الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حلقة نقاش في طوباس حول حمى الضنك وبعوضة"النمر الأسود"

نشر بتاريخ: 06/09/2012 ( آخر تحديث: 06/09/2012 الساعة: 02:26 )
طوباس - معا - نظمت مديرية الصحة في محافظة طوباس والأغوار الشمالية ووزارة الإعلام حلقة نقاش خاصة بحمى الضنك، وبعوضة "الأيدس" أو "النمر الأسود"، التي أعلن عن اكتشاف عدة بويضات منها في أربع محافظات مؤخراً.

وقدم مدير الصحة في طوباس د. مأمون زيود محاضرة علمية لممثلي مؤسسات رسمية وأهلية وهيئات محلية، قال فيها إن حمى الضنك مرض فيروسي حاد يتميز ببدء فجائي للحمّى مدتها حوالي 3-5 أيام ونادراً ما تكون أكثر من أسبوع، فيما تنشط أنثى بعوضة "الأيديس" في اللدغ نهاراً بعد الشروق وقبل الغروب بساعتين، وتتكاثر بوضع البويضات في المياه الراكدة.

وأضاف أن أنثى الايدس سوداء موشحة بنقاط بيضاء على الجسم والأرجل، وتضع حوالي 300 بيضة خلال فترة حياتها التي تتراوح بين 14-21 يوماً.

أما الموطن الأصلي لها ففي جنوب شرق أسيا، وانتشر خارجه إلى قارة أفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية، وتصيب 50 مليون إنسان سنوياً في نحو 100 دولة.

وأكد عدم انتشار المرض في منطقتنا بالرغم من تسجيل عشرات الحالات الوافدة إلى فلسطين المحتلة بين الإسرائيليين القادمين إليها من دول يستوطن فيها المرض، فيما تم عزل بويضات البعوضة في عدد من محافظات الوطن في قلقيلية وطولكرم ورام الله وبيت لحم.

وذكر زيود أن العدوى لا تنتقل مباشرة من شخص لأخر، وتكون البعوضة معدية بعد 8-12 يوماً من وجبة الدم التي تحصل عليها من المرضى، وعادة ما تكون إصابة الأطفال أخف منها عند البالغين.

ويشعر المصاب بها بقشعريرة متقطعة وصداع شديد واحمرار بالعين، وألام في الظهر والمفاصل والعضلات، واضطراب في الجهاز الهضمي، وفقدان الشهية وتقيؤ، وطفح جلدي ينتشر في الأطراف وداخل الجسم، وقد تحدث بقع صغيرة ورعاف، فيما يصاحب الحمى النزفية مظاهر نزفيه كبيرة لدى البالغين، وخاصة في الجهاز الهضمي.

وتابع: إن متلازمة حمى الضنك تحدث عند المصابين بالحمى النزفية الشديدة، وتتميز باختلاف نفوذية الأوعية الدموية مع نقص حجم الدم، واختلال عملية تجلطه ويكون النبض ضعيفاً وسريعاً والأطراف باردة مع شحوب في الوجه، وتبقع الجلد وتدهور مفاجئ في حالة المريض مع ظواهر نزفية. ويصل معدل الوفاة من 40-50%من الحالات التي لا تتلقى رعاية طبية و 1-2% في الحالات التي تحظى بالرعاية.

وأكد مدير صحة طوباس أن العلاج يعتمد على علاج الأعراض المصاحبة، وسرعة مراجعة الأطباء، التي تؤدي إلى تجنب المضاعفات والشفاء.

