الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير زيدات يروي تفاصيل تعذيبه ومحاولة اغتصابه ويطالب بالمحاسبة

نشر بتاريخ: 27/08/2012 ( آخر تحديث: 27/08/2012 الساعة: 16:17 )
رام الله - معا - زهران عبد الرزاق عبد الله زيدات، أنت قنبلة موقوته في المنطقة، أنت تخضع لتحقيق عسكري، وهنالك قرار من محكمة العدل العليا يجيز لي كضابط مخابرات بتعذيبك باستخدام كافة الوسائل دون أن يصل ذلك إلى درجة الموت".

بهذه الكلمات ابتدأ ضابط المخابرات حديثه مع زهران زيدات عندما نقل إلى قسم التحقيق في سجن عسقلان، وبذلك تكون محكمة العدل العليا قد أعطت جهاز المخابرات الإسرائيلية ( الشاباك ) تصريحاً واضحاً وصريحاً بممارسة التعذيب، وبهذا أيضا يكون الشاباك في مأمن ليوفر الحماية لنفسه بطريقة قانونية.

وقال زهران: في ليلة الواحد والثلاثين من شهر آذار في عام 2004 قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإقتحام مدينة بيت لحم، ومحاصرة مستشفى الأمراض العقلية فيها، حيث كنت مطارداً من قوات الإحتلال منذ بداية الانتفاضة الثانية ومتوارياً فيه حينها، قامت بمحاصرة المستشفى بقوة قوامها سبعمائة جندي اسرائيلي بحسب المصادر الإسرائيلية مسنودة بطائرات الأباتشي، قامت بإطلاق النار والقذائف على المستشفى دون تمييز، طالبة من المطاردين تسليم أنفسهم.

وأضاف زهران: استمرت الإشتباكات من الساعة الواحدة ليلاً وحتى الثامنة صباحاً، طلب الشاباك من المطاردين تسليم أنفسهم- وإلا سيقوموا بقصف المستشفى بالصواريخ - دخلوا في تفاوض معنا عبر مكبرات الصوت ولم يتوصلوا إلى اتفاق سوا أنه أعطي للمطاردين ثلاثة دقائق لتسليم أنفسهم.

وتابع: ثلاث دقائق تفصلنا عن السجن، تفصلنا نهائيا عن الحرية، طلبوا منا الصعود على سطح المستشفى تحت مرمى القناصة والطائرات، وطلبوا مني أنا زهران وتحت تهديد السلاح أن القي بنفسي من سطح المستشفى على ظهر اسعاف موجود في الساحة ..قمت بذلك أنا وأخوتي الأسرى جمال حمامرة وربيع ربيع بنفس الطريقة، لم يتوقف الأمر على ذلك بل طلبوا منا أن نقف واحدا تلو الآخر على ظهر الإسعاف وأن نخلع ملابسنا جميعها...وبدأوا بتصويرنا بشكل عاري تماماً.

وأردف زهران: اقتادونا من ساحة المستشفى مكبلين الأيدي والأرجل، معصوبي العينين، أوقفونا كلٌ على حده، قاموا بضربنا بشكل وحشي بالعصي وأعقاب البنادق، بأرجلهم وأيديهم دون رحمه، أطلقوا النيران من حولنا بشكل إرهابي ونحن معصوبي العينين، بحيث كان يشعر كل منا بأنه تم تصفية أخوته الآخرين، ثم اقتادوني إلى أحد المنازل المجاورة وأدخلوني إلى إحدى الغرف وأبلغوني بأني أخضع لتحقيق عسكري ميداني وضربوني بلا رحمة.

يتابع زهران: نقلت إلى سجن عسقلان للتحقيق، وأبلغت أنني أخضع لتحقيق عسكري، مورست معي كافة أشكال التعذيب ، استخدموا الضرب بكافة أشكاله، لم يسمحوا لي بالنوم لأيام عديدة، كانوا يمنعوني من قضاء الحاجة حيث كنت في بعض الأحيان أقضيها في ملابسي، كانوا يشبحوني لساعات طويلة، استخدموا الموزة والتي تؤدي إلى شلل في الظهر، استخدموا كلبشات خاصة لتعذيبي، وضعوها على وسط يدي- مشدودة جيداً مؤلمة حابسة لدمي بحيث تستخدم مدة أربعة عشر دقيقة كل جولة- أصيبت يداي وكادت الكلبشات أن تؤدي إلى شلل فيها.

ويضيف : استخدموا الماء المثلج، وضعوني على الأرض وألقوه على ظهري، أسقوني كميات كبيره منه بشكل مستمر دون توقف، استخدموا ألفاظ لا تمت للإنسانية والأخلاق بصلة، كانوا يشتموا الأهل كالزوجة والأخوات والأبناء بإهانة شديدة.

وفيما يخص محاولة اغتصابه قال: استخدموا أسلوب الضغط النفسي والتهديد، إذ قال ضابط المخابرات لي أنه وفي حال لم اجب على أسئلتهم والتي تتعلق بالبند 25 من لائحة الإتحام الخاصة بي والذي ينص على (قمت أنا وآخرين بتجنيد استشهادية لتنفيذ عملية انتحارية، وأنني مارست نشاط ارهابي على امتداد 4 سنوات من الإنتفاضة الثانية كوني عملت بوظيفة مسؤول كتائب شهداء الأقصى ومسؤول تنظيم فتح في الجنوب وعلي أن اوقف العملية الإستشهادية)، سيقوموا بإحضار أفراد عائلتي واغتصابهم أمام نظري.

وأضاف: لم أتعاطى بالإجابة على هذا السؤال من أجل وقف العملية التي لم يكن لها وجود، فلا يوجد اسم لإستشهادية، ولا مكان للعملية ولا تاريخ ولا ساعة.

