وزارة التربية تنظم جولة تفقدية لجنوب نابلس
نشر بتاريخ: 05/09/2012 ( آخر تحديث: 05/09/2012 الساعة: 21:36 )
نابلس- معا- نظمت وزارة التربية والتعليم، اليوم الاربعاء، جولة تفقدية لمدرسة يانون الأساسية المختلطة المهددة بالاستيطان، وزيارة لمدرسة ذكور عقربا الاساسية في مديرية جنوب نابلس، بحضور ومشاركة وزيرة التربية والتعليم لميس العلمي، وغسان دغلس ممثلاً عن محافظ نابلس اللواء جبرين البكري، والممثل الخاص لليونيسيف في فلسطين جين غوف، ونائب ممثل اليابان لدى السلطة الفلسطينية هيداياكي يماموتو، ومدير التربية والتعليم في جنوب نابلس د.محمد عواد، ومدير عام الحكم المحلي سمير دوابشة، وعضو مجلس بلدي عقربا ـ يانون راشد مرار، ومديرة برنامج المرافقة المسكوني بولين النونو، وأسرة المديرية والوزارة، وغيرهم من ممثلي الفعاليات الوطنية والمؤسسات الحكومية والاهلية والهيئات الناشطة في مجال حقوق الانسان ودعم التعليم.
من جهتها أعربت الوزيرة العلمي عن سرورها للمشاركة في هذه الزيارة التضامنية التي تأتي تعبيراً عن المساهمة في دعم صمود أهالي قرية يانون وبقائهم على أرضهم، مؤكدةً اصرار الوزارة على العمل الجاد لتعزيز بقاء هذه القرية والدفاع عن حقوق سكانها خاصة الطلبة في ظل ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه.
وأردفت العلمي قائلة: "نحن ندرك تماماً أهمية وجود هذه المدرسة المتواضعة في هذه القرية رغم قلة عدد طلابها، وهي الأصغر بالنسبة لعدد الطلاب على مستوى الوطن، الأكبر في العطاء والانتماء للطفل الفلسطيني، وهذا ما دفع الوزارة وبالتنسيق مع مديرية جنوب نابلس والمنظمات الأهلية والشعبية إلى ايلاء أهمية خاصة بطلاب يانون، ليكونوا عنواناً للصمود والبقاء لأهالي القرية".
وأعربت العلمي عن شكرها لمنظمة اليونيسيف التي قامت بتمويل من الحكومة اليابانية بتوفير حافلة لنقل طلاب قرية يانون ممن هم فوق مستوى الصف السادس الأساسي إلى مدارسهم في بلدة عقربا المجاورة، ليمارسوا حقهم في التعليم بأمان وطمأنينة بعيداً عن استفزازات المستوطنين، وليكونوا رافعة للتطور والبناء في قريتهم، وغرس قيم الصمود والثبات في نفوسهم وأذهانهم.
ودعت العلمي أهالي القرية والمسؤولين في محافظة نابلس وكافة الوزارات ذات العلاقة والمنظمات والهيئات الشعبية والأهلية، إلى تكثيف العمل وتنويع البرامج التي تدعم صمود الطلبة، ايماناً بجدوى تحقيق تعليم نوعي يتناسب مع استراتيجية الوزارة، والحد من النقص المقلق في عدد الطلاب والأهالي بسبب عدم قدرة الكثيرين منهم على تحمل ضيق العيش في القرية مع جفاف مصادر الرزق ومقومات البقاء.
وأكدت العلمي أن وزارة التربية لن تتوانى عن بذل أي جهد يتطلبه واقع الحال في مدرسة يانون، حيث تعمل على تنفيذ برامج إرشادية وترفيهية لتخفيف الضغط النفسي الذي يتعرض له الطلاب لتعويضهم عن النقص والقصور في البناء المدرسي، منوهةً الى آخر هذه المشاريع المتمثل بإعادة تأهيل المدرسة من الداخل ضمن مشروع تنفذه المؤسسة الايطالية VENTO DI TERRAبتكلفة إجمالية بلغت 25 ألف دولار أمريكي.
