الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهباش: الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه يتعرضون لاضطهاد ديني

نشر بتاريخ: 06/09/2012 ( آخر تحديث: 06/09/2012 الساعة: 17:02 )
رام الله - معا - أعلن وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور محمود الهباش اليوم الخميس، أن الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه يتعرضون لاضطهاد ديني، داعياً العالم إلى أن يتفهم هذا الواقع وأن يتخذ خطوات عملية لحماية الحقوق المدنية والدينية لشعب فلسطين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الدكتور الهباش في المركز الاعلامي الحكومي برفقة الناطق الاعلامي باسم كنيسة الروم الأرثوذكس الأب عيسى مصلح للحديث عن حرق المستوطنين لكنيسة دير اللطرون.

وشدد د. الهباش على أن الأماكن الدينية الفلسطينية ورجال الدين يتعرضون للعدوان والاضطهاد الديني الفاضح، فضلاً عن مصادرة الاحتلال الإسرائيلي لالاف الدونمات من أراضي الوقف في أريحا والأغوار، وهو يعد اعتداءً على الحقوق الدينية كونه اعتداء على حق ديني.

وأضاف: "نحن في فلسطين بكل مكوناتنا نتعرض لنفس العدوان والاضطهاد، ونفس السياسة الأسرائيلية لمصادرة الحقوق الدينية الثابتة، التي أقرتها القوانين الدولية كحق أصيل لممارسة الشعائر الدينية والعبادات لكل إنسان وفق دينه وعقيدته".

وتابع: التآخي يعكس نفسه بشكل قوي نحن هنا في نفس المأساة أملنا أن يستمع العالم لشكوانا وصوتنا وصوت الدين والحقوق الدينية، فإن تصل الأمور لحد القمع الديني لغير اليهود فهذا مالا يمكن قبوله، سنطرق كل الأبواب الدولية لنقول للعالم أن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى الحماية الدولية، المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين بحاجة إلى حماية، خاصة أنها الأماكن الأكثر قداسة للديانتين.

وأكد د. الهباش: إن المؤتمر يخصص للحديث عن موضوع متكرر ومتواصل، ولكنه بلغ من الخطورة إلى وضع لا يمكن السكوت عليه، في ظل تصاعد حدة الاعتداءات من قبل جيش الاحتلال أو المستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتي كان آخرها الاعتداء الذي نفذه عدد من المستوطنين بحق دير اللطرون في الأراضي الفلسطيني التي احتلت في العام 1967، كون هذا العدوان يمثل حلقة في محاربة الوجود والهوية الفلسطينية.

وشدد د. الهباش على أن العدوان الي ينفذه المستوطنين وجيش الاحتلال لا يقتصر على المسلمين وحدهم، بل يشمل كل ما هو فلسطيني، سواء كان إسلامياً أو مسيحياً، مشيراً إلى أن المقدسات المسيحية شهدت عشرات الاعتداءات من قبل حكومة الاحتلال وجيشها والمستوطنين، الذي يحاول الاحتلال زراعتهم في أرضنا لإخراجهم منها.

وقال د. الهباش إن عديد الكنائس تعرضت للعدوان وبالأمس سمح الاحتلال بممارسة أنواع من الرذيلة في ساحات مسجد بئر السبع الإسلامي، لتنتهك سلطات الاحتلال حرمته مرة أخرى، بعد أن انتهكت حرمة العديد من المساجد.

وأكد د. الهباش ان عشرات الكنائس والمساجد أحرقت ودنست رموز دينية، وأن يكتب المستوطنون عبارات مسيئة للسيد المسيح عليه السلام، نحن نقدس المسيح كما نقدس محمد عليه السلام، ونعتبر أن أي اعتداء أو إساءة لأي نبي هو مساس للعقيدة الدينية لكل المسلمين والمسيحيين واليهود.

وناشد د. الهباش كبار رجال الدين اليهود إلى أن يضموا صوتهم إلى صوت العلماء المسلمين والمسيحيين صراحة، بعيداً عن الشعارات الخادعة، وأن يكون هناك كالماً واضحاً من كل العالم لرفع الصوت عالياً لرفض الاعتداء السافر للمشاعر الدينية لكل المؤمنين.

وطالب د. الهباش إلى إخراج كل من يعتدي على الأماكن المقدس عن القانون، ومعاقبة كل من يستخدم الاضطهاد الديني وكل من يمارس عدواناً على الحقوق الدينية، داعياً إلى محاكمة كل من يمارس الاضطهاد الديني، وأن يتم تقديمهم للعدالة.

ووضع د. الهباش يده في يد الأب عيسى مصلح، في إشارة إلى حالة التآخي الإسلامي المسيحي في فلسطين، داعياً إلى أن توضع أيدي يهودية صادقة وقوية وصريحة ومخلصة من أجل كف أيدي المعتدين على الأماكن الدينية المقدسة للأديان كافة، لأن الحقوق الدينية مكفولة ومصانة للجميع.

بدوره، استهجن الأب عيسى مصلح الاعتداءات المستمرة على الأماكن المقدسة، وشدد على أن مسيحيي فلسطين هم جزء أصيل من شعب فلسطين، وأنهم يتمسكون بالعهدة العمرية، وأن مسلمي ومسيحيي فلسطين سيواصلون السير معاً لإنهاء آلام الشعب الفلسطيني والوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية.

وشجب الأب عيسى الاعتداء على كنيسة اللطرون، وتساءل: أين العالم المسيحي والفاتيكان، وأين الضمير العالمي، وأين العالم العربي مما يجري من اعتداءات على الأماكن الدينية المقدسة؟

وقال الأب عيسى مصلح: يحاول الاحتلال تحطيم نفسيتنا، وتهجيرنا، لذلك أصبحنا كمسيحيين قرابة 1% فقط من الشعب الفلسطيني، وذلك بسبب إجراءات الاحتلال، وجدرانه وحواجزه وقمعه، فإسرائيل تسعى إلى القضاء على القضية الفلسطينية من خلال القول أنها قضية يهودية إسلامية، ولكننا مع المسلمين يداً بيد من أجل الدفاع عن فلسطين بلادنا.

ودعا الأب مصلح العالم العربي إلى شد الرحال إلى الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية للحفاظ عليها من العدوان الإسرائيلي، ومحاولات التهويد.

وأكد الأب مصلح أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تهويد القدس، مشيراً إلى وقوف الكل الفلسطيني الرافض لهذه السياسة.