الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

متحدثون: الانتهاكات الإسرائيلية تقوض فرص إقامة الدولة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 07/09/2012 ( آخر تحديث: 07/09/2012 الساعة: 18:58 )
غزة - معا - أكد متحدثون أن الانتهاك الأكبر الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني هو الاستمرار في سرقة الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي وان هناك ظلم تاريخي مورس بحق شعبنا وضد الإنسانية في الحق في الحياة والعيش بحرية وكرامه، مؤكدين أن سياسة الاستيطان الإسرائيلي هدفها فرض واقع جديد على الأرض لكي تضع المجتمع الدولي تحت معطيات موجودة وثابتة لا يمكن تغييرها وذلك خلافاً للاتفاقات الموقعة.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام الفلسطيني في غزة استمرت لمدة يومين، واختتمت امس حول التثقيف السياسي بعنوان "الانتهاكات الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني وأثره على مستقبل الدولة" وذلك ضمن المشروع الدنمركي بمشاركة العشرات من الشباب شاب و شابة.

وتحدث في الورشة محمود الزق مسؤول جبهة النضال الشعبي في قطاع غزة ومنسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والوزير الأسبق عماد الفالوجي رئيس مركز ادم لحوار الحضارات والدكتور عماد أبو الجديان أستاذ الاجتماع والعلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة.

من جهته قال محمود الزق مسؤول جبهة النضال الشعبي في قطاع غزة ومنسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار:" أن الانتهاك الأكبر الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني هو الاستمرار في سرقة الأراضي الفلسطينية وان هناك ظلم تاريخي مورس بحق شعبنا وضد الإنسانية في الحق في الحياة والعيش بحرية وكرامه وان الموجه التي تعرض لها الشعب الفلسطيني ليست سرقة موارد و إنما سرقة كل الأرض".

وأكد الزق أن الشعب الفلسطيني يعيش حالة من اللجوء نتيجة التوسع الاستيطاني الذي التهم مساحات شاسعة من أراضي المواطنين والذي سيؤثر سلبا على مستقبل الدولة و إنهاء الصراع، موضحا أن اكبر انتهاك صارخ هو استمرار بناء المستوطنات ، حيث تعتبر المستوطنات انتهاكا وفق القانون الدولي و يحرم على الاحتلال أي تغيير جغرافي أو ديمغرافي في أي ارض محتلة بالرغم إن هناك العديد من القرارات الدولية التي تدين الاستيطان إلا أن إسرائيل مازلت مستمرة في ذلك وأن وجود المستوطنات و الجدار يحرم الفلسطينيون من التواصل و من إقامة الدولة الفلسطينية.

وأكد انه لا يمكن أن تقوم الدولة الفلسطينية دون القدس باعتبارها عاصمة لها، ولن يعم الأمن والاستقرار في المنطقة دون أن يحقق شعبنا الفلسطيني حقه في تقرير المصير والحرية والكرامة.

كما أكد أن الحفريات الإسرائيلية في القدس مستمرة وبشكل يومي وهي خطيرة جدا إذ أنها تستهدف طابع المدينة الإسلامي والعربي، موضحا انه منذ العام 67 و إسرائيل تحاول طمس معالم المدنية و تحاول أن تثبت إنها لليهود ، و العمل على تقسيم المسجد الأقصى .

وقال الزق أن أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية و غزة ما مازلت تسيطر عليها إسرائيل حيث أن هناك 24% من مساحة قطاع غزة الشرقية مسيطرة عليها إسرائيل حيث تمنع المواطنين من الوصول عليها.

وقال :"ان مستوطنة معاليه اودوميم والتي تعتبر من اكبر المستوطنات في الضفة حيث تسيطر على المزيد من الأراضي من اجل استكمال القدس الكبرى و فصلها عن الضفة الغربية".

وقال الزق "علينا أن نناضل جميعا من اجل إنهاء حالة الانقسام والعمل على توحيد شطري الوطن حتى نصل إلي وحدة جغرافية واحدة نستطيع من خلالها أن نواجه التحديات القادمة موحدين".

من جهته قال عماد الفالوجي رئيس مركز ادم لحوار الحضارات :" أن الانتهاكات الإسرائيلية حديث الساعة و أن الإسرائيليين يمارسون الانتهاكات يوميا بحق الفلسطينيين ومنذ الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وهم يعملوا جاهدين على بناء الجامعات و المؤسسات و مراكز الأبحاث، وان الإسرائيليين و منذ العام 1947 و هم يقوموا بنفس الطريقة في بناء المستوطنات و التوسع الاستيطاني و العمل على تهويد المدينة المقدسة.

وأكد الفالوجي أن إسرائيل من خلال التوسع الاستيطاني تسعى إلي فرض واقع جديد وتضع المجتمع الدولي تحت معطيات موجودة و ثابتة لا يمكن تغييرها، وإنها تقوم على سيطرة الأراضي الغنية بالمياه ومن كذلك تمنع التواصل بين المدن الفلسطينية من خلال بناء المستوطنات و تبني المدن بناءً عليه تبقى هذه المعيقات حتى لا يمكن أن يكون هناك خيار لحل الدولتين والعمل على قتل كل مقومات الدولة الفلسطينية حيث ان المستوطنات أصبحت بالفعل مدن كبيرة سترفض إسرائيل إزالتها في أي حل قادم.

