الطفل ابو شلوف...لبسَ الجديد للمدرسة وودّع والده وكان آخر لقاء
نشر بتاريخ: 02/09/2012 ( آخر تحديث: 02/09/2012 الساعة: 22:14 )
قلقيلية - خاص معا - استيقظ الطفل سالم ابو شلوف من مدينة قلقيلية صباح اليوم الاحد، فرحا بملابسه الجديدة التي احضرها له والده ثائر، استعدادا للعام الدراسي الجديد، ولم يكن يعلم انه سيبقى وحيدا مع هذه الملابس وان والده الذي ودّعه صباحا ذاهبا الى عمله لن يعود اليه بعد ان استشهد خلال مطاردة قوات الاحتلال له ولعدد من العمال جنوب قلقيلية.
الطفل سالم ابو شلوف يروي لـ "معا" كيف تم اخباره باستشهاد والده وهو في طريقه الى المدرسة في يومها الاول.. حيث يقول الطفل والدموع تكاد تسقط من عينيه " كنت ذاهبا للمدرسة كي التحق مع زملائي في الصف السادس الابتدائي وانا في الطريق الى المدرسة التقيت بمجموعة من الطلبة من هم اكبر مني سنا فطلبوا من أن اعود الى البيت وعند استفساري عن السبب اخبروني ان والدي استشهد فلم اصدقهم وقلت لهم انتم تكذبون وتابعت طريقي صوب المدرسة حتى جاءت عمتي الي واحتضنتني وهي تبكي واصطحبتني للمنزل... هنا فهمت ان الطلبة الذين اخبروني بنبأ استشهاد ابي لم يكونوا يمازحوني فاخذت بالبكاء وعدت برفقة عمتي الى البيت لاجد معظم افراد العائلة في منزلنا".
|187561|
ويضيف الطفل سالم لقد أمّن لنا والدي يوم امس كافة متطلبات المدرسة من ملابس وشنط وقرطاسية وذلك قبل ان يغادرنا اليوم الى عمله كونه يذهب الى العمل ويعود بعد اسابيع بسبب عدم حيازته تصريحا للعمل في اسرائيل.
فالشهيد ثائر ابو شلوف حاله حال الكثيرين من ابناء الشعب الفلسطيني الذين ترفض اسرائيل منحهم تصاريحا للعمل داخل الخط الاخضر بحجج ودواع "امنية" ما يدفعهم لمحاولة الدخول تهريبا لتأمين لقمة العيش التي عز ثمنها وقل توفيرها في الاراضي الفلسطينية.
محمود عامر سكرتير المجلس النقابي في قلقيلية حمّل الاحتلال المسؤولية عن حياة ابو شلوف وغيره من العمال الذين اغتالتهم اسرائيل او تسببت بموتهم خلال مطاردتهم اثناء دخولهم الى داخل الخط الاخضر لتوفير لقمة العيش لهم ولاسرهم، وطالب عامر السلطة الوطنية والحكومة الفلسطينية ان تقف عند مسؤلياتها لدعم العمال الفلسطينيين وتوفير العمل اللائق لهم داخل الاراضي الفلسطينية خاصة العمال الذين ترفض اسرائيل منحهم التصاريح اللازمة للعمل داخل الخط الاخضر.
ابن عمة الشهيد صلاح ابو سنينة يقول لـ "معا"، ان عسر الحال ومطالب الابناء هي ما دفعت الشهيد ابو شلوف سلوك هذه الطريق وهو يعي مدى خطورتها للبحث عن عمل يأمن خلاله لقمة عيش كريمة لزوجته وابنائه الاربع بعد ان امن لهم مستلزماتهم المدرسية لتكون اخر ما يأمنه لهم والى الابد.
فالشهيد ابو شلوف لم يكن الشهيد الفلسطيني الوحيد الذي يستشهد طلبا للقمة العيش في ظل صمت عربي ودولي اتجاه العمال الفلسطينيين وقضيتهم.
هذا وكان ثائر ابو شلوف من مدينة قلقيلية قد استشهد خلال مطاردة قوات الاحتلال لمجموعة من العمال الفلسطينيين في قرية عزون العتمة جنوب قلقيلية تاركا ورائه زوجة ثكلى واربعة اطفال اكبرهم في الثانية عشرة من عمره واصغرهم طفلة ابنة شهرين.
وذكر شهود عيان لـ " معا " ان مجموعة من العمال كانوا يحاولون اجتياز السياج الفاصل في منطقة عزون عتمة قرابة الساعة الرابعة من فجر اليوم الاحد قبل ان تلاحقهم قوات الاحتلال وخلال مطاردتهم من قبل الجيش الاسرائيلي تعثر خلالها ابو شلوف ووقع ارضا وشوهد جنود الاحتلال وهم يلتفون حوله وبعد اكثر من ساعة ابلغ الاحتلال الجانب الفلسطيني ان لديهم عامل فلسطيني متوفي حيث توجهت سيارة اسعاف تابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني ونقلت جثمان الشاب الى مستشفى قلقيلية الحكومي وتم التحفظ عليها لحين عرضها على النيابة والطب الشرعي الذين امروا بتحويلها الى معهد الطب الشرعي للتشريح ومعرفة الاسباب الحقيقية للوفاة.