مقداد: وزير الداخلية بعث برسائل تهديد لا يمكن أن تصدر عن شخص مسؤول بدلاً من الدعوة إلى التهدئة
نشر بتاريخ: 28/01/2007 ( آخر تحديث: 28/01/2007 الساعة: 17:49 )
غزة -معا- وصف الناطق باسم حركة فتح في غزة، ماهر مقدار، اليوم، ما ورد على لسان وزير الداخلية سعيد صيام في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم أمس في غزة، بمثابة تهديد متكرر بدلاً من أن يبعث برسائل تأمين وتهدئة.
وقال مقداد في تصريحات وصلت معا نسخة منها:" إن صيام وعد خلال مؤتمره الصحفي بأن يلاحق من أسماهم بـ'القتلة' الذين قتلوا أبناء حركة حماس وتنكر لكل الدماء التي نزفت من أبناء الشعب الفلسطيني، أو من أبناء حركة فتح".
وأضاف: "أن صيام، لم يذكر كلمة واحدة عن ملاحقة القتلة الذين حاصروا منزل منصور شلايل في جباليا أو الذين قتلوا من كان داخل هذا البيت، أو الذين قتلوا الشهيد كمال حسن خليل، وآخرين بهذه الطريقة الدموية".
وتابع مقداد موجهاً كلامه لوزير الداخلية وحركة حماس:" أنكم تبحثون عن تجارة خاسرة، تجارة الدم والموت، وبالتالي لم يكتب التاريخ أن أحداً ذهب إلى هذا النوع من التجارة وكسب، وستكونون أول من يحترق بهذه النيران التي ستشتعل بالشعب الفلسطيني بأكمله" على حد تعبيره.
وأشار إلى أن مثل هذا المؤتمر الذي وصفه بـ"التحريضي" لا يمكن أن يصدر عن ضابط في الداخلية وليس وزير الداخلية، لأن هدفه شحن الأمور وتوتيرها بطريقة غريبة لا يمكن لرجل أمن ولا لرجل سياسة أو مسؤول في هذا الوطن أن يتحدث بهذه الأجواء الدامية وبهذه الطريقة .
ولفت مقداد إلى أن هذا المؤتمر، يأتي ضمن خطة "التيار الدموي" الذي يرغب تماماً بإغراق غزة في الدماء وإعدام المزيد والقتل والتدمير ومداهمة البيوت، مضيفاً أن وزير الداخلية "تحدث عن 'تيار' في حركة فتح يفتعل الأزمة وتغافل عن جرائم القوة التنفيذية التي تقتل الناس والأطفال دون وجه حق وآخر جرائمها مساء أمس، عندما ذهبوا إلى بيت المناضل محمود أبو القرايق في محاولة لاختطافه فقتلوا ابنه الطفل البالغ من العمر أحد عشر عاماً".
وتساءل مقداد لماذا تجاهل وزير الداخلية قتل الأطفال؟ ولماذا كان انتقائياً وغفل ما تقوم به القوة التنفيذية؟ وكأن أحداً غير القوة التنفيذية وغير حماس هم الذين يقتلون الأطفال ويقتلون الناس الآمنين في بيوتهم، وقذائف الـهاون .
وقال مقداد:" إنه من الواضح تماماً وجود خطة لدى حماس تقضي بتأجيج الأمور وتوتيرها والتحضير لحرب أهلية متسائلاً، هل عزموا بالفعل على إحراق غزة بمن فيها، هل عقدوا العزم على تدمير المعبد على رؤوس من فيه؟".
وأضاف ان المستفيد الاول هو الطرف الإسرائيلي، وان الخاسر هو الشعب الفلسطيني .
وأشار مقداد إلى :"أنه رغم الجرح الكبير الذي أصاب أبناء 'فتح' إزاء ما حدث في بيت الشهيد أبو المجد غريب من جريمة بشعة وجدنا القدرة على الخوض في الحوار لأننا نؤمن أنه لا بديل لنا إلا أن نتحاور وإلا أن نحافظ على وحدة الجسم الفلسطيني".
وتابع قائلاً، "مع ذلك لم تأت 'حماس' إلى الحوار ولم يأت ممثلها بالتشريعي للحوار، ولم يأت ممثلو الحكومة التي هي حكومة كل الشعب الفلسطيني ولا تضع من نفسها طرفاً ولا المجلس التشريعي كذلك".
وحذر من أن حركة فتح لن تترك الأمور لمن يعبث بها كما يشتهي، قائلاً "يجب أن يعلم إخواننا في 'حماس' بأن مصير الشعب الفلسطيني ليس بأيديهم، وليس في أيدي مجموعات القتل التي تتحرك، وليس في أيدي 'القوة التنفيذية'، التي جعلت أيامنا كلها عصيبة، وساهمت في أن تجعل في كل بيت عزاء وألم وجرح ومصاب وربما معاق".
وأكد مقداد على أن حركة فتح لن تسمح بأن تسير الأمور على هذا النحو، قائلاً، صحيح أننا ندعو دائماً إلى ضبط النفس، وندعو دائماً إلى حقن الدماء الفلسطينية لكن هذا لا يعطيهم الحق بأن يستبيحوا دماء الناس، وأن يجعلوا الدنيا كلها دماراً وأن لا يصبح خارج دائرة الدم لا طفل و لا امرأة ولا رجل ولا شيخ ولا مسن".
وطالب مقداد حركة حماس بسحب كل هؤلاء الذين يزرعون العبوات في الشوارع لأن هذه العبوات لن تنفجر في أشخاص، وإنما ستنفجر في المشروع الوطني، وستنفجر في هذه القضية التي راح ضحيتها آلاف الشهداء وآلاف الأسرى.
وأكد على أن حركة فتح تحملت المسؤولية رغم أنها فقدت خيرة أبنائها وكوادرها وذهبت إلى الحوار وقبلت أن تعود إلى هذه الطاولة، لان ذلك لم يكن من باب الضعف ولكن لإدراكها أنه لا مفر إلا أن تتحاور وتعمل على توحيد الصفوف -على حد قوله,
وقال مقداد متوجهاً لأبناء حركة فتح" إن حركتكم لم ولن تدعوكم في يوم من الأيام أن تهاجموا أحداً،" داعياً إياهم إلى الصبر والتريث والحكمة، مطالبا اياهم بالدفاع عن انفسهم.