وناشدت العلمي كافة المؤسسات المحلية والدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية بضرورة تضافر الجهود، والعمل على تخفيف معاناة طلبة يانون، وذلك بتوفير الدعم اللازم لتحسين البيئة المدرسية الصعبة، وترميم المرافق المدرسية القديمة، في سبيل حماية حقهم في التعليم الآمن، متمنيةً للطلبة التوفيق والاستقرار في عامهم الدراسي الجديد.
من جهته شدد دغلس على الحرص الذي توليه السلطة الفلسطينية ومؤسساتها للمناطق المهمشة وتلك التي تتعرض لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، مشيراً الى معاناة أهالي يانون وتعرضهم لاعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال وسياساته الرامية إلى تهجيرهم واقتلاعهم من أرضهم.
ودعا دغلس السفارات والمنظمات الدولية وهيئات حقوق الانسان المتضامنة مع الشعب الفلسطيني الى ضرورة الوقوف مع أهالي يانون وفضح ممارسات الاحتلال ومستوطنيه أمام الرأي العام العالمي، مؤكداً على دور الاعلام والحراك الدبلوماسي الفلسطيني في نقل صورة هذه المعاناة ولجم ممارسات الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة بحق المناطق المهمشة والمهددة بالاستيطان وجدار الضم والتوسع.
بدورها جددت جوف حرص اليونيسيف على الالتزام بتقديم الدعم ومواصلة بذل كافة الجهود والمناصرة لدى جميع الأطراف من أجل ضمان تلبية حق كل طفل في التعليم النوعي والوصول الآمن إلى المدرسة.
وأردفت جوف: "إن حماية الأطفال في مختلف أنحاء الارض الفلسطينية المحتلة تحظى بالأولوية بشكل متزايد، ويدل على ذلك المصادقة على تعديل قانون الطفل الفلسطيني، ومكافحة العنف في المدارس، واستراتيجية المدرسة الصديقة للطفل، وباء مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة، وتأهيل المدارس، وتقدم الدعم النفسي – الاجتماعي للأطفال المحتاجين له، ودعم حضور الشركاء لتوفير الحماية من أجل ضمان الوصول الآمن إلى المدارس وتوفير حافلة مدرسية لنقل الطلبة بأمان – وذلك بفضل الدعم المقدم من حكومة اليابان".
وأشارت جوف الى اشكال المعاناة والممارسات التي يتعرض لها قطاع التعليم في مدينة القدس الشرقية وقطاع غزة والمناطق المصنفة "ج" الأمر الذي يؤثر على سير العملية التعليمية وتدني التحصيل الدراسي وارتفاع معدلات التسرب من المدرسة وغيرها من الآثار المترتبة على هذا الواقع الصعب.
وبينت جوف أن رؤية اليونيسف ترتكز على جعل المدارس ملاذاً آمناً للأطفال والعمل على توفير المعلمين الاكفياء، منوهة الى اهتمام اليونيسيف بجودة التعليم وتحقيق المساواة ما بين الجنسين وغيرها من الجوانب المتعلقة بالأمن الانساني والتنمية المجتمعية والنهضة الوطنية.
بدوره أكد يماموتو، الذي تحدث باللغة العربية، على التزام حكومة اليابان وشعبها بتقديم الدعم ومواصلة المشاريع المساندة للشعب الفلسطيني خاصة في قطاع التعليم، معرباً عن شكره لمنظمة اليونيسيف على جهودها الكبيرة في سبيل الدفاع عن الاطفال وحمايتهم.
ولفت يماموتو إلى الدور الحيوي لقطاع التعليم وأهميته في تعزيز ركائز الدولة الفلسطينية القادمة، مؤكداً أن حق التعليم يعد حقاً أساسياً من حقوق الانسان وضرورة ملحة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لدى شعوب العالم.
