية العامة للاعتراف بالدولة الفلسطينية عضوا مراقبا على أساس حدود عام 1967، وقال: "النتائج في الجمعية العامة مضمونة أكثر من مجلس الأمن لأن الفيتو الأمريكي لن يكون له مكان، ونحن سنختار التوقيت الملائم الذي يساعدنا في عدم التصادم مع القوى التي لا تقتنع بالخطوات الفلسطينية".
وأكد الأحمد أن الوضع الفلسطيني مجمّد بالنسبة للولايات المتحدة لأن مزاد الانتخابات الامريكية بدأ، وهذا تقليد منذ أن بدأ الصراع بحجة الانتخابات وتملق أصوات اليهود في الولايات المتحدة، فلا يهمهم الدماء الفلسطينية ولا عملية السلام في الشرق الاوسط.
كما رأى أن ما يشهده الوطن العربي من صراعات عربية- عربية افرز مرحلة غاية في السوء تبرز فيها الأصوات الصهيونية بشكل عال أكثر من أي مرحلة أخرى، كما اسهم هذا الوضع في اضعاف القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية من الأساس، وقال: "في وضع عربي ممزق وصراعات عربية- عربية محاولات تقسيم المنطقة العربية تجري على قدم وساق، فالسودان ليست البداية ولن تكون النهاية".
وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، نفى الأحمد حدوث أي جديد، قائلا: "لا جديد إطلاقا ولن يكون هناك أي جديد قبل أن تعود لجنة الانتخابات إلى عملها ومن ثم نبدأ بتشكيل الحكومة التي ستعمل على تنفيذ اتفاق المصالحة".
ورفض عزام الأحمد بشدة "محاولات البعض لاعادة الامور الى نقطة البداية مشددا على تنفيذ اتفاق المصالحة من حيث توقف.