رئيس جمعية أصدقاء مرضى السكري: لا حياة كريمة للمرضى دون تعاون استراتيجي بين كافة الأطراف الرسمية والأهلية
نشر بتاريخ: 29/01/2007 ( آخر تحديث: 29/01/2007 الساعة: 13:49 )
بيت لحم - معا - منذ اللحظة الأولى لتأسيس جمعية أصدقاء مرضى السكري في محافظة بيت لحم، راعت في كافة نشاطاتها أن تصل إلى معظم مرضى السكري خصوصا الأطفال ضمن الإمكانيات المتاحة للنهوض باحتياجاتهم وتمكينهم من التعايش مع العرض دون السماح بتفاقم مضاعفاته عبر نشر الثقافة والوعي اللازمين لدى المرضي وذويهم، ولقد بادر بعض المسؤولين وعدد من مرضى السكري أنفسهم بتأسيس الجمعية استجابة للواقع المتردي الذي يعيشه مرضى السكري عموما وأطفال السكري الفلسطينيين على وجه الخصوص.
وعي قليل ونقص في الأطباء:
------------------------------
يقول عمر صبح رئيس ومؤسس الجمعية، ما زلت استذكر تلك اللحظات التي عرفت فيها أنني مصاب بالنوع الأول من مرض السكري عندما كان عمري 14 عشر عاما، فقد عانيت الكثير في ظل غياب جهة تُعنى بشؤون المرضى وتساعدهم في التغلب على المرض وتثقفهم بسبل التعايش معه، كما أن الأدوية التي كانت متوفرة آن ذاك كانت غير متطورة ومتواضعة التأثير. ورغم أن فلسطين ما زالت تعاني من قلة الوعي بالمرض وقلة عدد الأطباء أخصائي السكري إلا أنه ما زالت هناك فرصة لمواجهة المرض الذي يحتاج إلى ميزانيات كبيرة للحد من إهدار مدخراتنا الصحية.
الجمعية تزرع الأمل:
---------------------
وأضاف صبح، يوجد اليوم في فلسطين وحدها أكثر من 300 ألف مريض حسب إحصاءات وزارة الصحة، ويرى الخبراء أن هناك على الأقل حالة غير مكتشفة مقابل كل حالة مكتشفة، وتسعى الجمعية إلى توعية الجمهور الفلسطيني بسبل الوقاية من المرض؛ وبشكل أساسي تهدف إلى تقديم الرعاية والدعم اللازمين للمرضى ويشرف عليها 9 أعضاء متطوعين في مجلس الإدارة من مختلف التخصصات وحوالي 43 عضوا في هيئتها العامة. ولقد باشرت الجمعية في بدايتها بتقديم الدعم لحوالي 12 طفلا واليوم ترعى الجمعية احتياجات أكثر من 178 طفلا في بيت لحم، وتوفر لهم الأدوية الأكثر تطورا في المنطقة، بالإضافة إلى أجهزة وشرائح الفحص اللازمة.
رعاية استثنائية يحتاجها الأطفال:
------------------------------------
ويشير صبح إلى الرعاية الاستثنائية التي يحتاجها الأطفال، خصوصا وأن الجمعية يجب أن تكون مكانا جذابا محببا لديهم ويشد اهتمامهم بعيدا عن الشعور بأن المكان خُصص فقط من أجل التلقين والتوجيهات مع الأخذ بعين الاعتبار صغر سنهم وتنوع احتياجاتهم، لذا وفرت الجمعية مختبر حاسوب ومكتبة إلى جانب العيادة الصحية التي يشرف عليها طبيب مختص، كما تقوم بعمل العديد من النشاطات التثقيفية كالمخيمات الصيفية وبعض الألعاب الترفيهية والفنية.
ويكمل صبح حديثه" يقف طفل السكري الفلسطينية محتارا أمام العديد من التساؤلات الصعبة، هل هو إنسان عادي؟ هل من حقه أن يعيش حياته كبقية الأطفال وبشكل سليم؟ هل من حقه أن يحصل على آخر ما توصل إليه العلم الحديث من علاجات وأنسولين مطور؟ هل يستطيع أن ينجح ويواصل حياته وتعليمه؟". هنالك العديد من الحقائق التي تغيب عن المرضى بسبب غياب الجهة التي تعنى باحتياجاتهم النفسية والمعنوية والعلاجية، والتي بدورها تستطيع الحد من عواقب المرض الذي قد يؤدي إلى فقدان البصر أو بتر الأعضاء.
ضرورة توفير الأدوية الحديثة:
-----------------------------
ولفت صبح إلى أن المراكز الصحية وعدد من الأطباء في بيت لحم يقومون بتحويل بعض الأطفال المرضى إلى الجمعية من أجل الاستفادة من الخدمات التي تقدمها، ولكنها لا تستطيع استيعاب المزيد نظرا لمحدودية طاقتها، لافتا إلى أن شركة NovoNor Disk تعتبر الممول الرئيسي للجمعية وتتبرع مجانا بشرائح فحص السكري وبدواء Novo Mix 30 المتطور إلى الأطفال، والذي أثبت نجاحا باهرا، حيث أثبتت دراسة قامت بها الجمعية مؤخرا على الأطفال بواسطة الفحص التراكمي(HBA1C) في قدرته على تحسين معدلات السكر لدى الأطفال بمعدل 1.5 %، ولكن الإشكالية التي تقف عائقا أمام توفره لجميع المرضى في فلسطين كحق طبيعي بالحصول على العلاجات المتطورة هو أن وزارة الصحة لم تسمح بعد بإدراجه في الأسواق الفلسطينية.
نداء لوزارة الصحة والمسئولين:
-------------------------------
هذا ويقول صبح أن الجمعية قامت بإنشاء فرع جديد في محافظة دورا الخليل والذي باشر بدوره بتوفير الدعم لحوالي 68 طفلا عدى عن المرضى كبار السن، ولقد ساهمت جهود الجمعية الطوعية بتحسين حياة العديد منهم، وأكد أنه لا يمكن للمرضى خصوصا الأطفال أن يحظوا بحياة كريمة دون توفير الدعم اللازم لهم عبر تكاتف كافة الجهات القائمة، كما ثمن صبح دور وزارة الصحة على دعمها لنشاطات الجمعية في بيت لحم وطالبها ببذل المزيد من الجهود بإشراف معالي وزير الصحة من أجل أعطاء الأولوية لإدراج دواء Novo Mix 30 الذي من شأنه أن يحسن حياة آلاف المرضى وأن يوفر الكثير على الوزارة عبر التقليل من تفاقم الحالات ودخول المرضى إلى المستشفيات وبالتالي التخفيف من عبأ المصروفات وإهدار المدخرات الصحية الوطنية.
مشروع جديد لدعم المرضى:
--------------------------------
ولفت صبح أن الجمعية اليوم بصدد إطلاق مشروع نوعي لتأهيل مرضى السكري في فلسطين بدعم من الحكومة الدنمركية، والذي يتضمن سلسلة من ورشات العمل، تهدف إلى تعليم المرضى وتثقيفهم بكل ما يلزم عن المرض خلال 12 يوما، وستشتمل على فحوصات دم، ومحاضرات لأخصائية تغذية وبعض الفعاليات الرياضية، وتثقيف المرضى بطرف احتساب السعرات الحرارية في وجباتهم المختلفة لكي تتناسب مع الأدوية التي يتعاطونها.