الرئيس يؤكد ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار
نشر بتاريخ: 31/08/2012 ( آخر تحديث: 31/08/2012 الساعة: 09:22 )
القدس- معا- أكد الرئيس محمود عباس ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وحل الخلافات بالطرق السلمية.
وقال الرئيس، في كلمته أمام القمة الـ16 لدول حركة عدم الانحياز، المنعقدة بالعاصمة الإيرانية طهران، يوم الخميس، 'لقد زرت هيروشيما منذ عامين وشاهدت الدمار الهائل الذي أحدثته الأسلحة النووية هناك، وأصبحت أكثر اقتناعا بضرورة حل جميع الخلافات بالطرق السلمية، وأن تكون منطقتنا بل والعالم أجمع خاليا من الأسلحة النووية ومن أسلحة الدمار الشامل'. بحسب ما ذكرت وكالة الايناء الرسمية "وفا".
وأكد الرئيس، ' للعالم أجمع ومن على منبر قمة عدم الانحياز، أنه لا حل دون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين'، مطالبا دول عدم الانحياز بالعمل الجاد والفعلي للحفاظ على القدس الشرقية كعاصمة للدولة، لأنه دونها لن يكون هناك سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف 'أن المطلوب هو اتخاذ خطوات عملية بهذا الخصوص بما يبقي حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران والأمل في السلام قائما، بما يضمن أيضا إنهاء معاناة شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات'، مشددا على أننا 'بأمسّ الحاجة لتعزيز صمود الشعب في القدس والتواصل معهم، لا مقاطعتهم كما تدعي بعض الفتاوى التي تصدر بين الفترة والأخرى بتحريم زيارة القدس، هذه الفتاوى باطلة'.
وقال الرئيس إنه بفضل دعم دول عدم الانحياز حصلت فلسطين على اعتراف عدد كبير من دول العالم وصل لـ 133 دولة، مضيفا أنه 'في سبتمبر الماضي تقدمنا بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين لدى مجلس الأمن ولا يزال الطلب قائما بانتظار توفر ظروف سياسية مواتية'.
وأضاف الرئيس: 'إننا اليوم نطلب دعمكم لمسعانا في التوجه قريبا للجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على دولة غير عضو مع إصرارنا على الاستمرار ببذل الجهود السياسية والدبلوماسية لنيل العضوية الكاملة'، موضحا أن 'مسعانا هذا ليس بديلا عن المفاوضات، وإنما هو مكمل لها ولدعمها ودعم حل الدولتين الذي تم اعتماده كحل سياسي للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية؛ هذه المبادرة التي تم إطلاقها في القمة العربية في بيروت عام 2002، وتم اعتمادها في المؤتمر الإسلامي وبالذات في طهران في مايو عام 2003 وفي قمة ماليزيا عام 2003 وتلا اعتمادها في مجلس الأمن بالقرار 1515'.
وطالب الرئيس بضرورة تفعيل المبادرة العربية وتنفيذها لا إزالتها عن الطاولة كما حاول البعض أن يطالب، 'نحن نطالب بإبقاء هذه المبادرة وتفعيلها حتى تحقق كل أهدافها'.
وأشار الرئيس إلى فلسطين تتطلع لهذا المؤتمر بعين الأمل والثقة، فقد وقفت حركة عدم الانحياز لجانب الشعب الفلسطيني ودعمت حقه بتقرير مصيره واستقلال دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأكد 'رفضنا لأي حلول مجتزئة كالدولة ذات الحدود المؤقتة، فما يطرح هذه الأيام دولة ذات حدود مؤقتة وهدنة طويلة الأمد قد تطول إلى 20 سنة، نحن نرفض هذا المقترح'.
وحول المفاوضات، قال الرئيس' نحن على استعداد لاستئناف المفاوضات ولكن الذهاب إليها يجب أن يعتمد على مرجعية واضحة وبرنامج زمني محدد، ولا معنى للمفاوضات في وقت يستمر فيه جيش الاحتلال بتعميق احتلاله بمزيد من البناء الاستيطاني، وخلق واقع جديد على الأرض بما في ذلك بالقدس الشرقية بهدف تغيير الحدود المعترف بها دوليا، وكذلك استمرار الحصار على غزة، ورفض الإفراج عن المعتقلين'.
وأعرب الرئيس، في هذا الصدد، عن تقديره لجهود دول عدم الانحياز في اعتماد بيان يطالب بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأضاف: 'لقد عملنا خلال السنوات الخمس الماضية على إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس ديمقراطي والالتزام بقواعد الشفافية والمحاسبة والمحافظة على حقوق الإنسان وحقوق المرأة، في ظل سيادة القانون وحفظ الأمن، بهدف حفظ كرامة وحرية مواطنينا وإتاحة الفرص للنهوض بالاقتصاد والاستثمار في بلادنا، ولقد شهدت المنظمات الدولية المعنية مؤخرا بأداء ونجاة هذه المنظمات'.
وحول المصالحة الفلسطينية، قال الرئيس إن الجميع يشهد على مساعينا الصادقة والجادة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام من خلال العودة لصندوق الانتخابات، ونحن حريصون على الديمقراطية وحريصون على الانتخابات، ولذلك عندما تقبل الأطراف الأخرى بهذا المبدأ نحن نسير فورا بالمصالحة إلى النهاية، ودون الديمقراطية والانتخابات فإن مسار الديمقراطية يبقى معطلا'.
ووجه الرئيس الشكر الخاص لوزراء خارجية اللجنة الخاصة بفلسطين 'الذين تحملوا مشقات السفر وجاءوا ملبين دعوتنا عقد الاجتماع الاستثنائي للجنة بداخل فلسطين في مدينة رام الله ولأول مرة، ولكن رفض الحكومة الإسرائيلية لعدد من الوفود الدخول إلى فلسطين أدى لتأجيل عقد هذا الاجتماع، ما يظهر الخرق الفاضح للاحتلال واعتدائه على أبسط حقوقنا السياسية والإنسانية، ويؤكد ضرورة اقتلاع الاحتلال من أرضنا ونيل حريتنا واستقلالنا'.
وقال 'إن أمام هذا المؤتمر الكثير من القضايا والتحديات التي يجب أن يعمل على حلها، وفي هذا الإطار فإننا نتابع ببالغ الألم والقلق الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا الشقيقة، والتي نأمل أن تنتهي بأقصى سرعة لتخرج منها موحدة ومستقرة وآمنة حفاظا على شعبها ومكانتها في جسم الأمة العربية والإسلامية'.
وأعرب الرئيس عن خالص الشكر وفائق الاحترام والتقدير لحركة عدم الانحياز العظيمة ودولها الصديقة، لكل ما قدمته وتقدمه لفلسطين وشعبها، 'أملين أن يوفقنا الله بالخروج بالتوصيات والقرارات التي تعود على شعوبنا وبلداننا بالخير والرفاه'.