الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما الذي أبكى الاختيار؟؟

نشر بتاريخ: 05/09/2012 ( آخر تحديث: 05/09/2012 الساعة: 22:03 )
كتب : أسامة محمد فلفل
البطل الرباع الفلسطيني "الاختيار" محمد أبو شهلا الذي نال شرف المشاركة بالدورة العربية الأولي بالإسكندرية عام 1953م وحقق أول ميدالية برونزية بهذه المشاركة لفلسطين والذي تجاوز من العمر ثمانون عاما لم يمنعه المرض والوضع الصحي الصعب والتقدم في السن من تحدي الظروف والإصرار على الزحف إلى ملعب اليرموك لحضور المباراة النهائية والتي جمعت فرسان الشجاعية ونادي غزة الرياضي في نهائي بطولة بيبسي الرمضانية.

حيث صدق الانتماء والحب الكبير الذي يختزله بين ضلوعه للعميد نادي غزة الرياضي كان أقوي من كل التحديات وآثر على نفسه التوجه لملعب اليرموك.

رغم الحضور الجماهيري الجارف والغير مسبوق والذي لم تشهده ملاعب القطاع واصل البطل المخضرم السير على الأقدام رغم اكتظاظ الشوارع والمناطق المجاورة للملعب بالجماهير الغفيرة التي جاءت من كل فج عميق لحضور العرس والكرنفال الرياضي التي حلقت فيه بيارق الوحدة والانتصار للرياضة الفلسطينية والتأكيد على أن البدايات والنهايات تنطلق دائما من رحم القطاع المحاصر الذي ظل وسيبقي عصي على الانكسار وشراع الرياضة الفلسطينية.

المشهد المبهر وروعة ودقة التنظيم والتخطيط للحفل والحضور الجماهيري نالت رضا الختيار "أبو حسين" حيث ذرفت دموعه فرحا بهذا المشهد الرائع وعادت به الأيام واسترجع شريط الذكريات الجميلة وتذكر يوم أن غادرت البعثة الفلسطينية الرياضية الأولى أرض غزة هاشم للمشاركة في أول مشاركة رسمية بعد النكسة من على أرض ملعب اليرموك وعودتها وتكريم أعضائها بعد تحقيق وتثبيت الوجود الرياضي الفلسطيني بالمشاركات العربية.

البطل أبو شهلا عبر عن غبطته وسروره لهذه الروح العالية التي سادت اللقاء والأداء الطيب وما زادة سرور لقاء وعناق الأحبة من قدامي الرياضيين الذين تربطه بهم علاقات أخوية ورياضية ولم يشاهدهم منذ عقود طويلة حيث البعد والغياب والمرض منعة من التواصل معهم.

لقد أصر الختيار على عدم ترك مقعدة بالمقصورة رغم شعوره بالإرهاق الشديد ورفض المغادرة وكان يطمئن من حوله بأنه سعيد ومنسجم مع العرس واللقاء.

ولكن كانت عيناه لسان حالها يؤكد على إرهاقه وعدم قدرته على البقاء رغم ذلك صمد حتى نهاية اللقاء.

حضر المخضرم والرباع "أبو حسين "وهو يحدوه الأمل في العودة مع أبطال العميد بكأس بطولة بيبسي الرمضانية لخزائن العميد ليعيش نشوة الزمن الجميل والعصر الذهبي الذي ذهب أدراج الرياح نظرا لمعطيات وتداعيات كثيرة.

ورغم تجرعه مرارة الخسارة كان سعيد بهذا الكرنفال والعرس الرياضي الكبير الذي أعاد له أيام وذكريات الشباب والعطاء وعبر بصدق عن ارتياحه للروح واللحمة الرياضية وأثني على الجهات المنظمة والراعية وتمنى دوام الازدهار للرياضة الفلسطينية .