ولخص زيود الإجراءات الوقائية في المحافظة كجولات مفتشي صحة البيئة، والشكاوي للمواطنين، ورصد أماكن انتشار وتكاثر البعوض وتحديدها على وجه الدقة عبر ملاحظات الأطباء، واتخاذ الإجراءات البيئية للحيلولة دون تكاثرها، كالتخلص من المياه الراكدة، وأحكام إغلاق أوعية وخزانات المياه الراكدة، واستخدام طارد الحشرات، ووضع شبك ضيق المسام على الأبواب والنوافذ، والتنسيق مع الهيئات المحلية ووزارة الزراعة لتنفيذ عمليات الرصد والمكافحة، وتثقيف الجمهور حول إزالة أماكن توالد البعوض الناقل.

فيما قدم رئيس قسم صحة البيئة في المحافظة محمود بشارات عرضاً بعنوان: بعوضة النمر الأسود أو الآسيوي في الضفة الغربية..الانتشار وإجراءات المكافحة.

وأكد خلو محافظة طوباس من البعوضة، وتلقيها 4 بلاغات من مواطنين تبين أنها ليست البعوضة ذاتها.

وقال إن البعوض أسود اللون مع وجود خطوط بيضاء على جسمه وأرجله، وصغير الحجم بنحو 6 ملم تقريباً، ويتسبب بلدغات مؤلمة، ومن فوق الملابس في بعض الحالات، وينشط نهاراً خارج المنزل وتحت الأشجار، ولا يطير مسافات أكثر من نحو 300 متراً، ويتميز بالشراسة والقدرة على التأقلم في بيئات جافة وحارة ورطبة، ويمكن أن يقاوم بيضه الظروف القاسية لأكثر من عام، ويساهم في نقل 22 نوعاً من الفيروسات المسببة للأمراض، ويتغذى على دم الإنسان والحيوان معاً، كما أن الأنثى منه تأخذ مادة البروتين من الدم للقدرة على وضع البيض، وتتغذى على الأزهار بحثاً عن السكر.

وأضاف بشارات أن "النمر الآسيوي" أكتشف في الماضي، وظهر أول مرة قرب مطار اللد داخل الخط الأخضر عام 2002.

وأشار إلى أن الإجراء الوحيد الفعال للقضاء على هذا النوع من البعوض، التخلص من أماكن تكاثره، وهي أي كمية مياه مخزنة أو مجتمعة حول المنازل وفي الحدائق والساحات تستطيع أنثاه الوصول إليها لوضع البيض.

وعدّد رئيس قسم صحة البيئة الإجراءات الوقائية لمنع تكاثر البعوض، كتفادي تخزين المياه حول المنزل في أوعية غير محكمة الإغلاق، والتخلص السليم من إطارات السيارات التالفة والعبوات والأكياس البلاستيكية، وتجفيف المياه المجتمعة حول المنزل، والتأكد من عدم وجود مياه في قوارير نباتات الزينة، وإغلاق خزانات المياه، وتنظيف الأوعية المستخدمة لسقاية الحيوانات والطيور.

وذكر إن صحة البيئة نفذت وتنفذ حالياً حملات رش للقضاء على البعوض، وتنسق مع الهيئات المحلية للوقاية، وستبدأ بمجهود مماثل في المدارس.

وقال رئيس بلدية طوباس عقاب دراغمة، إن الحديث عن هذا الوباء أمر ضروري، ويحتاج لتعاون المؤسسات المختلفة، وبخاصة وان شعبنا يعاني الكثير من الأزمات الحادة، ويعجز عن تأمين متطلبات العلاج كلها.

وذكر منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف أن النقاش يسعى إلى وضع خطة وقائية وإطار للتعامل مع هذه الحمى، والتركيز على جانب التوعية والإعلام والتثقيف، وعدم خلق حالة هلع، جراء ما قد يحدث بسبب ما يُنشر أو يُشاع حول حقيقة المرض وطبيعته.

وأضاف أن نقاش حمى الضنك يتزامن مع حمى الغلاء الملتهبة وحمى الانتخابات البلدية الأخذة بالتصاعد، لكنه ينتظر من المؤسسات التحرك على الأرض، ووضع خطط وبرامج وقائية، والابتعاد عن لغة التأجيل.