الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اولمبياد متحدي الأعاقة

نشر بتاريخ: 06/09/2012 ( آخر تحديث: 06/09/2012 الساعة: 20:34 )
بقلم :جواد عوض الله

كلمات متعددة استخدمت في توصيف هذة الشريحة من البشر،منها المعاقون وكانت تشمل الأعاقة الحركية والبصرية والذهنية وغيرها من اعاقات ،ومنها ذوي الأحتياجات الخاصة لفترة زمنية ايضا ،ومنها المعقون حركيا ،...وغيرها من مصلحات كان الهدف منها التعريف بهم ضمن نشاطاتهم واحتياجاتهم ، وسواء خلق اصحاب هذه الأعاق ربانيا بها، وهم السواد الأعظم من اصحاب هذة الشريحة ، ام انضموا لها بعد اصابة او حادث وما شابه،نجدهم في اي مجتمع كان ،نسبة يستحق ان ترق لمستوى الأهتمام والرعاية من كافة الجوانب التربوية والوظيفة والتعليمية وصولا الى الرياضية ،وقد شد انتباهي في دورة لندن البارالمبية عدة قضايا وامور،منها ما هو ايجابي جدا ،حيث الحضور الجماهيري لمتابعة هذة الألعاب "شبه الالمبية " ،كان محط تقدير وباعداد هائلة تشابه الحضور الجماهيري لدورة لندن للأسوياء بدنيا ،وقد زادت اعداد الحضور بمدرج الملعب الرئيسي بلندن عن ال80.000 متابع من ارض الميدان في منافسات العاب القوى "لمتحدي الأعاقة "،وفي هذا الحضور رمزية قوية واشارة جميلة على احترام الأنسان للأنسان سويا كان في البدن والحركة ام لا،فلم ولم تكن حركة الأنسان وسلامة قوامه هي العلامة الفارقة يوميا في اجندة التقيم والتقويم البشري الصحيح ، وهذا ما يسجل لنجاحات دورة لندن شبه الأولمبية ،وهذه الكلمة ايضا من مصطلحات التعريف المتعددة لدورة الألعاب الأولمبية لذوي الأعاقة((دورة الألعاب شبه الأولمبية) ،ولعل من ابرز السلبيات وهذة فينا وفي مجتمعنا العربي عامة ،غياب الثقافة العامة بقوانين هذة الألعاب وفئات اللأعبين وكيفية تصنيفهم، في ظل تعدد فئاتهم ومستوى اعاقاتهم الحركية او البصرية،....

وكذلك مما كان واضحا جدا ايضا على صعيد المستوى الأعلامي الفلسطيني وكذلك العربي ،غياب التغطية المباشرة من على كثير من المحطات الفضائية وخاصة تلك التي تختص بالألعاب الرياضية ،في حين تجدها على قدم وساقة وعلى اكثر من محطة وبتعليق اكثر من معلق ،وباكثر من لغة عربية واجنبية ،اذا كانت تنقل حصريا وبالمقابل المادي بث مبارة في كرة القدم لأندية عالمية ،او اندية اسبانية على سبيل المثال ، امثال مباريات الريال والبارسا.

نعم كنت اتنقل عبر اكثر من قناة رياضية عربية ،متخصصة في نقل الأحداث الرياضية وحتى غير المتخصصة دون جدوى ،املا في متابعة الوفد الفلسطيني لدورة الألعاب الأولمبية لمتحدي الأعاقة خاصة ،وكنت اسعد ان وجدت قناة وان وقعت عيني على منافسة فيها رياضيون عرب عامة ،وكثيرة كانت سعادتي عندما توج اكثر من رياضي عربي في هذا المحفل العالمي بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية،بل ان الرياضيون العرب من متحدي الأعاقة عامة حققوا ما لم يحققه الرياضيون الاسوياء وحصلوا على ميداليات فاقت ما حصل عليه الأسوياء ،ورفعت الأعلام العربية في هذا المحل اضعاف ما رفعت للرياضيين الأسوياء بدنيا ،وحصيلة النتائج وترتيب الدول موجود في الصحف والأعلام وفي متناول الجميع للمقارنة ،وكذلك حال الفلسطينيون ايضا رغم اقتصار الوفد على رياضيين اثنين ،حيث سجلوا ارقام افضل، وقد حالت 4 سم امام اللاعب زقوت من نيل الميدالية البرونزية وقد حل رابعا بعد اللاعب البريطاني في الترتيب ،رغم ان الأهتمام بالأعلام والرعاية والمتابعة والمال للأسوياء بدنيا اكثر.

في ظل حديث الصحافة وتصريحات اللاعبين وتوقعات بانجازات كبيرة للمشاركين الرياضين في هذا المحفل،تابعت الحدث باهتمام ،وكذلك تابعت الحدث بحكم الأختصاص بالرياضة وحبا بها بشكل عام .

نعم رغم اختصاصي بالأدارة الرياضية وحملي لدرجة الماجستير فيها، الا اني اعترف بانخفاض ،ان لم يكن بجفاف منسوب ثقافتي الرياضية في هذا المجال وهذة من سلبيتي انا ونقص ثقافتي برياضة متحدي الأعاقة ،وما شد انتباهي لضحالة ثقافتي فيها هذا العدد الكبير من التصنيفات للاعبين في الأعاقات الحركية او البصرية من احرف وارقام (T1-T64) وكيفة احتساب النقاط لهذة الأعاقة،وكيفية تشكيل فريق الألعاب الجماعية وفق هذة التصنيفات ،وغيرها من المواد القانونية ولوائح تنظيمية داخلية على صعيد اللاعبين ،.والأداريين ....

وارى ان على الجامعات العربية عامة والفلسطينية خاصة ،التي تجعل في اختبارات اللياقة البدنية الحركية اساسا في قبول طلبة التربية الرياضية وباتالي حرمان اي طالب من متحدي الأعاقة من دراسة هذا الأختصاص ،ان تبادر على الاقل وتعيد النظر في ادراج مساق يختص برياضة ذوي الأحتياجات الخاصة ،حركيا وسمعيا وبصريا وذهنية ،لنشر هذة الثقافة في المجتمع والأندية تعريفا واهتماما ورعاية وتطويرا،فلا يعقل ان يدخل الطالب ويحصل على درجة البكالوريس في التربية الرياضية مرور بالماجستير ولم يتلق في منهاج التربية الرياضية مادة اجبارية حول رياضة متحدي الأعاقة.

ان مصطلح "متحدي الأعاقة "ارى فيه كبرياء وانفة وعزة واصرار وعزيمة واحترام كذلك،وعلينا المساعدة في ترجمة هذا الشعار قولا وفعلا.
[email protected]