السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المحامية دقماق تشارك في إستقبال الأسير السوري المقت

نشر بتاريخ: 23/08/2012 ( آخر تحديث: 23/08/2012 الساعة: 12:11 )
القدس- معا- توجهت المحامية بثينه دقماق على رأس وفد من مؤسسة مانديلا مكون من المحامي هلال جابر والمحامية حليمة أبو صُلب والأستاذة ريما السايس،إلى بيت الأسير صدقي المقت في قرية مجدل شمس في هضبة الجولان،للمشاركة في فعاليات إستقبال الأسير البطل صدقي المقت (45عاماً) .

وكان صدقي المقت قد إعتقل في 32/آب/1985م،ضمن خلية مكونة من خمسة أشخاص هم صدقي سليمان المقت و بشر سليمان المقت و عاصم و محمود الولي و سيطان نمر الولي و هايل حسين أبو زيد،وحكموا جميعاً بسبعة عشر عاماً،بتهمة المشاركة في تأسيس تنظيم سري للمقاومة ضد الإحتلال العسكري الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة والمشاركة في فعاليات وعمليات مختلفة ضد الإحتلال الإسرائيلي.

بعد إعتقاله تعرض صدقي المقت ورفاقه الأربعة لأنواع مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي،ومن ثم أصدرت محكمة اللد العسكرية حكمها بحقه لمدة 27عاماً،أمضاها في مختلف السجون والمعتقلات الإسرائيلية،كسجون نفحة وعسقلان وبئر السبع،والرملة والدامون وهداريم والجلمة،وشطة وجلبوع.

إلا إن سلطات الإحتلال أفرجت عن الأسير هايل في نهاية شهر كانون أول/2004،بعد أن قررت اللجنة الطبية التابعة لمصلحة السجون الإفراج عنه نظراً لخطورة وضعه الصحي وإصابته بمرض ( اللوكيما - سرطان الدم ) ليمضى بعدها ستة شهور فقط خارج الأسر تنقل خلالها ما بين بيته في هضبة الجولان و مستشفى (رمبام بحيفا) لتلق العلاج، إلى أن إستشهد بتاريخ 7تموز/2005.

وفي أوائل تموز/2008،أفرجت سلطات الإحتلال عن الأسير سيطان بعد قضائه ثلاثة وعشرون عاماً في السجون الإسرائيلية نظراً لتدهور وضعه الصحي أيضاً وإصابته بالسرطان،وفور تحرره توجه للمستشفيات للعلاج، ولكنه إستشهد بتاريخ 24-4-2011.

وفي الخامس عشر من تشرين أول/2009 أفرجت سلطات الإحتلال عن الأسيرين بشر و عاصم قبل إنتهاء مدة محكوميتهما،ضمن الإتفاق السري بين حركة حماس،وسلطات الإحتلال بوساطة مصرية ضمن عُرف في حينه بـ (صفقة شريط الفيديو الخاص بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ).

وبسبب هذا الوقت الطويل الذي أمضاه صدقي المقت صابراً وصامداً في غياهب السجون الإسرائيلية فقد إعتبر وعن جدارة كواحداً من أبرز جنرالات الصبر ،وهو مصطلح يُطلق على من مضى على وجودهم في الأسر الإسرائيلي أكثر من ربع قرن.

وقائع الإفراج والإستقبال:
مع تمام الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء 22/8/2012م،قامت سلطات مصلحة السجون الإسرائيلية بإطلاق سراح الأسير صدقي المقت،من سجن جلبوع،ولكن على طريقتها الخاصة،حيث تركته وحيداً بالقرب من مستعمرة (كتسرين) وهي قريبة من مقام الشيخ (اليعفوري) دون أن يتم تسليمه رسمياً لذويه،كما هو متبع في مثل هذه الحالات،في خطوة فهم منها التشويش على برنامج الإستقبال الذي تم الإعلان عنه في مختلف قرى الجولان المحتل،ووفقاً لما قاله الأسير المقت نفسه " فإن عملية الإفراج عنه تمت مساء يوم أمس الثلاثاء 21/8 حيث إقتادته الشرطة الإسرائيلية إلى محطة الشرطة في بيسان،ومن ثم إلى محطة (جولان) في مستوطنة ( كتسرين )، وأطلقت سراحه صباح اليوم 22/8/2012م.

وبعد مرور ساعات على وجوده في هذه المنطقة المذكورة مر به شابين عربيين فإستوقفها وطلب منهما إستخدام هاتفهما الخلوي،فأتصل بوالده الذي كان ينتظره على أحر من الجمر،وعلى الفور تحرك والده وذويه إلى منطقة كتسريم،ومن هناك حمل المستقبلون الأسير المحرر إلى مقام النبي شعيب في منطقة طبريا،إيفاءً لنذر قد قطعه والده على نفسه،ومفاده بإنه " إذا ما إطلق سراح أبنه وهو على قيد الحياة ليذهبن به للصلاة في مقام النبي شعيب،قبل وصوله إلى البيت "ومن ثم توجهت جموع المستقبلين إلى هضبة الجولان،وكانت المحطة الأولى للمستقبلين في محافظة القنيطرة،حيث إحتشد الناس هناك بالآلاف لإستقبال بطلهم المحرر،واحتشدت بالساحات أيضاً الجماهير الغفيرة والخيول العربية الأصيلة وكانت بعديد السنين التي أمضاها المقت داخل الأسر الإسرائيلي،أي سبعة وعشرون حصاناً مزدانة بالرايات والأعلام العربية السورية،ومن ثم تحرك المحتفلون إلى قرية مسعدة التي كانت جماهيرها بإنتظار الأسير المقت.

وألقى بهم الأسير المحرر كلمة حيا فيها صمود أهالي الجولان المحتل وجماهير الشعب العربي الفلسطيني على صمودهم في وجه الإحتلال الإسرائيلي،كما وحيا المقت رفاقه الأسرى والأسيرات العرب والفلسطينيين داخل السجون، كما وحيا شهداء الحركة الوطنية الأسيرة،وشهداء الثورة والمقاومة العربية والفلسطينية،وكانت المحطة الأخيرة لموكب المستقبلين قرية مسعدة مسقط رأس الأسير المحرر،التي إستكملت إستعداداتها لإقامة مهرجان مركزي مساءً في الساحة الرئيسة فيها،والتي تحتضن تمثالين شامخين لرمزين هامين من رموز المقاومة العربية السورية،الأول للشهيد أحمد باشا الأطرش،والثاني للشيخ أسعد كنج .

وبهذه المناسبة دعت رئيسة مؤسسة مانديلا لحقوق الإنسان المحامية بثينه دقماق،إلى إعتبار يوم الإفراج عن الأسير السوري صدقي المقت عميد الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية،يوماً لإعلاء راية الحرية والكرامة،والمطالبة بإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية،ولحظة وفاء من شعبنا الفلسطيني إتجاههم،لأنهم إنخرطوا في معركة الدفاع عن أمتهم بلا أي تردد، لقد كان صدقي المقت تتابع رئيسة مؤسسة مانديلا قولها" نموذجاً مشرقاً للصبر والصمود،وهو الذي واجه بكبرياء فريد كل محاولات شطب أسمه من عمليات التبادل التي نُفذت خلال السبعة والعشرون عاماً الماضية،بسبب ذلك فإننا نحتفي اليوم بإنتصار بطل حقيقي على القيد والسجان،يستحق من كافة فعاليات ومؤسسات شعبنا إستقبالاً لائقاً له،وكما ينبغي لإستقبال الأبطال أن يكون ".