الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مختصون يطالبون بتحلية مياه البحر في قطاع غزة

نشر بتاريخ: 27/08/2012 ( آخر تحديث: 27/08/2012 الساعة: 12:04 )
غزة-معا- طالب مختصون وأكاديميون في مجال المياه إلى إعداد دراسات بحثية لحل المشاكل التي تعانى منها المياه في قطاع غزة، ووضع خطة إستراتيجية للتوعية بضرورة الإرشاد في استهلاك المياه وتبيان مواصفات المياه الصالحة للشرب بالدرجة الأولى والعمل على تفعيل دور المؤسسات الرقابية على محطات التحلية وسيارات النقل وآبار المياه العذبة،وإقامة مشاريع تحلية مياه البحر بالقرب من الشاطئ.

وأجمع المختصون خلال ورشة عمل نظمها مركز العمل التنموي – مجلة آفاق للبيئة والتنمية- بعنوان المياه المحلاة ومخاطرها الصحية والبيئية ، بحضور عدد من المختصين وممثلي المؤسسات الأهلية والحكومية ذات العلاقة ووسائل الإعلام وذلك في مطعم المارنا هاووس على أن تحلية مياه البحر هو من ضمن المشاريع الإستراتيجية التي من شانها أن توفر الجانب الأكبر من احتياجات الغزيين للمياه في ظل شح المياه وصعوبة توفر البدائل.

وأكد هؤلاء المختصون على أن المياه التي ترد من البلدية هي أفضل وأكثر أمناً من المياه المحلاة ,حيث المراقبة المستمرة ووضع مادة الكلور التي تحافظ على سلامتها، مطالبين المواطنين بفحص صهاريج المياه الموجودة في المنازل بصورة مستمرة وتنظيفها كل ستة أشهر وأن لا تتجاوز كمية المياه المحلاة والمشتراه أكثر من عشرة أيام لأنها تفقد صلاحيتها.

وشدد المختصون على ضرورة توعية المواطنين بمخاطر المياه المالحة وكيفية التعامل مع العذبة، وتوفير خزانات المياه من "السلستين" بدلًا من الخزانات البلاستيكية لخطورة الأخيرة مع الزمن ، والعمل على استخدام مادة الكلور لاسيما الحبيبات الصغيرة منه للحفاظ على سلامة المياه وصلاحيتها للشرب دون إحداث أي خطورة على صحة المواطنين.

ودعا المختصون أصحاب محطات التحلية، لتطهير خراطيم مياه الشرب بشكل مستمر، وتخصيص سيارات جديدة لنقل المياه العذبة إلى مواطني القطاع للحد من نسبة تلوثها، كما دعوا المؤسسات الرسمية إلى فحص العينات بصورة مستمرة .

وطالبوا بنقل مشاريع تحلية المياه إلى شاطئ البحر، وتأسيس مركز لتوحيد البيانات حول المياه لاسيما وان الأرقام متضاربة.

ورحب المهندس ماجد حمادة من مركز العمل التنموي معا في مستهل الورشة بالمشاركين وأكد على أنها تأتى انطلاقا من أهمية المياه في القطاع والمشاكل التي تعانى منها، وزيادة سيارات بيع المياه المحلاة والتذمر من قبل المواطنين بعدم تمتعها بمواصفات صحية سليمة.

ولفت إلى أن آفاق للبيئة والتنمية منبر اعلامى مختص بالشأن البيئي وهر حريصة على فتح كافة الملفات ذات العلاقة بالجانب البيئي.

وأكد مدير الرعاية الأولية في وزارة الصحة في الحكومة المقالة فؤاد الجماصي، أن ارتفاع نسبة النترات الأملاح في مياه الشرب أدى لزيادة أعداد المصابين بأمراض هشاشة العظام، والأسنان وغيرها، في القطاع.

وأشار إلى أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على متابعة وفحص آبار وشبكات المياه وخزاناتها، و محطات التحلية المنتشرة على طول السهل الساحلي للتأكد من سلامة مياه الشرب وصلاحيتها للاستخدام.

وأضاف أن وزارته تمكنت من أخذ 4088عينة العام الماضي من مياه الشرب من مختلف محافظات المدينة، أظهرت تلوث قرابة 422عينة من مياه الشرب ملوثة.

