"معا" تكشف تفاصيل سحب ايران دعوتها اسماعيل هنية لطهران
نشر بتاريخ: 27/08/2012 ( آخر تحديث: 27/08/2012 الساعة: 16:25 )
طهران - عمان - معا - كشفت مصادر مطلعة لوكالة "معا" عن سبب اعتذار ايران لرئيس وزراء الحكومة المقالة اسماعيل هنية عن دعوته لحضور قمة عدم الانحياز المقررة في طهران بعد يومين.
وقالت المصادر ان دعوة هنية جاءت من المرجع الروحي الايراني علي خامنئي بشكل معنوي في حين جاءت دعوة الرئيس عباس من جهة الرئيس الايراني احمدي نجاد وبشكل رسمي.
وبعد ان احتج المجلس التنسيقي لدول عدم الانحياز ومقره نيويورك على تدخل خامنئي وهدد ايران بتحميلها مسؤولية عدم حضور فلسطين وفشل القمة اضطرت الخارجية الايرانية الى الاتصال هاتفيا باسماعيل هنية الساعة التاسعة صباحا من يوم الاحد وسحب الدعوة، ما اضطر هنية الى اعلان صحفي يقول فيه انه تراجع عن قبول الدعوة من اجل المصلحة العامة رغم اعلان مكتبه مرارا وتكرارا قبول الدعوة والترحيب بها وازدراء مناشدة سلام فياض على لسان د.محمود الزهار قبل ساعات . ولكن ومن باب حفظ ماء الوجه بعد سحب الدعوة اراد مكتب هنية تبرير الموقف اعلاميا امام مؤيديه الذين سارعوا وكتبوا تمجيدا يالدعوة وتهليلا بها دون ان يخطر ببالهم ان ايران قد تسحب دعوتها.
وقد افادت المصادر لوكالة "معا" ان سبب دعوة خامنئي لهنية جاءت لاسباب خلافية كبيرة بين الرئيس مرسي وخامنئي حيث ان خامنئي اراد توجيه رسالة لمرسي ان ورقة فلسطين بيدنا وليست بيد مصر وان هنية معنا قبل ان يكون معك.
وللتأكيد على هذه الادعاءات قال المصدر ان مرسي لن يشارك في اعمال القمة وانه سيكتفي بكلمة الافتتاح وتسليم رئاسة الدورة وسيغادر طهران فورا . في اشارة الى عدم اعجابه بالموقف الايراني السياسي.
كما ان ايران طوت لحماس وصفحت عن موقفها البارد تجاه حليفها بشار الاسد من اجل مقايضة مصر الموقف من سوريا مقابل الموقف من فلسطين.
ورغم كل هذا يبقى غضب الرئيس عباس في قلب رام الله فهو الذي تحدى امريكا واسرائيل وقرر الاستجابة لدعوة الرئيس نجاد يشعر الان ان طهران ليست محط ثقة وانها أزمت العلاقات معه مثلما أزمت العلاقات مع عرفات من قبله.
مصدر "معا" قال : "ان الرئيس عباس يشعر بالخذلان والاسف من طهران وانه متردد في الذهاب للقمة وانه لن يصدق ايران بعد اليوم حتى وان اضطر للذهاب هذه المرة . وانه يثق بقومية الرئيس مرسي اكثر الف مرة من اخوة الرئيس نجاد". كما قال المصدر.
وهكذا تكون طهران التي ارادت ان تلعب على قلب مصر وعقل رام الله وانفعال غزة قد خسرت عقل مصر وقلب غزة وانفعال رام الله، وان كانت الخارجية الايرانية وعدت هنية بتوجيه دعوة رسمية state invitation الى هنية بعد انتهاء قمة عدم الانحياز.
يشار الى ان مصدر "معا" يؤكد ان رئيس المكتب السياسي خالد مشعل نصح اسماعيل هنية منذ البداية بعدم خوض هذه اللعبة وعدم الانجرار الى هذا المربع لكن هنية خاض الدعوة بانفعال وارتجالية اعلامية بحتة حتى سحبت ايران الدعوة ما احرجه امام اتباعه وامام جميع وسائل الاعلام الدولية . كما ان ايران التي ارادت ان تكسب كل الاطراف مرة واحدة قد خسرت كل الاطراف مرة واحدة على حد ادعاء المصدر.