الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 06/09/2012 ( آخر تحديث: 06/09/2012 الساعة: 20:17 )
بقلم :صادق الخضور

ساعات تفصلنا عن استحقاق الانتخابات للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بعد أن شهدت الأسابيع الأخيرة تأكيدات من معظم الأندية بأن مواصلة اللواء جبريل الرجوب لقيادة المسيرة مطلب لاغنى عنه في هذه المرحلة لتتواصل مأسسة الرياضة وإرساء دعائمها.

لن أتكلّم في هذه العجالة عن انتظام الدوري ولا عن المنشآت والمرافق ولا عن التأهيل المتواصل ولا عن المشاركات الخارجية، ولا عن غيرها من موضوعات كثيرة حظيت باهتمام اللواء، وكانت على الدوام من المنجزات المفصلية التي لا يختلف عليها اثنان.

ولن تأتي هذه المحطات من باب المجاملة، فالموضوعية والمهنية والتقييم المبني على معايير ليس مجاملة وعطاء الرجل وجهوده التي تواصلت على مدار السنوات الماضية في الميدان الرياضي راكمت بصماته في الميادين السياسية والنضالية، لينجح في جعل الرياضة حالة تعاش وليست مجرد نشاط عابر، لتغدو الملاعب وجهة لرجال طاعنين في السن، لنساء -هن أمهاتنا-هتفن لفلسطين، لأطفال شعروا بالأمان فتواجدوا في قلب الحدث، فما ميّز اللواء الرجوب علاوة على كل ما سبق قربه من اللاعبين، بحيث عزّز روح الصداقة معهم، فسارعوا إلى بثّه همومهم وتطلعاتهم، وكان حريصا على القرب منهم فعلا لا قولا، وكم من مرّة كان مكتبه يعجّ بهم ليفرد لهم مساحة من وقته، وهذه العلاقة لم تأت خبط عشواء بل كانت نتاج شعور بالأريحية، ولا أظنّ أن أي رئيس اتحاد يعامل لاعبي الدوري في بلاده بمثل تعامل الواء الرجوب مع لاعبينا، وقد عكس بعض اللاعبين هذه الأجواء في لقاءاتهم وتصريحاتهم لا في الأيام الأخيرة بل على مدى السنوات القليلة المنقضية، وهو ما يجعلها خلاصة تجارب حيّة.

مرّة أخرى، لا تندرج هذه الوقفة من المحطات في إطار المجاملة إذ أنها تأتي في سياق قول الحقيقة، وبعودة إلى نظام الاحتراف وتطبيقاته لنجد أنه أولى عناية خاصة باللاعبين، وتزامن مع منح اللاعب المحلي فرصة إثبات ذاته من خلال عدم إتاحة جلب لاعبين من الخارج رغم أن الخطوة تمثل مطلبا للكثيرين وأنا منهم نظرا لمردودها الفني لكنها مصلحة اللاعب الوطني والرؤية المنبثقة من استحضاره دوما.

ساعات ونكون على موعد مع صناديق الاقتراع ومع الممارسة الديمقراطية، والجميع يدرك أن البداية المتجددة ستكون امتدادا لعمل تواصل وسيتواصل بإذن الله، والجهود التي بذلها اللواء الرجوب جديرة بأن تؤسس للعطاء الكبير الذي لم تغب شمسه.

ثمّة من يقول: الأعباء على الأندية، وهناك من يصف تجربة الاحتراف بالتسرّع، وبدورنا نقول: إذا كانت هذه هي المآخذ فقط، فنعم المسيرة هي.
هي فرصة لشكر كل من عملوا خلال السنوات الماضية في الاتحاد وإلى جانب اللواء، موظفين وإداريين، وأعضاء أسرة الاتحاد من اختار عدم الترشّح ومن ترشّح، والقائمين على الاتحاد، فكلّهم كانوا سببا من أسباب إنجاح توجهات اللواء الرجوب وقيادة الاتحاد، وما شهدته سنوات عجزت عنه بعض الاتحادات في عقود، ومن موسم لآخر ... كان هناك تطوّر في طبيعة العمل واكتملت معالم المنظومة.

هي الرياضة .. رسالة تواصلت حكايتها في السنوات الماضية، وهي مرشحّة للتواصل في قادم الأيام، وقيادة اللواء الرجوب لها مبعث شعور بالاعتزاز وبالاطمئنان، فمنهجه قائل" إن اختلفنا في مرحلة، فمستقبل شبابنا تاريخ نلتقي فيه"