دان حالوتس يعترف بان انعدام ثقته بقواته وراء تخبطه في اقرار العملية البرية خلال الحرب الاخيرة على لبنان
نشر بتاريخ: 29/01/2007 ( آخر تحديث: 29/01/2007 الساعة: 17:28 )
بيت لحم - معا -اثار اعتراف رئيس الاركان الاسرائيلي المستقيل دان حالوتس استغراب وغضب كبار ضباط الجيش حين اجاب على سؤال لجنة التحقيق الداخلية حول سبب تخبطه وتردده فترة طويلة لاقرار العملية العسكرية البرية خلال الحرب على لبنان بانه لم يكن يثق بالقوات البرية الاسرائيلية وانه لم يسمح لاحدى فرق الاحتياط التي تعتبر من افضل الفرق العسكرية في الجيش بالاشتراك في القتال البري حتى الساعات الستين الاخيرة من الحرب معللا تأخير زجها بالقتال بعدم ثقته بهذه القوات .
وحتى ندرك مدى انعدام ثقة رئيس الاركان بقواته البرية يجب ان نعود الى يوم 26/7 الذي يعتبر اشد ايام الحرب سوادا حيث امر حالوتس قواته باحتلال بلدة بنت جبيل وذلك خلافا لجميع الخطط الاصلية التي اعدتها قيادة الجبهة الشمالية الامر الذي تسبب بمقتل ثمانية جنود من لواء غولاني وجندي اخر من لواء المظليين اضافة الى الغاء هيئة الاركان لكافة العمليات البرية التي كانت ستنفذ في تلك الفترة وذلك على ضوء الخسائر الجسيمة التي تكبدتها القوات الاسرائيلية .
وتعتبر هذه الحادثة من وجهة نظر قادة الجيش بداية ازمة الثقة التي اتسعت وتجلت في الكثير من العمليات البرية اهمها الخطة التي اعدتها قيادة الجبهة الشمالية تحت اسم " تغيير الاتجاه 8.5 " والمبنية على دفع قوات النخبة في قوات الاحتياط لاحتلال مناطق قريبة من نهر الليطاني وفرض حصار على قوات حزب الله شمالي النهر والتي عرضتها القيادة الشمالية على وزير الجيش عمير بيرتس الذي اعلن نيته اقرارها لكنها الغيت على يد دان حالوتس مضافا اليها سلسلة طويلة من الخطط المعدة لتنفيذ عملية برية واسعة النطاق في عمق الاراضي اللبنانية .
ولم يقتنع حالوتس بضرورة تنفيذ عملية برية سوى يوم 6/8 اليوم الذي قتل فيه اكثر من 12 جنديا اسرائيليا خلال قصف لمنطقة كفار غلعاد حينها فقط بدأ الجيش الاسرائيلي استعداداته لتنفيذ مثل هذه العملية واستخدمت الفرقة 91 التي جند الالاف من جنودها للخدمة الاحتياطية قبل اسبوعين من هذا التاريخ علما بان الجيش الاسرائيلي استثمر خلال السنوات العشر الاخيرة مليارات الشواقل في تلك الفرقة النخبوية الاحتياطية استعدادا لمثل هذا اليوم الاسود .
وبقي كبار القادة العسكريين الذين حضروا الاستجواب ومن ضمنهم نائب رئيس الاركان كبلينسي وقائد المنطقة الشمالية فاغري الفاه حين اعلن حالوتس عن عدم استخدام الفرقة النخبوية خلال الحرب وان العملية البرية تأخرت كل هذا الوقت بسبب عدم ثقة رئيس الاركان بمستوى قواته البرية وثارت ثائرتهم رغم محاولات حالوتس التخفيف من وقع تصريحاته دون ان يتراجع عنها .
وقال ضباط كبار في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تعقيبا على اقوال حالوتس بانه كان يتوجب عليه الاستقالة فور فقدانه الثقة بقواته وقدراتها القتالية مؤكدين بان رئيس اركان لايثق بقواته يجب ان لا يتقدم صفوفها ويقف على رأس قيادتها .
جاءت اقوال حالوتس المثيرة خلال نقاشات داخلية وبقيت سرية حتى كشف النقاب عنها في اطار استعداد كبار الضباط للادلاء بشهادتهم امام لجنة فينوغراد .
وكان حالوتس قد ادلى بشهادة استمرت سبع ساعات متواصله امام لجنة فينوغراد وصفت بالمصيرية تطرق خلالها للعلاقات التي ربطته بوزير الجيش عمير بيرتس ورئيس الوزراء اهود اولمرت واجاب على اسئلة كثيرة تتعلق بقدرته على قيادة القوات البرية الا انه حافظ على بعض القواعد ولم يحرق الجسور مع القيادتين السياسية والعسكرية .