زيارات أهالي أسرى غزة.. شروط معقدة والأطفال ممنوعون من الزيارة
نشر بتاريخ: 08/09/2012 ( آخر تحديث: 09/09/2012 الساعة: 08:58 )
غزة- تقرير معا - رغم أن الاحتلال الإسرائيلي سمح مجدداً لأهالي أسرى قطاع غزة بزيارة أبنائهم داخل السجون الإسرائيلية, إلا أنه وضعاً شروطاً ومواصفات معقدة لتلك الزيارات, حتى يحرم الأهالي من الفرحة التي طالما انتظروها كثيراً.
حزن شديد لم يفارق أم رائد الأقرع زوجة الأسير رياض الأقرع، والتي تسكن حي الشيخ رضوان بغزة لعدم تمكنها من الالتقاء بزوجها أو زيارته منذ أسره في عام 2007 .
أم رائد بينت لـ " معا " أن الاحتلال الإسرائيلي اختطف زوجها بعد عودته من رحلة علاج عبر معبر الكرامة , مبينة أنه مريض ويعاني من بتر في إحدى قدميه, مشيرة إلى أن الاحتلال حكم عليه بالسجن 3 مؤبدات, وأنه موجود في سجن مستشفى الرملة.
وبعبارات ضعيفة قالت:" أتمنى بفارغ الصبر أن يخرج زوجي من سجون الاحتلال, أتمنى أن نتمكن من زيارته, لم يزره أحد منا منذ اعتقاله , لا أعرف لماذا لم يكن اسمه مدرج في قائمة الزيارات حتى الآن".
وأوضحت أن أبنائها الأربعة يسألونها باستمرار عن والدهم , وينتظروا لحظة اللقاء به, فأصغرهم لا يتذكر ملامح والده , لأن والده اعتقل منذ أن كان عمره سنة واحدة".
معاناة أم ضياء الأغا لا تختلف كثيراً عن سابقتها , فهي لديها اثنان من أبنائها يقبعون داخل سجون الاحتلال, ضياء محكوم مدى الحياة قضى منها 21 عاماً,ومحمد محكوم 12عاماً قضى منها 10أعوام.
وقالت لـ " معا " :" كنت أتمنى زيارة ابني محمد أيضاً, خلال الزيارة التي تمكنت فيها من زيارة ابني ضياء, ضمن الدفعة السابعة الأسبوع الماضي", موضحة أن الاحتلال لم يسمح لها إلا بزيارة واحد منهم فكانت من نصيب ضياء.
وبينت أن الشقيقين يقبعان في سجنين منفصلين, ولم يتمكنا من رؤية بعضهما, مشيرة الى أن الاحتلال يعمل على كل ما من شأنه أن يلحق الأذى النفسي والمعنوي لهما, مبينة أنها لا تعلم متى ستتمكن من زيارة ابنها الثاني.
نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بين لـ"معا " أنه منذ أن سمحت إدارة مصلحة السجون لأهالي غزة بإعادة الزيارات للأسرى فرضوا شروطاً تعيق تلك الزيارات, وقام الاحتلال بمنع عشرات العائلات من الزيارة.
وأكد أن الحجج الإسرائيلية لمن تقوم بمنعهم من الزيارة تحت مسمى ممنوع أمني هي كاذبة ووهمية, مبيناً أنهم يقومون بمنع آباء وأمهات مسنين في السبعينيات من العمر, مقائلا:" ماذا يشكل هؤلاء من خطورة على الاحتلال الإسرائيلي وهم في هذا العمر؟", مشيراً إلى أن ذلك يأتي لتشديد الخناق على الأسرى وذويهم.
وبين أن الاحتلال منع الأهالي من اصطحاب ما يلزم الأسرى من احتياجات ولوازم أساسية , بالإضافة إلى حرمان أطفال الأسرى, ومنع من يحمل من الأهالي هوية قبل عام 2003 من الزيارة, مبيناً أن هذا الحرمان يأتي للتلاعب بمشاعرهم.
وأشار إلى أن الاحتلال يطلق على هذه الزيارات مسمى الزيارات التجريبية , موضحاً أن برنامج الزيارة لم يتم تفعيله بشكل كامل, وأن الاحتلال يسمح لآباء وأمهات وزوجات الأسرى فقط بالزيارة, مبيناً أن السماح يكون لأحد الأبوين دون الآخر.
وبين أن ما يقارب 155 أسيرا فقط تم زيارتهم من أصل 476 أسيرا من قطاع غزة داخل سجون الاحتلال على 8 دفعات .
يذكر أن الاحتلال أوقف برنامج الزيارة لأهالي أسرى قطاع غزة منذ 6 سنوات ماضية, منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط, لتعود إدارة السجن في الفترة القليلة الماضية بالسماح لهم بالزيارة ولكن دون تفعيل كامل لبرنامج الزيارة.