بعد رحلته في برلين- احتفالات بعودة مفتاح العودة إلى ارض الوطن
نشر بتاريخ: 29/08/2012 ( آخر تحديث: 03/09/2012 الساعة: 17:55 )
بيت لحم - معا - احتفلت جماهير الشعب الفلسطيني في مدينة بيت لحم بشكل عام ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين الثلاثة بشكل خاص باعادة نصب مفتاح العودة وهو اكبر مفتاح فلسطيني يرمز لتمسك اللاجئين الفلسطينيين بحقهم في العودة لمدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948 عند اقامة دولة اسرائيل على انقاض القرى المدمرة بفلسطين التاريخية.
ونظمت اللجنة الوطنية لعودة مفتاح العودة ومركز شباب عايدة الاجتماعي استقبلا ومن ثم مسيرة للمفتاح الذي جرى رفعه على ظهر سيارة شحن مكشوفة حيث تم استقبال المفتاح عند مدخل بيت لحم الجنوبي بالقرب من محطة محروقات النشاش حيث سارت المسيرة بالمفتاح وتوقفت تحية عند مداخل مخيم الدهيشة والعزة حيث تم التوقف على الشارع الرئيسي لمخيم العزة وجرى تنظيم مسيرة راجله تقدمتها الفرقة الكشفية لجبهة النضال الشعبي وصولا الى مدخل مخيم عايدة حيث تقام هناك بوابة العودة وكان يتربع عليها مفتاح العودة قبل ارساله في مهمة نضالية تمثلت بمشاركته في معرض بينالي للقطعة الفنية.
وعند وصول المسيرة التي تقدمت الشاحنة التي تحمل المفتاح تجمع المئات من المواطنيين وممثلي المؤسسات الرسمية والاهلية وابرزهم نايف العيساوي مدير الشؤون العامة بديوان الرئاسة ببيت لحم ونائب قائد قوات الامن الوطني ببيت لحم ومدير جهاز الاستخبارات العامة ببيت لحم ومنذر عميرة رئيس مركز شباب عايدة الاجتماعي وممثلي اللجنة الوطنية لعودة المفتاح المكونة من ممثلي مختلف المؤسسات والفعاليات الوطنية في محافظة بيت لحم ومحمد الجعفري مدير الشؤون العامة بالمحافظة ومدير مخيم عايدة ابراهيم ابو سرور وممثلي مؤسسة ومعهد غوتا الالمانية ومئات المواطنيين وعشرات الصحفيين حيث جرت هناك الفعاليات الرسمية لاعادة نصب المفتاح للتاكيد على المعاني الوطنية التي تعكس مدى تمسك اللاجئين بحق العودة الذي كفلته مختلف القوانين الدولية وعلى راسها القرار 194.
وبدات الفعاليات بعزف السلام الوطني الفلسطيني فدائي والوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء فيما قامت الفرق الكشفية بعد ذلك بدق طبولها ايذانا ببدء المراسم الرسمية لرفع المفتاح والتي تمثلت بالقاء كلمات لمركز شباب عايدة واللجنة الوطنية المنظمة للفعالية والاكاديمية الدولية للفنون بفلسطين ومعهد غوتا الالماني.
هذا وعبر اهالي المخيم عن سعادتهم الكبيرة بعودة المفتاح حيث كان في انتظاره على مدخل المخيم اهالي المخيم من مختلف المراحل العمرية الذين كانوا يهمسون وصل المفتاح وعاد المفتاح فيما هم العشرات من الاطفال بالركض باتجاه الحافلة عند اقترابها من المخيم وقاموا بالصعود عليها وعلى المفتاح ورفعوا الاعلام الفلسطينية والاعلام التي تؤكد على حق العودة .
منذر عميرة رئيس مركز شباب عايدة الاجتماعي قال خلال استقبال المفتاح ان المفتاح اصبح حالة نضالية ورمزا من رموز حق العودة وبالتالي كان لا بد من تنظيم احتفال جماهيري يليق بالمعاني الوطنية التي يعكسها المفتاح مشيرا الى انه لا بد من استغلال كل مناسبة للتاكيد على تمسك الفلسطينيين بحق العودة في ظل الممارسات الاسرائيلية في عهد هذه الحكومة اليمنية المتطرفة التي تحاول الالتفاف على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .
واكد عميرة على ان مفتاح العودة ساهم من خلال مشاركته في مهرجان بينالي في برلين بايصال الصوت الفلسطيني المنادي والمتمسك بحق العودة الى مشيرا الى ان نحو مليوني شخص من مختلف انحاء العالم واوروبا زاروا المعرض وتوقفوا عند المفتاح الذي جذب انتباهم مما دفعهم للتساءل عن قصة المفتاح وبالتالي التعرف على جذور القضية الفلسطينية التي تمثل قضية اللجوء والعودة اهم عناوينها .
واشار عميرة الى ان المفتاح كان احد اهم وابرز المشاركات في هذا المعرض الدولي باعتباره يحمل هما وطنيا وقصة نضاليه وانسانية مما دفع الحضور للتركيز على زيارته والاستفسار عنه واكد عميرة ان مفتاح العودة كسر كل الحواجز والجدران الاسمنتية والحدود ووصل الى العالم عبر مشاركته في هذا المعرض الدولي متحديا كل الاجراءات الاسرائيلية .
