الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حقوقي: تبرئة قاتل ريتشل كوري فضيحة مدوية وسقوط أخلاقي

نشر بتاريخ: 04/09/2012 ( آخر تحديث: 04/09/2012 الساعة: 17:35 )
غزة - معا - قال حقوقي فلسطيني ان قرار محكمة الاحتلال تبرئة جيشه من قتل الناشطة الأميركية "ريتشيل كوري" يعتبر فضيحة مدوية وسقوط اخلاق .

وقال عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، خلال حلقة نقاش بعنوان "إسرائيل .. العدالة المهدورة : ريتشل كوري نموذجاً"، نظمها المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية في مقره، اليوم الثلاثاء 4 سبتمبر 2012، بحضور عدد كبير من الصحافيين والحقوقيين والكتاب والإعلاميين، "إن قرار محكمة الاحتلال بتبرئة جيشه من جريمة قتل الناشطة كوري يمثل سقوطا أخلاقيا مدويا للقضاء الإسرائيلي".

واعتبر يونس أن القرار جاء متسقا مع ما ارتكبته حكومة الاحتلال وما تزال ترتكبه في الأراضي الفلسطينية من جرائم ترقى إلى مستوي جرائم حرب، محذرا من ان استمرار الصمت الدولي إزاء ذلك يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وأوضح يونس أن جريمة قتل الناشطة الأمريكية مكتملة الأركان وواضحة المعالم، وذلك لما تم تقديمه من أدلة وصور تثبت إدانة جنود الاحتلال في الجريمة، مستنكراً قرار القاضي الاسرائيلي الذي حمل كوري مسئولية قتل نفسها.

وأضاف أن الجرائم التي ترتكبها قوات جيش الاحتلال تمثل اختراقاً جسيماُ للمادة 147 من اتفاقية جنيف الدولية ما يعني انها ترقى إلى مستوي جرائم حرب تستوجب ملاحقة مرتكبيها من قبل المجتمع الدولي.

وانتقد التقصير الفلسطيني الرسمي في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين علي الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة إبان الحرب الأخيرة علي القطاع نهاية 2008/2009.

وأشار إلى ان القضاء الإسرائيلي كان وما يزال يوفر غطاءً قانونيا منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967 لما يرتكبه جنود جيش الاحتلال من جرائم في الأراضي الفلسطينية، موضحا ان "قضية كوري أثبتت ان القضاء الإسرائيلي لا يمكن ان يكون قضاءً نزيها ولا يمكن الوثوق به، ويعطي الفرصة للتغول في الدم الفلسطيني".

وقال مدير مركز الميزان لحقوق الانسان، ان المحكمة الإسرائيلية تهدف عبر تبرئة جنود الاحتلال من الجرائم التي ارتكبوها إلى منحهم حصانة لعدم ملاحقتهم قانونيا ودولياً، ما يعطيهم الضوء الأخضر لاستمرار ارتكاب جرائمهم في المستقبل.

ورأي يونس ان قرار المحكمة يبعث رسالة للمتضامنين الأجانب بهدف كسر إرادتهم وبث الرعب في قلوبهم لحثهم علي عدم التضامن مع الفلسطينيين.
وطالب المجتمع الدولي باتخاذ قرار ازاء جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني لاسيما قرار المحكمة الإسرائيلية فيما يتعلق بقضية كوري، محذرا من ان استمرار تلك الجرائم يمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين.

بدوره قال فتحي صباح رئيس مجلس إدارة المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، ان كوري قتلت مرتين، مرة عندما سحقتها الجرافة العسكرية الإسرائيلية في 16/مارس/ 2003 ، والمرة الثانية عندما اصدر قاضي المحكمة الإسرائيلية "عوديد غيرشون" حكمه لتبرئة الجندي الذي قتلها.

وأضاف صباح، ان الصور التي التقطت لكوري وهي تقف أمام الجرافة أظهرتها وهي ترتدي بزة فسفورية اللون وتحمل مكبرا للصوت في يدها وتخاطب الجندي سائق الجرافة بعدم هدم منازل الفلسطينيين في مدينة رفح إلا ان سائق الجرافة تعمد قتلها وسحقها تحت عجلات جرافاته الضخمة.

وأشار إلى ان القاضي غيرشون، اطلع بالتأكيد علي هذه الصور وعلي روايات الشهود الذين أكدوا ان سائق الجرافة كان يراها بشكل واضح وتعمد قتلها.
وندد صبّاح بقرار القاضي غيرشون الذي جاء فيه أن كوري قتلت نفسها بنفسها عندما وقفت بطريق الجرافة مدعياً أن سائقها لم يرها.

ولفت إلى عمليات قتل وأخري متعمدة لمتضامنين وصحفيين أجانب من بينهم الصحفي البريطاني "جيمس ميلار" والصحفي والناشط المساند للفلسطينيين "توم هورندال" اللذين قتلا في مدينة رفح علي يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، والناشط "إيان هوك" الذي قتل في جنين علي أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية .

ودعا مدير المعهد الفلسطيني للاتصال وللتنمية، إلى تخليد ذكري كوري عبر إقامة نصب تذكاري لها وإطلاق اسمها علي المؤسسات والشوارع الفلسطينية.

جدير بالذكر أن المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية هو مؤسسة أهلية فلسطينية متخصصة في مجال الإعلام وتنميته، والدفاع عن حرية الرأي والتعبير وتعزيز القضايا المجتمعية في المجتمع الفلسطيني والإعلام، انشأها مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين مطلع عام 2007 في مدينة غزة.