وأوضح الفالوجي أن الرئيس أبو مازن دائما يؤكد على ضرورة وقف الاستيطان لأنه يدرك خطورة التوسع الاستيطاني على مستقبل الدولة الفلسطينية و هذا شرطه الأساسي في أي مطلب كان.

وقال الفالوجي انه لا يمكن الحديث عن دولة في ظل استمرار الاستيطان و بناء الجدار الذي يلتهم 40 % من الأراضي الفلسطينية .

وأضاف يجب علينا أن نستثمر بالإنسان وكيف نصنع إنسان ذو كرامة يعي ما يدور حوله لأنه لم يعد هناك احتلال عسكري أن يحتل جيش دولة أخرى وإنما احتلال بالقناعة بما هو معروض عليك .

وقال الفالوجي أن حل الدولتين قادم لا محالة و أن كل الفصائل توافق على دولة فلسطينية على حدود 67 و عاصمتها القدس وقال جميعا جاهزين لحل الدولتين ولكن السؤال هل المجتمع الإسرائيلي جاهز لحل الدولتين .

واضاف الفالوجي أن استحقاق أيلول معركة سياسية بكل الأبعاد لان المجتمع الدولي يجب أن يقف أمام مسئولياته اتجاه حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن هجمة ليبرمان على أبو مازن لأنه يدرك قدرة الرئيس على مخاطبة المجتمع الدولي و اللغة التي يفهمها المجتمع الدولي لذا يجب الالتفاف خلف هذه المعركة ويجب خوض المعارك السياسية و الدبلوماسية من اجل فضح جرائم الاحتلال.

ومن جهته استعرض الدكتور عماد أبو الجديان أستاذ الاجتماع و العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية

و قال ان استمرار سياسة التهويد وتكثيف الاستيطان في القدس ومحيطها، وعمليات التطهير العرقي الإسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية و الأغوار و غيرها من المناطق الفلسطينية ، يدلل على أن الوضع بأكمله دخل مرحلة خطيرة غير مسبوقة تهدد بشكل جديد ، وفي الأمد القريب حل الدولتين، وتفتح الباب أمام احتمال دولة عنصرية واحدة بحيث تبقى إسرائيل احتلالها للأرض الفلسطينية وتمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام1967
أكد أبو الجديان ان استمرار الانتهاكات الإسرائيلية و التوسع الاستيطاني تحتاج إلي موقف قوي و رادع ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لوضع حد للممارسات الإسرائيلية التي تستهدف كل المدن الفلسطينية وعلى رأسها مدنية القدس مشدد على أن ما يجري في المدينة من استهداف للمسجد الأقصى وطرد للسكان وإقامة المستوطنات ومصادرة المنازل هو خطير جدا يستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي قبل فوات الأوان.

وأكد أبو جديان أن الصمت الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية والكيل بمكيالين شجع إسرائيل على المضي بالتوسع والتهويد والاستيطان والفصل العنصري وتدمير فرص واستحقاقات حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وقال أبو الجديان" لا يمكن الحديث عن إقامة دولة دون توحيد شطري الوطن وإنهاء حالة الانقسام التي أضرت بالقضية الفلسطينية"، وطالب توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني حتى نستطيع جميعا كفلسطينيين مواجهة التحديات الإسرائيلية .

وأكد أبو الجديان أننا كفلسطينيين نريد أن نعيش في دولة فلسطينية ذات حدود معترف فيها و قابلة للحياة و ليس العيش داخل كانتونات و على حدود مؤقتة ومحاطة بأسوار و جدار وان نعيش بحرية وسلام .

وقال أبو الجديان أن الإحصائيات تأكد أن مليون مواطن تأثروا بجدار الفصل العنصري، الذي يعزل 13% من مساحة الضفة الغربية، مبيناً أن 11.7 مليون نسمة يعيشون في فلسطين التاريخية، كما هو في نهاية العام 2011، وأن اليهود يشكلون ما نسبته 52% من مجموع السكان، ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي، بينما تبلغ نسبة الفلسطينيين 48% من مجموع السكان، ويستغلون حوالي 15% من مساحة الأرض، وأن الفلسطيني يتمتع بأقل من ربع المساحة التي يستحوذ عليها الإسرائيلي من الأرض حيث جاء ذلك خلال تقرير أعده الجهاز المركزي للإحصاء، و إن مساحة غور الأردن تشكل ما نسبته 29% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، وأن إسرائيل تسيطر على أكثر من 90% من مساحته، حسب بيانات مؤسسات حقوقية إسرائيلية، ويقيم فيه نحو 65 ألف مواطن، في حين يبلغ عدد المستوطنين في ذات المنطقة 9,500.