وأضاف زهران: بالقرب من مكاتب التحقيق والتعذيب كان هنالك زنزانة، فارغة تماماً، لا يوجد فيها سوا مقعد ثابت من الباطون، قام أحد الحراس بإدخالي إلى هذه الزنزانة، وأنا مكبل الأيدي والأرجل، معصوب العينين، رفع العصبة عن عيني لمدة دقيقة، شاهدت ثلاثة رجال داخل الزنزانة، وبعدها قام الحارس بإعادة العصبة على عيني واقتادني إلى المقعد، خرج ...وأغلق الباب.

وتابع زهران: قاموا الثلاثة بتمزيق ملابسي الخاصة بإدارة السجون التي أرتديها، قاموا بإلقائي على الأرض، بدؤوا بالتحرش بي، ومحاولة اغتصابي، قاموا بوضع رأسي على الأرض وقدماي عالياً، وكل ذلك وأنا مكبل...وما كان باستطاعتي سوا الصراخ.

وأردف زهران: حضر الحارس وضابط المخابرات بعد انهاء مهمتهم، أبلغوني أنهم سيقومون بإخراجي بشرط أن أقوم بتقديم المعطيات والإجابة على استفساراتهم..لم أجب كما ذكرت سابقاً لأنه حتى اللحظة لا يوجد للبند 25 أي وجود أو إجابة.

وأثناء استئناف المحكمة رد القاضي فريد مان على زهران قائلاً: المتهم المستأنف المخرب زهران زيدات لم يتعظ من أعماله السابقة حيث حكم عليه بالسجن المؤبد حينما تم اعتقاله في عام 1984 وافرج عنه في تبادل الأسرى في عام 1985، اعيد اعتقاله في عام 1989وفي عام 1990 ، وأخيراً في عام 2004، حيث استمر في محاولاته للقتل، ومن الواجب ابعاده عن المجتمع الفلسطيني ووضعه خلق القضبان المقفلة، ونحن غير مخولين في اتخاذ اسلوب رحمة في هذه القضية وغير مستعدين في تقليص مدة الحكم له.

ولم يتوقف زهران عند حكم المحكمة، قام برفع شكوى على الشاباك الإسرائيلي لدى لجنة مناهضة التعذيب فيقول: زارني في سجن نفحة عام 2005 وفود من وزارة العدل للإطلاع على وسائل التعذيب التي مورست بحقي، كما زارني المحامي نبيل دكور من لجنة مناهضة التعذيب، وفي شهر تموز من عام 2012 زارني المحامي ماجد بدي من لجنة مناهضة التعذيب أيضاً وأبلغوني بأنه سيتم تقديم التماس الى محكمة العدل العليا من أجل ملاحقة ضباط الشاباك الإسرائيلي ومحاسبتهم.

ويتابع زهران: كل ما اريده منكم حماية الأسرى الآخرين ، ومنع تكرار هذا التعذيب الوحشي بحقي وبحقهم، اريد تفعيل قضيتي وتسليط الضوء عليها من أجل فضح هذه الممارسات وملاحقة مرتكبيها (لأن الشاباك يستخدم دائماً اسماء غير حقيقة وغير موجودة أصلاً ) انني وبعد مرور تسع أعوام على رفع قضيتي ما زلت الآحق ضباط الشاباك في كل المحافل من أجل فضح ممارساتهم ووقفها على الأقل كي لا تمارس على الأسرى، اريد ملاحقتهم قانونياً من أجل محاسبتهم ".الأسير زيدات يروي تفاصيل تعذيبه ومحاولة اغتصابه ويطالب بمحاسبة المسؤولينالأسير زيدات يروي تفاصيل تعذيبه ومحاولة اغتصابه ويطالب بمحاسبة المسؤولين.

استصرخ زهران شعبه الفلسطيني البطل، بأخوته وأخواته في كل مكان، استصرخ ينادي كل المؤسسات الحقوقية العربية منها والدولية، استصرخ كي يسمع صوته وصوت جرحه الدامي، استصرخ بكم أنتم كي تقفوا على قصته وقصة أخوته الأسرى جيداً.

وأدان مركز حريات جريمة التعذيب التي مورست بحق الأسير زهران واستمرار سياسة التعذيب التي تمارس بحق جميع الأسرى والأسيرات الذين يتم اعتقالهم، ودعا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية لإدانة هذه الجرائم التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي دون توقف وملاحقة ومحاسبة مرتكبيها باعتبار التعذيب جريمة محرمة دولياً ولا تسقط بالتقادم وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن ذلك وممارسة أقصى درجات الضغط عليها لوقف هذه الجرائم وإلزامها باحترام حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.

وأكد مركز حريات أنه يسعى من وراء نشره هذه الرواية كما أفاد بها صاحبها الأسير زهران زيدات من أجل تسليط الضوء على هذه الظاهرة الجريمة وإطلاع المجتمع الدولي على استمرارية وحجم وشدة التعذيب الذي يتعرض له كل الأسرى والأسيرات الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم بلا استثناء كباراً وأشبالاً نساءً ورجالاً والذي يزداد على نطاق واسع ودون توقف بفعل الحماية القانونية والحصانة التي يتمتع بها المحققين الإسرائيليين من قبل جهاز القضاء الإسرائيلي الذي شرع التعذيب وهو الأمر الذي يفسر عدم محاسبة أي من هؤلاء وعدم تقديم أي منهم للمحاكمة أو المساءلة رغم مئات الشكاوي التي تقدم بها الأسرى المعذبين بما في ذلك لجهات ومؤسسات حقوقية إسرائيلية.