الخميس: 07/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام مشروع لتطوير البحث والتعليم في العلوم في مركز القطان

نشر بتاريخ: 01/09/2012 ( آخر تحديث: 01/09/2012 الساعة: 10:55 )
بيت لحم - معا - اختتم مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم في مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، ووكالة الغوث الدولية، أول مساقات برنامج التكون المهني الخاصة بمعلمي العلوم في فلسطين، أمس، عبر عقد ثلاثة مساقات تربوية (التعلم عبر المشروع، تعليم العلوم عبر منظومة عباءة الخبير، الاستقصاء العلمي) لمعلمي ومعلمات العلوم في محافظة أريحا، وذلك في فندق القرية السياحية بأريحا، وبمشاركة 63 معلماً ومعلمة من مدارس الحكومة والوكالة والخاصة في المحافظة.

وشارك في هذه المساقات التي استمرت أربعة أيام خلال الفترة من (28-31 آب 2012) معلمو ومعلمات العلوم في محافظة أريحا ومن مراحلها التعليمية الثلاثة؛ المرحلة الأساسية، والمتوسطة، والعليا).

وتناولت المساقات مواضيع علمية وطرائق حديثة في تعليم العلوم وبشكل تكاملي، وأشرف عليها نخبة من باحثي المركز والمشروع: مالك الريماوي، وسيم الكردي، ونادر وهبة، وسمر قرش، وبيسان بطراوي، ومحمد عودة الله، إضافة إلى الخبير لوك أبووت من بريطانيا، ود. ناصر حلاوة، وبمساندة فريق من المعلمين الذين يعملون مع الباحثين منذ سنوات.

وتأتي هذه الأيام الدراسية كفعل استكشافي يقوم به المشروع من أجل عمل طويل الأمد في محافظة أريحا يتطلع إلى تطوير تعليم العلوم في مدارس المحافظة، والعمل على تأسيس مختبر تفاعلي، إضافة إلى توظيف الغنى الطبيعي للمحافظة من حيث هي متحف علمي طبيعي. وستكون هذه التجربة بمثابة فاتحة لعمل أكثر اتساعاً سيشمل المحافظات الأخرى.

وأكد نادر وهبة، مدير المشروع في مقدمة اللقاء، أن المشروع جاء لتلبية حاجات قطاع تعليم العلوم في فلسطين، ويسعى بشكل أساسي إلى دعم المعلم بطرائق تعليمية حديثة، تفعل دور الطالب كمنتج للمعرفة، وتوفر سياقات لدعم الثقافة العلمية والإفادة من العلوم في الحياة وحل المشكلات، لتصبح العلوم أساساً في فهم الظواهر الطبيعية والتفاعل معها.

وكان وسيم الكردي مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، أشار في كلمته الافتتاحية إلى "أن مهنة التعليم في فلسطين صعبة ومعقدة، وتتفاوت الآراء بخصوص مكانتها في المجتمع، فكثير من الناس لا يرونها كما ينبغي أن ترى، وفي المقابل هي عند الكثيرين مهنة رسولية، وعند آخرين هي مهنة تعيد إنتاج المجتمع مرة أخرى، وعند آخرين تجعل المجتمع أسيراً لذاته وتجربته الماضية، مع ذلك فهناك من يراها كفضاء لإنتاج معرفة جديدة تسهم في نمو المجتمع وتقدمه، وتمكنه من مجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية. يمكن للتعليم أن يكون مكاناً يفتح أفقاً لمستقبل نحن بحاجة إليه. فلسطين بأمس الحاجة إلى تغيير حقيقي وجذري مهما كانت العقبات والشدائد والصعوبات. في نهاية المطاف نحن نعيش على هذه الأرض، سنبقى نحيا على هذه الأرض، ولكن علينا أن نقرر أي نوع من الحياة نريد، وما يتطلبه ذلك من أفعال ومسؤوليات".

وأضاف: "حين ننظر إلى التعليم في مركز القطان، لا ننظر إليه فقط كمجرد وسائل للتعليم، ولا ننظر إليه فقط، كمجرد تحسين مستوى التعليم في فلسطين، نحن نتحدث عن تغيير وتحسين مستوى الحياة، ونوعية الحياة، ونوعية الناس، ونوعية المجتمع، وعندما ننظر إلى المعلمين والمعلمات، لا ننظر إليهم كوكلاء للمؤسسة التربوية الرسمية أو المنهاج. إن المعلمين أفراد فاعلون مجتمعياً، ولهم دور إبداعي ينبغي العمل للنهوض به وتطويره داخل غرفة الصف وفي المدرسة وخارجها".

بدوره، قال محمد الحواش، مدير التربية والتعليم في أريحا، في كلمته: "نثمن دور الشراكة كوزارة التربية والتعليم مع المؤسسات التربوية في فلسطين من أجل تطوير مستوى التعليم والمعلم. ونحن نعمل من أجل المعلم وخدمته وخدمة التعليم في فلسطين، وما تطرحه المساقات من مواضيع كـالتعليم عبر المشروع، والاستقصاء، وعباءة الخبير، يختلف عن المألوف في تدريب المعلمين، لذلك يجب أن يكون الطالب محور العملية التعليمية".

وقدم شرحاً موجزاً عن مستوى مادة العلوم في فلسطين، ومستوى نتائج الامتحانات الوزارية لتلك المادة.