وأوضح أن شبكات المياه المنتشرة في القطاع تحمل قرابة 147 ملوثا فيها، وذلك حسب فحص تم إجراؤه على شبكات المياه في القطاع، مبينًا أنه تم أخذ 1413 عينة منها من تلك الشبكات.

وأكد مدير الرعاية الأولية، أنه تم إغلاق عدد من آبار مياه الشرب ومحطات التحلية نظرًا لشدة ملوحتها ولاحتوائها على ملوثات عدة.
ودعا ممثل مياه بلديات الساحل عمر شتات، للبحث عن مصادر بديلة لمياه الشرب والتوقف عن استنزاف مياه الخزان الجوفي، والعمل على استيرادها من الخارج أو التوجه لتحلية مياه البحر.

وعزى شتات، ارتفاع ملوحة المياه لاستنزاف مياه الخزان الجوفي، وزحف مياه البحر إلى الآبار العذبة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة النترات في بعض المناطق التي وصلت لقرابة 500 ملم، إلى جانب استخدام السماد والمبيدات الكيميائية في الزراعة.

وشدد على ضرورة تحلية مياه الآبار الواقعة شرق مدينة غزة والبريج نظرًا لانخفاض نسبة ملوحتها، لافتًا إلى أن تحلية كوب المياه الواحد من مياه البحر يحتاج لقرابة خمسة شواكل، إلى جانب توفر التيار الكهربائي على مدار الساعة لتتمكن المحطات من العمل بشكل سليم.

ودعا لخلط المياه المحلاة بالمالحة وإيصالها لمواطني القطاع عبر أنابيب ناقلة من شمال القطاع إلى جنوبه، وتخصيص عدد من الأراضي في المناطق القريبة من البحر لإنشاء محطات التحلية فيها.

ولفت إلى أن نسبة كبيرة من المياه الفاقدة وسببها اهتراء شبكات المياه إضافة إلى الوصلات غير الشريعة التي يمتلكها المواطنون، مؤكدا على ضرورة وضع خطوط شبكات جديد من اجل الحفاظ على المياه

وقال إننا :" بحاجة إلى وضع خطط تتلاءم واحتياجات الناس مع الحفاظ على الخزان الجوفي , انه 95 من المواطنين في القطاع متصلون بشبكات المياه و95 لا يستخدمونها للشرب وإنما لأغراض ثانية ويعتمدون على المياه المحلاة للشرب".

و بين محمد عبد الجواد ممثل سلطة جودة البيئة، أن عددا من التحاليل التي أجرتها عدد من الجهات المعنية العام الماضي 2011على مياه الشرب في عدد من مناطق القطاع، أثبتت أن 95% من مياه الشرب في القطاع غير صالحة للشرب، إلى جانب ارتفاع نسبة التلوث البيلوجي فيها.

وأشار إلى أن عددا من محطات التحلية التي أنشئت في قطاع غزة في وقت لاحق والمقدر عددها بتسع محطات تعمل منها ثلاث محطات، وثلاث أخرى تعمل بشكل جزئي وبعضها متوقفة.

وبين أن سلطة جودة البيئة تعمل بشكل مستمر على حماية المياه الجوفية من خلال عقد عدد من الجلسات وورش العمل واللقاءات التوعوية التي تدعو طلبة المدارس وربات المنازل ومواطني القطاع، لعدم الإسراف أو التبذير في مياه الشرب أو استنزاف خزان المياه الجوفية.

وأشار بشار عاشور من مجموعة الهيدروجيين، إلى أن مياه الشرب أكثر عرضة للتلوث جراء النقل أو التخزين غير السليم، لافتًا إلى أنه تم عقد عدد من اللقاءات وورش العمل التوعوية التي تدعو مواطني المدينة لنقل المياه وتخزينها بشكل جيد.

وبين أن آبار مياه الشرب المرخصة في قطاع غزة تبلغ قرابة 204 آبار، لافتًا إلى وجود مئات الآبار غير مرخص ضمن ما يعرف بالعشوائيات، مشددًا على ضرورة مراقبتها.

ودعا كافة المؤسسات المعنية لتأخذ دورها في توعية مواطني المدينة بمياه الشرب، وإنشاء مركز معلومات مشترك بين الضفة الغربية وقطاع غزة لمعالجة مشكلة المياه بشكل سليم.