واشار عميرة الى اهمية رحلة المفتاح بالتعريف بالقضية الفلسطينية مثمنا جهود مختلف المؤسسات الفلسطينية والدولية التي ساهمت بتحقيق هذه المشاركة الفلسطينية وعلى راسها معهد غوتا الالماني ومختلف المؤسسات في بيت لحم وباقي المدن الفلسطينية كما ثمن دور وعطاء الجالية الفلسطينية والعربية في المانيا على دعمها وزيارتها لمفتاح العودة .
من جهتهم عبر اهالي المخيم عن عميق الفرحة بعودة المفتاح حيث تسابق الرجال قبل الصغار للصعود على ظهر الحافلة التي اقلت المفتاح وقاموا باحتضانه والتعبير عن مدى حبهم واشتياقهم للرمزية التي يمثلها المفتاح الا وهي الشوق والحنين للارض والقرى والمنازل التي يمثل المفتاح رمز العودة اليها .
وشدد عميرة الى ان الهجمة الشرسة التي نفذها مناصروا اسرائيل ضد مشاركة المفتاح في هذا المعرض الدولي ادت الى نتائج عكسية حيث سعت الكثير من وسائل الاعلام الالمانية والدولية على معرفة قصة المفتاح عبر اعداد تقارير تناولت المفتاح وفكرته وتفاصيله واهدافه .
وقال ابو صبري العلاري وهو لاجئ فلسطيني يبلغ من العمر ثمانين عاما انه يشعر بمشاعر متضاربة تتمثل بالحزن والفرح الحزن لان مفتاح العودة يذكره بالقرى وسنوات التجهير والمعاناة واللجوء ومشاعر الفرح التي تذكره بان الشعب الفلسطيني شعب حي لا يموت وان جماهير الشباب التي بنت وحملت حق العودة على كاهلها تجعله يشعر بالراحة لان فلسطين ستعود لاصحابها مهما طال الزمان.
واشار العلاري الى ان رسالته لشباب وبنات فلسطين هي نفس الرسالة التي يمثلها المفتاح وهي التمسك بحق العودة الى فلسطين التاريخية حيث القرى والارض والتراب والاراضي الزراعية مشددا على انه يكفي معاناة وتهجير وبعدا عن حنين الارض والوطن مشيرا الى ان المفتاح يذكره بحق العودة وانه كل ما مر من هنا سيشعر الان براحة اكبر بسبب مشاهدته المفتاح موضحا ان المفتاح ادى مهمته في رحلته ببرلين وسيؤدي مهمته هنا على ارض ومدخل مخيم عايدة بالتاكيد على حق العودة.
من ناحيته قال ابو علي جعارة وهو لاجئ فلسطيني من قرية دير بان وهو والد شهيد قضى في انتفاضة الاقصى انه سعيد اليوم بمشاهدة المفتاح يعود الى المخيم الذي انطلق منه مشيرا الى ان يمثل حق العودة للاجئين الفلسطينين ويجب ان يكون هنا على مدخل المخيم .
وعبر جعارة عن سعادته بمشاهدة هذه الجماهير وهي تلتف وتستقبل المفتاح مشيرا الى ان هذا الالتفاف الجماهيري يعني ان جماهير شعبنا تتمسك بالحقوق الوطنية وعلى راسها حق العودة التي ضحى من اجلها الشهداء وان دماء وتضحيات الشهداء والجرحى والاسرى لم ولن تذهب سدى بل على العكس ها هي جماهير شعبنا تؤكد على التمسك بالثوابت.
محمد لطفي مدير مركز شباب عايدة الاجتماعي قال ان في كلمة المؤسسات المنظمة لفعالية عودة المفتاح تمثل رسالة للعالم اجمع بان الفلسطينيون متمسكون بحق العودة الى الديار مشيرا الى ان رمزية المفتاح تمثل الحق بالوطن الفلسطيني من نهره الى بحره والتي يتمسك بها شعبنا الفلسطيني .
واشار لطفي الى اهيمة المشاركة في فعاليات اعادة نصب مفتاح العودة على مدخل المخيم مشيرا الى ان اللجنة الوطنية وكافة المؤسسات المشاركة في هذه الفعالية رات انه لا بد من عودة واستقبال جماهيري للمفتاح لان ذلك يشكل راسلة وفرصة للتعبير عن مدى تمسك الفلسطينيين بحق العودة.
وشكر لطفي باسمه وباسم مركز شباب عايدة والمؤسسات الاعضاء في اللجنة كافة ابناء المخيمات والفعاليات الرسمية والاهلية التي شاركت بهذه الفعالية موضحا ان مشاركتهم تؤكد مدى الالتزام بالرمزية التي يمثلها المفتاح لقضية اللاجئين وتمسكهم بحقهم في العودة كما شكر الاكاديمية الدولية للفنون فرع فلسطين ومعهد غوتا على فكرتهم بارسال المفتاح مشيرا انهم عملوا على انجاز الفكرة وتطبيقها ورعايتها وها هم اليوم يعيدون الامانة لاصحابها اللاجئين ليتم نصبها على مدخل المخيم ليبقى شاهدا على الحق الفلسطيني بالقرى وشاهدا على سنوات القهر والتشرد والمعاناة بسبب اللجوء وبالرغم من ذلك سيبقى المفتاح رمزا للتمسك بالحقوق .
يشار الى ان مفتاح العودة كان قد غادر الى برلين منذ شهر اذار الماضي حيث شارك بالمعرض الدولي المعروف باسم معرض بينالي حيث استمرت المشاركة نحو شهرين.