من جانبها، قالت سمر قرش، باحثة في مشروع وليد وهيلين القطان: "يأتي المشروع كمحاولة فاعلة وجادة للمساهمة في تطوير البحث في العلوم عبر تطوير كادر بحثي متخصص في مجال العلوم والثقافة العلمية، من أجل خلق حوار مجتمعي حول تعليم العلوم في فلسطين، والاستفادة من المصادر البشرية والمادية والفيزيائية المتوفرة في المجتمع والبيئة واستغلالها في تعليم العلوم ودعم الثقافة العلمية. ويتضمن المشروع إعداد دراسة شاملة لإنشاء متحف تفاعلي للعلوم.

مساق منظومة عباءة الخبير
وتمحور مساق منظومة عباءة الخبير الذي أشرف عليه أبووت وفريق مساند من معلمي الحلقة البحثية ضم معتصم الأطرش، وفيفيان طنوس، حول منظومة عباءة الخبير؛ وهو توجه درامي استقصائي تعليمي يتم خلاله تأطير الطلبة في دور شخصيات درامية تكون في موقع الخبير. وتمت مواءمة هذه المنظومة التعليمية في مواضيع العلوم وبشكل تكاملي مع المواضيع المختلفة، وفي سياق ثقافي وتعليمي فلسطيني.

وفي هذا السياق، قالت باسمة الأسطة، من مدرسة فاطمة الزهراء الثانوية: "تعلمنا كيفية توجيه الحياة وربطها ببيئة الطالب داخل غرفة الصف، واستغلال تلك الوقائع التي حولنا من أجل تثبيت المعلومة داخل الصف، وضرورة استثارة ذهن الطالب، وكيفية جذب اهتمامه ومشاركته في العملية التعليمية".

مساق التعلم عبر المشروع
يعمل مساق التعلم عبر المشروع الذي قاده مالك الريماوي، وفرق مساند من معلمي التكون المهني على انخراط المشاركين لفهم فلسفة المشروع في التعليم، وكيفية بناء موضوعه واستخراج الموضوعات المنهاجية والحياتية المتضمنة في المشروع، ثم بناء خارطة العمل على شكل مهام، وبناء إستراتيجيات التعليم المناسبة، وإستراتيجيات المعالجة التعلمية وتمثيل المعنى، وبناء التقاطعات المنهاجية وتدوير المهام والمواد بين المعلمين وبين الصفوف.
وقال الريماوي: بيداغوجيا المشروع نسق تعلمي متعدد التوجهات والمضامين يبنى على شكل خريطة عمل تمر عبر سلاسل من الغايات والوسائل لتحقيق انجاز عيني.

وتطرق المساق إلى كيفيات بناء أهمية المشروع، وبناء صلاته بالمنهاج والمجتمع وحياة الطالب ومهنية المعلم، كل ذلك تتم موضعته داخل إطار من أجل بناء تعليم نشاطي ذي صلة بالواقع، ما يؤدي إلى حالة يكون فيها المعلم وطلابه ومدرسته، كلٌ منهم في مشروعه، مشروع يحقق له النمو الدور والمعنى.

وتخلل المساق في كل يوم تدريبي عرض مشروع مجتمعي تعلمي من مشاريع التكون المهني كجزء من إتاحة الفرصة للمعلمين المنخرطين في المشاريع من تقديم مشروعاتهم ومناقشتها مع مجموعة من المعلمين كرؤية بحثية تطويرية. ففي اليوم الأول عرضت المعلمتان سهاد السيد، وأمل حمايدة، مشروعهما "مشروع الأحافير" على المشاركين، وفي اليوم الثاني عرضت المعلمتان كريمة ناصر، وريما الخواجا، وبمساندة من الطالبة أفنان ناصر، مشروعهما " دير قديس نظيفة".

وفي الساق ذاته، عرض المعلم إبراهيم الأجرب مشروعه التعلمي "مجزرة قبيا" في اليوم الثالث من المساق، تضمن فيه عرض فيلم وصور عن المجزرة قام الطلبة بإنجازه ضمن مشروع سانده مركز القطان.

وقالت المعلمة سهام الدجاني، من مدرسة عين السلطان المختلطة: "استفدت كثيراً من مساق التعلم عبر المشروع، كونه يقدم أساليب جديدة في التعليم وهو التعلم عبر المشروع، أعجبني جداً مشروع "دير قديس نظيفة"، أتمنى أن أنفذ مشروعاً مثله، فالمشاريع تخلق مساحة للتفكير ويجب عدم فصل ما نعيشه بالواقع عن العلم ويجب ربط المادة العلمية بحياة الطالب".

مساق الاستقصاء العلمي
وهدف مساق الاستقصاء العلمي إلى دعم تعليم العلوم والاستكشاف، وتمكين المشاركين من بناء بيئة علوم غنية تحفز تفكير الطلبة وخيالهم العلمي، عبر التركيز على طرائق وإستراتيجيات متنوعة في تعليم العلوم.

كما يتناول المساق طبيعة العلوم، وكيفية توظيف أنشطة يمكن من خلالها تطوير فهم المشاركين لطبيعة العلوم وتطورها.

من جانبه، قال المعلم أحمد نجوم، من مدرسة عمر بن الخطاب الأساسية/أريحا: "مهما امتلك من أساليب وخبرة في التدريس، ما زال المعلم الفلسطيني بحاجة إلى التعلم والتدريب، فالتعليم لا يقف عند نقطة معينة، حيث استفدت كثيراً وتعلمت أساليب تربوية فاعلة في التعليم، وسأستخدمها داخل غرفة الصف".

يذكر أن المعلمين المشاركين في المساقات قد مروا بالمساقات الثلاثة بشكل دوري ومتزامن خلال الأيام الثلاثة التي انتهى آخرها بمراجعة لما جرى ضمن مجموعات قسمت بناء على المدارس المشاركة، والنظر في الأولويات التي يعتقد المعلمون أنهم سيشرعون بها مع بداية العام الدراسي.