وبين يماموتو أن تبرع بلاده بحافلة مدرسية لأطفال القرية يجسد برهاناً وترجمة للحرص الذي توليه اليابان وشعبها على رعاية الاطفال وضمان حقهم الانساني في التعليم، منوهاً الى مشاريع الدعم التي تقدمها اليابان على مدار سنوات طويلة في سبيل دعم قطاع الطفولة والتعليم وتطوير المناطق المهمشة في فلسطين تعزيزاً لايمان بلاده بضمان قيام دولة فلسطينية تنعم بالسلام والاستقرار والهدوء.
من جانبه اكد مرار على ضرورة الاهتمام بقرية يانون والوقوف مع الاهالي من أجل تعزيز صمودهم وضمان استمرار العملية التعليمية على الرغم من كافة التحديات وممارسات المستوطنين، مطالباً الجهات المسؤولة والمعنية بالعمل الجاد على تزويد احتياجات القرية والنهوض بواقعها خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية وبناء مدرسة جديدة وتأهيل مرافقها وايصال صوت الاطفال للعالم ونقل صورة حقيقية عن الواقع الراهن.
واعرب مرار عن شكره لجميع المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية على مساندتها لأهالي القرية لا سيما الحكومة اليابانبة، داعيا المنظمات الدولية والشخصيات الدبلوماسية الى تكثيف حملاتها وزياراتها التضامنية إيماناً بحق الاهالي في العيش الكريم وتدعيم صمودهم واستقرارهم على ارضهم.
من جانبها أشارت النونو إلى الفعاليات والجهود التي ينظمها برامج المرافقة المسكوني في قرية يانون منذ العام 2002 عبر قيام المتطوعين الدوليين بالدفاع عن الاهالي وتثبيتهم على أراضيهم وتعزيز الحق في التعليم.
ولفتت النونو إلى الانتهاكات التي يتعرض لها أهالي القرية والتي تشكل خرقاً لمنظومة الحقوق والأعراف الدولية، موضحة مدى أهمية تواجد المتضامنين والمتطوعين طوال أيام الاسبوع في القرية لحمايتهم.
ودعت النونو الهيئات والمؤسسات الدولية والمحلية الى العمل الجاد لتلبية احتياجات الأطفال لا سيما توفير اجهزة حاسوب للطلبة وربطها بالانترنت؛ بهدف إطلاعهم على ثقافات العالم ونقل همومهم و أحلامهم لبقية أطفال العالم الحر، ورفدهم بالمعارف والمهارات في ظل عصر التكنولوجيا الراهنة.
واشتملت الجولة التفقدية على توزيع الحقائب المدرسية على طلبة القرية مقدمة من منظمة اليونيسيف، بالاضافة الى القرطاسية بتبرع من محافظة نابلس.
وتضمن الحفل، الذي تولى عرافته رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية تربية جنوب نابلس أنور دوابشة، تقديم العديد من الفقرات الفنية حيث قدمت الطالبة هادية سمير من مدرسة بنات عقاب مفضي اغنية "الارض بتتكلم عربي" نالت اعجاب الحضور ورضاهم.
وفي سياق متصل، تم اصطحاب الوفد في زيارة لمدرسة ذكور عقربا الاساسية، والتي تعد من أقدم المدارس في المنطقة، حيث تم الاطلاع على سير العملية التعليمية فيها، والاستماع للمشكلات التي يواجهها الطلبة ومعاناتهم جراء ممارسات الاحتلال.
بدوره قدم رئيس بلدية عقربا جودت بني جابر لمحة حول البلدة واحتياجات سكانها خاصة قطاع التعليم، مشيراً الى توجه الاهالي نحو تأهيل مدرستهم والحفاظ على تاريخها وعراقتها الشاهدة على تمسك الاجيال بسلاح التعليم.