الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

العودة.. للعمل التطوعي

نشر بتاريخ: 05/09/2012 ( آخر تحديث: 05/09/2012 الساعة: 22:30 )
العودة.. للعمل التطوعي
بقلم: بدر مكي

يطلق المجلس الاعلى للشباب والرياضة في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، الاسبوع الوطني للشباب والذي يستمر لخمسة ايام متواصلة، وهو اسبوع وطني بامتياز يتناول في ايامه وفي يومه الاول تحديدا التطرق الى ارث الرئيس الراحل ياسر عرفات، وفي يومه الثاني البعد الثقافي وفي اليوم الثالث العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي واليوم الرابع سيكون امتدادا وتحضيرا لليوم الخامس.. وهو يوم الذروة والمتعلق اصلا بيوم اعلان الاستقلال.

ويبدو ان هذا الاسبوع سيكون قمة عمل المجلس الاعلى، الذي ستتضافر فيه جهود العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية من اجل تحقيق الهدف السامي المتمثل بالتأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية التي رسخها الياسر الكاسر الجاسر ابو عمار، رمز نضالنا الوطني منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وقد تعرف العالم على حقيقة الشعب الفلسطيني، وان الارض وما عليها فلسطينية خالصة وستبقى كذلك، بفضل اولئك العرفاتيين الذين امنوا بقضية شعبهم، مستمدين ذلك من افكار وتعاليم الاسطورة التي لا تغيب عن اذهان شعبنا عبر مسيرة عامرة بالكفاح للوصول الى القدس الشريف حتى تكون عاصمة الدولة عبر استقلال ناجز باذن الله. وهذا هو مرادنا في اليوم الاول، وفي اليوم التالي ستكون الثقافة حاضرة في ذاكرة هذا الشعب الذي لن ينسى محمود درويش، ناجي العلي، غسان كنفاني، توفيق زيد، اميل حبيبي، وسميح القاسم وعشرات غيرهم، اثروا الثقافة العربية بعطائهم الذي لا ينضب، حتى لو انتقل بعضهم الى الرفيق الاعلى، وهل يمكن ان ننسى روائع واشعار وقصص هؤلاء من قادة الفكر.. وقد جسدوا مراحل الثورة والانتفاضة بأجمل الصور.. وحفروا اسمهم واسم بلدهم في عديد بلدان العالم.

ولعل حديثي في هذه العجالة.. سيكون عن اليوم الثالث.. يوم العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي.. ولا يمكن لي ان انسى ايام العمل التطوعي وقد كنت طالبا لاربع سنوات في جامعة بيرزيت في اواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات.. كان ذاك العمل التطوعي الزاميا.. ولا يمكن ان تحظى على شهادة تخرجك.. اذا لم تكمل ساعات العمل التطوعي المطلوبة.. فكان طلاب الجامعة يشاركون المزارعين في قطاف الزيتون في مختلف قرى الضفة او قطف التفاح في الجولان السوري المحتل او المشاركة في اعمال تطوعية في مدينتنا الناصرة في فلسطين التاريخية.. او تنظيف شوارع العديد من المدن في محافظات الوطن.. ولكن العمل التطوعي اليوم ليس كسابقه.. وعندما اطلق المجلس الاعلى هذه المبادرة، فانما لانه يعيد الاعتبار لهذه المهمة النبيلة ويعيد الحياة لهذه الفكرة النفيسة التي تراجعت بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة وهو يسعى لتجنيد اكثر من مائة الف متطوع، كما اعلن عن ذلك امين عام المجلس اللواء جبريل الرجوب.

وبخصوص التكافل الاجتماعي فان الانتفاضة الاولى التي عشتها، تذكرني بأهمية هذا الامر على صعيد التواصل والامتداد بين ابناء الشعب الواحد، سواء من فلسطيننا التاريخية او بين ابناء رئتي الوطن في الضفة وغزة، ولطالما فتحت الابواب امام كل من كان في نفسه حاجة.. وعشنا ايامها اجمل اللحظات، وكنا نشاهد الناس تذهب زرافات هنا وهناك من اجل التزود بالغذاء والماء.. عندما كان المحتل يغلق الطرق ويقيم الحواجز، ولكن ذلك لم يمنع هذا الشعب العظيم من ان يتواصل مع بعضه البعض من اجل توفير كل متطلبات الحياة لاخ او قريب او جار، تقطعت به السبل.. واليوم تكافل.. سيكون بزيارة اسر الشهداء والاسرى والتعاون في عديد من مجالات الحياة المختلفة، وهي فرصة لاعادة الحياة والاعتبار والمجد لهذه الصفة الانسانية، التي ساهمت في في صمود الانتفاضة وامتدادها الى كل القرى والبلدات والمخيمات في طول الوطن وعرضه.

ان طرح هذا الموضوع بهذه الشالكة وشرح الفكرة من قبل المجلس الاعلى للشباب والرياضة.. ستحقق الفائدة وتحشيد جماهير شعبنا.. نحو القيام بواجباته، وبالتالي فإن المجلس الاعلى سيحقق جانبا مهما من مسؤولياته تجاه القضية الوطنية.

ويبدو ان اليوم الخامس عشر من تشرين الثاني.. سيكون رافعة لرفع معنويات شعبنا والثقافة والتفافه حول قضيته الوطنية، بعد ان عرض اللواء الرجوب فكرته بحشد مليونية في ذاك اليوم الاخير.. حتى يتأكد الاحتلال ان هذا الشعب حي لا يموت.. وقد آن الاوان لرحيله عن برنا وبحرنا وملحنا وهوائنا.. وما علينا سوى التلاحم والوحدة والانتصار للعلم الواحد.. ذو الالوان الاربعة.. الذي سيكون وحيدا يغرد في سماء فلسطين.