الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

طلاق sms : زوج تلحمي يطلق زوجته برسالة قصيرة والسبب مصاريف المدارس

نشر بتاريخ: 28/08/2012 ( آخر تحديث: 29/08/2012 الساعة: 09:37 )
بيت لحم –معا- لقد تزامن ارتفاع درجة الحرارة أعلى من معدلاتها السنوية في الأراضي الفلسطينية مع انخفاض الدخل وتأخر الرواتب وارتفاع نسبة البطالة، وصولا لحالة من الإرباك ليس على المستوى الاقتصادي فحسب بل انعكس أيضا على التفاعلات في النسيج الاجتماعي .

مع اقتراب افتتاح العام الدراسي طلبت إحدى الزوجات من سكان محافظة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية من زوجها مبلغا من المال لشراء احتياجات مدرسية للأبناء الستة من "قرطاسيه وملابس ومراييل مدرسية" وبعد ان تنهد وبقي متمترسا قبالة التلفاز محكما قبضته على "الريموت كنترول" قال لها دون ان ينظر حتى لها "فش عندك غير المطالب وهات هات..الصباح رباح " وفي الصباح وقبل ان يخرج من البيت ليبحث عن عمل مفقود منذ أشهر قالت له الزوجة " يا رجل شكلك نسيت أننا نريد مبلغ لشراء احتياجات المدرسة" وبشكل مفاجئ انفجر في وجهها بشكل هستيري وهو يصرخ " أنت طالق طالق طالق".

وخرج مسرعا من البيت ..الصدمة كانت بادية على الزوجة التي أجهشت بالبكاء حتى أمام بعض الجيران الذين سمعوا ثورة غضب الزوج . بعد مرور حوالي ساعة على خروجه وصل الزوجة رسالة قصيرة على هاتفها النقال وابتسمت عندما شاهدت ان الرسالة صادرة من رقم الهاتف النقال للزوج معتقدة ان الرسالة ستحمل اسفا واعتذارا عما بدر منه وخاصة ان بينهم عشرة ممتدة منذ 16 عاما.

ولكن المفاجئة كانت مؤلمة عندما فتحت الرسالة لتجد فيها "أنت طالق خلص طالق طالق".

وللمساعدة وتبيان الموقف التقينا بمفتي محافظة بيت لحم سماحة الشيخ عبد المجيد عطا عمارنة الذي قال في الواقعة : في البداية لا بد من الحديث مع الزوج بعد ان يهدأ لنتبين ان هذه الرسالة كانت منه شخصيا ام لا يعرف عنها . وهل ارسلها وهو بكامل قواه العقلية ام تحت تاثير الغضب الشديد والصدمة والبهتة .

واوضح الشيخ عمارنة ان الزواج والطلاق عبارة عن عقد وانهاء عقد يحتاجان لعقل وارادة وهما يتاثران بالغضب الشديد بحيث لا يعتبر الطلاق من صدر عنه ذلك تحت تاثير الغضب الشديد . اما اذا الشخص اقر بالطلاق بعد عودته للهدوء والسكينة فانه تحسب عليه طلقة واحدة بالرغم من تكرارها ثلاث مرات او اكثر واذا كان يقصد بالرسالة تاكيد ما تلفظ به وما صدر عنه عند خروجه من المنزل.

اما اذا قصد انشاء طلاق جديد واقر بالطلقتين والرسالة فانه يحسب عليه طلقتان رجعيتان ما لم يكن ذلك مسبوقا بطلاق واقع قبل ذلك .

ونصح الشيخ عمارنة بمراجعة دار الإفتاء للإفادة والاستزادة والاستعلام .

اما الموقف في الأردن فكان إقرار هذا النوع من الطلاق من قبل القضاة الشرعيين كما ذكرت إحدى الصحف قبل فترة حيث نقلت صحيفة عن القاضي الشرعي الشيخ أشرف العمري قوله إذا ثبت أن الزوج اتصل أو أرسل رسالة نصية عبر هاتفها الجوال ورد فيها طلاقه للزوجة سواء بعث بذلك إلى زوجته أو أهلها فإن الطلاق يكون قد تم، لافتاً إلى محاذير ذلك كأن يكون الاتصال من هاتف الزوج ولكن من شخص آخر وأضاف العمري الذي أكد ازدياد عدد حالات الطلاق الإلكتروني أن هذا الطلاق يتطلب إقرار الزوج بأنه تلفظ به عبر الاتصال أو أرسل رسالة تفيد بذلك.

وفي المملكة العربية السعودية فقد أقرت محكمة "شرعية" سعودية طلاق شابة سعودية في العشرينيات من عمرها بناء علي رسالة نصية أرسلها زوجها من هاتفه قال فيها إنه يطلقها.

ومازال الطلاق عن طريق التقنيات الحديثة لاسيما الهاتف المحمول يثير جدلاً واسعاً بين العلماء في مصر، حيث تقول الدكتورة آمنة نصير عضو مجمع البحوث وأستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية: نحن مازلنا نرفض مثل هذا الطلاق لأن الطلاق لابد أن تسبقه محاولة للإصلاح لكن طلاق الـSMS لا يعطي" فرصة لمثل ذلك، فكم من زيجة تكاد تقع ولكن تدخل الأهل يمنع ويعطي الزوجين فرصة أخرى لاستئناف حياتهما من جديد والطلاق الغضبي عبر الهاتف النقال لا يراعي فيه مصلحة الأولاد لأن وجود المصلحين والذين يحاولون التوفيق بين الزوجين ومنهج الكلام بينهم يهدئ من روع الغضب والطلاق بهذه الصورة المتسرعة العصبية دون وجود محاولات للإصلاح بين الزوجين أعده من باب الحماقة وعدم إدراك قيمة ومكانة الزواج الذي هو الميثاق الغليظ، وتضيف د. آمنة قائلة: إن الطلاق له مقدمات وأركان وإن كان لابد من إنهاء الزواج فلابد أن يأخذ حقه وأدواره ويأخذ أصحاب الكلمة الطيبة فرصتهم في حماية هذه الأسرة من الانهيار.

كذلك قضت محاكم دبي بجواز طلاق حالات مشابهة لأزواج إماراتيين.

ولم يقتصر الأمر علي البلدان العربية فقط ولكن في إحدى البلدان الإسلامية وهي ماليزيا قضت محكمة بصحة طلاق الرجل من زوجته من خلال إرسال رسالة قصيرة علي الهاتف المحمول وهكذا أصبح إعلان الطلاق من خلال نظام إرسال الرسائل القصيرة صحيحا وفق التقرير الذي نشرته صحيفة "نيوستريتس تايمز" اليومية الماليزية.