سامر البرق, حسن الصفدي .. إنتصاركم قاب قوسين أو أدني
نشر بتاريخ: 02/09/2012 ( آخر تحديث: 02/09/2012 الساعة: 10:32 )
بقلم : فارس عبد الله
الأسرى جرح الوطن , ودوائه شمس الحرية , جرح أسرانا لن يندمل إلا بالدماء الثائرة , من مقاومين عشقوا الحرية , يتقدمون ليأسرون جنود الاحتلال , من أجل إرغامه صاغراً للإفراج عن أسرانا الأشاوس , وتبقى قضية الأسرى حاضرة في تفاصيل حياتنا , فلا موسمية للحراك المساند لأسرانا , بل هو الفعل اليومي الذي يجب أن نحياه في مؤسساتنا ومدارسنا وجامعتنا وإعلامنا وأحزابنا وكل ميادين الوطن فالأسرى يستحقون أكثر و أكثر .
لازال الأسيران سامر البرق – يواصل إضرابه لليوم 140 على التوالي – والأسير حسن الصفدي – يواصل إضرابه لليوم 74 على التوالي – يخوضان إضرابهما المفتوح عن الطعام في ظل غياب أي مساندة جماهيرية أو إعلامية حقيقة وفاعلة , على مستوى الوطن الفلسطيني المحتل , حتى غابت قضية الأسرى عن التداول اليومي للجماهير الفلسطينية , ومنهم من إعتقد أن معركة الأمعاء الخاوية إنتهت فصولها بخروج الأسير محمود السرسك , وخفت صوت الإعلام الحزبي والمستقل على حد سواء , عن طرح قضية الأسرى والأسيرات – زاد عدد الأسيرات إلي ثمانية في السجون الصهيونية - , وتوارى السياسيين خلف قضاياهم الحزبية والخاصة , وإنشغلوا بمتابعة الأحداث دون صناعتهم أو التأثير فيها لصالح قضيتنا الفلسطينية , وإقتصر النشاط السياسي الفلسطيني بردات الفعل من خلال تصريحات للإستهلاك الإعلامي , ومن باب عدم مغادرة الساحة , ومواصلة إثبات الوجود , لا أكثر ولا أقل , والسؤال هنا هل هذا هو طموح السياسي الفلسطيني صاحب قضية التحرر الوطني ؟!.
من لتلك الهامات الشامخة – سامر,حسن -التي رفضت الطعام في سبيل تحطيم القيد الصهيوني ؟! , وهل من الشهامة تركهم لوحدهم في معركة سلاحهم الوحيدة فيها أمعائهم يا من لا تصبرون على الجوع والعطش ساعات , وأسرانا – سامر وحسن- يحصدون الأشهر تلو الأشهر , ولا زاد لهم إلا الكرامة والكبرياء والإصرار , فهل من وقفة جادة للانتصار لأسرانا؟!.
أين إعلامنا الفلسطيني الذي إنشغل كثيراً في المناكفات السياسية عن قضية الأسرى ؟! أين فصائلنا من المشاركة الجماهيرية المؤثرة للتضامن مع أسرانا وذويهم ؟! أين كتائبنا العسكرية من وهم متبدد جديد يكون بمثابة الأمل لأسرانا الأبطال ؟! .
لقد وقفت الفصائل الفلسطينية ومكونات المجتمع الفلسطيني , عاجزة عن مواكبة الفعل المقاوم الإستشهادي لأسرانا الأبطال , ولم تستطيع مجارة تلك الروح الفدائية لأسرانا إلا عبر مؤتمرات صحفية لساعة أو ساعتين أسبوعياً , فهل من ثورة عارمة نصرة للأسرى ووقف كل أشكال العدوان الصهيوني الواقع عليهم من إدارة السجون الصهيونية , من التفتيش العاري والإقتحامات الليلية والعزل الإنفرادي وإستمرار الاعتقال الإداري , وإعتقال النساء والأطفال .
ولا يغيب عنا كيف هلل البعض لذا إبرام الإتفاق الذي أنهى إضراب الأسرى بتاريخ 14/5/2012م وتنازعوا في تبنيه كإنتصار للأسرى , وحرصت بعض الفصائل على إبراز مشاركتها في صياغته أو التسهيل الوصول له , وبالرغم من كون بنوده جيدة ووافق عليها الأسرى وقيادتهم , إلا أن آلية التنفيذ والضمانة المصرية الراعية للإتفاق كانت قاصر على أن تعطيه فرصة البقاء ,كوثيقة حقوقية إنتزعها أسرانا بأمعائهم الخاوية , وبقيت مواقف الفصائل الفلسطينية هو المطالبة للوسيط المصري بالتدخل لذا الإحتلال الصهيوني لتنفيذ بنود الإتفاق.
أمام واقع المعاناة لأسرانا الأبطال وخاصة المضربين منهم عن الطعام , وإهمال المرضى وعدم علاجهم ومواصلة إعتقال النساء , لم يعد أمانا حجة للوقوف التامة والمساندة الكاملة لأسرانا البواسل في السجون الصهيونية بكل طاقاتنا وأدواتنا لنساهم في تحقيق نصرهم في معركة الكرامة التي لن تنهي إلا بعد خروج أخر أسير فلسطيني .