بعد كل المحاولات- هل تستطيع ايران حل لغز الانقسام؟
نشر بتاريخ: 31/08/2012 ( آخر تحديث: 31/08/2012 الساعة: 23:16 )
غزة - تقرير معا - لم تستطع الدول الراعية لملف المصالحة الفلسطينية مثل مصر وقطر وغيرها منذ 5 سنوات الذهاب بالفلسطينيين إلى بر الأمان وإتمام المصالحة رغم محاولتهم الجادة لإنضاج هذا الملف.
والسؤال الذي تطرحه "معا" هل تستطيع قمة عدم الانحياز بطهران تحريك المياه الراكدة لهذا الملف؟ وهل تستطيع إيران فك لغزه؟ في ظل دعوة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الفصائل الفلسطينية إلى بحث ملف المصالحة الوطنية في إيران.
في حين يرى محللون أن ولادة هذا الملف لا زالت متعسرة وأصبح الانقسام مصلحة إقليمية وعلى الشعب الفلسطيني أن يهيأ نفسه على مزيد من الانفصال بين غزة والضفة الغربية.
الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله رأى أن سنوات الانقسام الخمس لم تنجح في انجاز ملف المصالحة رغم حجم التدخلات الخارجية والداخلية، مضيفا أن المصالحة تحتاج إلى أدوات ضغط عملية والحديث النظري للمصالحة لم يتمكن من تحقيق أي تقدم، مشيرا إلى أن الرئيسان المصري محمد مرسي والايراني احمدي نجاد تحدثا عن أهمية المصالحة في القمة.
وأشار عطالله لمراسل "معا" إلى أن الرئيس المصري يعرف جيدا أن الأطراف الفلسطينية من خمس سنوات لم تنجز المصالحة، والتجربة الماضية التي حركته المياه الراكدة التدخلات الداخلية والخارجية والورقة المصرية واتفاق الدوحة.
وأكد على ضرورة زيادة واستخدام الضغوطات وخاصة المصرية على طرفي الانقسام فتح وحماس.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي أن حركة حماس جزء رئيسي وهي المسؤولة الأكبر عن تعطيل المصالحة جراء منعها للجنة الانتخابات من الاستمرار في العمل بغزة، وكذلك حماس تستجيب للرئيس المصري إذا ما قرر استخدام قوته.
وزاد :" قمة عدم الانحياز بطهران لا اعتقد ستحرك ملف المصالحة لسببين الأول لان علاقة فتح وحماس بطهران باردة ولم تتمكن من إعادة بناء النظام الفلسطيني من جديد، والسبب الثاني أن مصر أقوى لان الرئيس محمود عباس يعتبرها دولة مركزية ولها دور هام.
كما رأى ناصر عليوة الكاتب والمحلل السياسي أن إيران لن تستطيع انجاز ملف المصالحة لسببن لان هذا الملف احد الملفات القطرية والسبب الثاني أن إيران طرف في الانقسام.
وقال عليوة لمراسل "معا" بتقديري عملية المصالحة ابعد ما يكون وواقع الانقسام يتكرس في ظل الرئيس المصري محمد مرسي وهو سيجسد سياسة معاكسة لما كانت سابقا من خلال فتح قطاع غزة بالتدريج على مصر وهذا يعني الانفصال التام عن الضفة الغربية.
وتابع" الانقسام أصبح مصلحة إقليمية وعلى الشعب الفلسطيني أن يهيأ نفسه على واقع الانفصال، ونحن قادمين على المخطط الذي أعلنه شارون سابقا بفصل الضفة عن غزة.
من ناحيته رأى الكاتب حمزة أبو شنب أن إيران امامها ملفات أهم من ملف المصالحة وهي ملف سوريا والعلاقة مع مصر وهي معها رئاسة دول عدم الانحياز وستحاول أن تتفاعل مع كافة الملفات وهذا جزء من الخطة الإيرانية لكسر العزلة السياسية وهي متسلحة بلقب رئاسة القمة بالإضافة لا احد يستطيع تجاوز مصر في ملف المصالحة.
وقال أبو شنب لمراسل "معا" من الممكن أن تنجح المبادرة في حال حصل تقدم في الملف السوري حسب المقترح المصري، وممكن أن توافق مصر على ملف المصالحة في طهران تحت سقف دول عدم الانحياز.
وكان قد قال مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه خلال لقائه مع الرئيس محمود عباس، أكد دعمه للفلسطينيين وقال: أنت مدعو دائما وبقية الإخوة الفلسطينيين إلى إيران لمناقشة الوحدة ، وأضاف: نحن نحب جميع الفلسطينيين.
وتابع:" إيران ملتزمة بالوحدة الفلسطينية لأنها سوف تزيد من فرصهم في تحرير أرضها".
وكانت قد اختتمت القمة الـسادسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز بالعاصمة الإيرانية طهران اليوم الجمعة، أعمالها بإصدار ثلاثة بيانات خاصة بالقضية الفلسطينية.
وأكد البيان الأول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وفق القرار الأممي 194.
واعتمدت القمة 'بيان رام الله' الذي كان من المنتظر صدوره عن اجتماع لجنة فلسطين في حركة عدم الانحياز والذي كان مقررا عقده في مدينة رام الله في الخامس والسادس من شهر آب الجاري، وتم إلغاء الاجتماع بعد قيام سلطات الاحتلال بمنع أربعة وزراء خارجية من الدول المشاركة من الدخول إلى فلسطين.
ويؤكد هذا البيان على إسناد الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، تحت قيادة الرئيس محمود عباس. ويؤكد كذلك دعم جهود المصالحة الفلسطينية وفق اتفاقي القاهرة والدوحة.
ووفي هذا الصدد، كلفت اللجنة على مستوى المندوبين الدائمين في الأمم المتحدة بمساعدة الشعب الفلسطيني لإنجاز أهدافه، بما في ذلك الحصول على دولة غير عضو في الأمم المتحدة.
أما البيان الثالث، فهو يصدر لأول مرة عن قمة عدم الانحياز، ويتعلق بالتضامن مع الأسرى ويطالب بإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال فورا، واتخاذ الخطوات اللازمة لذلك بالمحافل الدولية.