الأسّير المُحرر صدقي المقت يروي لمانديلا مقاطع رئيسية من تجربته
نشر بتاريخ: 09/09/2012 ( آخر تحديث: 10/09/2012 الساعة: 12:09 )
رام الله - معا - نشرت مؤسسة مانديلا مقابلة مع الاسير السوري المحرر صدقي المقت، ضمت مقاطعا رئيسية من تجربته النضالية.
وبدأت مانديلا تقريرها... قبل أن يعانق أهله ومُحبيه ومُستقبليه كمْا يجب، وقف الأسير السوري المحرر (صدقي المقت) في قلب بساتين التفاح، بالقرب من مسقط رأسه بلدة مجل شمس في وسط الجولان العربي السوري المحتل، والتي دخلها ممتطيًا حصانًا أبيضاً رافعًا علم بلاده الوطني، علم سوريا، بُعيد الإفراج عنه بلحظات قليلة، قال كلمات هامة وجهها للإحتلال الإسرائيلي،يجب أن لا ننساها أبداً:
" هزمتك أيها المحتل وهذه السنوات التي أمضيتها في المعتقل تحولت بفعل الصمود والثبات إلى لعنة تلاحقكم وتصرخ في وجهكم ليل نهار،أرحلوا،إن لم ترحلوا بالكلمة سترحلون بالصاروخ ".
وأستقبل أهالي الجولان الأسير المحرر المقت بالوُرود،وإنطلقوا في مسيرة تقدمها مشايخ الجولان جابوا فيها شوارع مجدل شمس،ببهجة وفرح كبيرين لطالما غابا عن الجولان الذي إحتفى بعودة صدقي المقت،أحد أبنائه الأبطال الذي سلبته السجون الإسرائيلية 27 سنة من عمره، ثمناً لنضاله من أجل الحرية والإستقلال.
البداية:
أتم صدقي المقت مرحلتي دراسته الإبتدائية والإعدادية في مجدل شمس والمرحلة الثانوية في مدرسة قرية مسعدة في هضبة الجولان المحتل،وكان المقت من أبرز الطلاب حراكاً وإنتماءً للقضية الوطنية والقومية العربية،وشارك في كافة الفعاليات والمظاهرات الطلابية التي كانت تخرج من مدارس قرية مجدل شمس ضد الإحتلال العسكري الإسرائيلي للجولان، بعد إنهائه مرحلة الدراسة الثانوية حاول صدقي المقت الإلتحاق بالجامعات السورية إلا إن ذلك لم ينجح،وحاول السفر إلى الإتحاد السوفيتي ولم ينجح ذلك أيضاً،في هذه الأثناء كان الأسير صدقي المقت عنصراً فاعلاً ومؤسساً لحركة المقاومة السرية في هضبة الجولان،وقد بادر أثناء مرحلة دراسته الثانوية مع مجموعة من زملاءه ورفاق دربه إلى تشكيل أول خلية عمل عسكري في الجولان من بعد العام 1967م،وأطلقوا عليها أسم " حركة المقاومة السرية" والتحقت بهذه الخلية خلية أخرى كان قد أسسها شقيقه بشر مع مجموعة أخرى من المناضلين.
وتمكنت المجموعة الموحدة من تنفيذ العديد الأعمال القتالية البارزة كالإستيلاء على عدد من القنابل اليدوية والألغام الأرضية،وقاموا بزرعها في طريق معسكرات الجيش الإسرائيلي،والإحتفاظ بالبعض الأخر في أماكن بعيدة عن سكن الأهالي،وأراضي المزارعين،وقاموا بتفجير معسكر (بئر الحديد) قرب قرية بقعاتا في الجولان،وكان بداخل هذا المعسكر أكثر من 1400 قذيفة،ومنه كان الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع الفدائيين الفلسطينيين واللبنانيين في جنوب وشرق لبنان خلال حرب العام 1982م،كما ونفذت المجموعة أيضاً بقيادة الأسير المقت عملية إستيلاء نوعية على معدات عسكرية وقنابل يدوية من مخزن مستعمرة (تيفي أتيب) العسكري.
الدفاع عن الديار أمانة متوارثة لدى آل المقت:
ينتمي صدقي المقت إلى عائلة مناضلة إمتهنت مهمة الدفاع عن الوطن منذ أن تعرض لأولى المخاطر الوافدة عليه من الخارج،حيث إن والده (سليمان أحمد المقت – أبو فخري) كان قد إعتقل في العام 1968م،بتهمة مقاومة الإحتلال الإسرائيلي للهضبة،كما إعتقل أشقائه فخري وبشر،أما جده أحمد المقت فقد كان أحد مقاتلي ثورة العام 1925 في وجه الإحتلال الفرنسي لسوريا.
ومن الوجيه ذكره هنا، يتابع صدقي حديثه لنا " إن جدي أحمد قد وقف في وجه الجنود الإسرائيليين عندما إقتحموا بيتنا لإعتقالي،وأشهر في وجوههم عكازه الخشبي الذي يتوكأ عليه،وأتضح بأنه يستخدمه في مآرب أخرى كالذود عن أهل بيته وأحفاده في وجه الغزاة،،وقد تجنب أؤلئك الجنود فعلاً تلويح جدي العجوز بعكازه الخشبي، وتراجعوا إلى الخلف قليلاً،ورفض جدي في نفس الواقعة إبراز هويته للجنود بشكل مطلق،ونجح في إمتناعه هذا حتى خرج الجنود من بيتنا وإنصرفوا عنه تماماً " لكن جدي أضطر لاحقاً إلى إبراز نفس البطاقة لجنود الإحتلال عندما جال البلاد طولاً وعرضاً بحثاً عنا في سجون الإحتلال لزيارتنا والإطمئنان علينا.
الإعتقال والتحقيق:
في مساء يوم الثاني والعشرون من شهر آب 1985م،دهمت بلدة مجدل شمس قوات كبيرة من جيش الإحتلال الإسرائيلي تجاوز عديدها 300 جندياً منزل الأسير المقت،مدججين بالأسلحة والدروع،يتقدمهم ضباط المخابرات ومحققوا جهاز الشاباك الإسرائيليين،حدث ذلك بعد مرور أثنى عشر يوماً على إعتقال بشر المقت وهو الشقيق الأوسط لصدقي.
وبعد أن أحكمت تلك القوات حصارها للحي الذي يقع فيه منزل الأسير تم دهم البيت بقوة وعنف بالغي الهمجية،ما زال صدقي وأهلة يتذكرون تلك الظروف إلى يومنا هذا،حيث يتذكر أبو فخري المقت جيداً ما قاله الجنود لأهل البيت حينذاك " إذا ما صدر عنكم أي تصرف غير لائق سنقوم بنسف البيت على من فيه " وعلى الفور دخل الجنود غرفة صدقي وتم تعصيب عينيه وربط يديه بالقيود، وإدخل إلى السيارة العسكرية المجهزة لنقله إلى سجن الجلمة حيث بدأت هناك أولى جلسات التحقيق معه.
ويقول صدقي " لقد كان التحقيق معي ومع باقي الزملاء بمنتهى الوحشية والقسوة، والذي تواصل على مدار ثلاثون يوماً،توزع التحقيق خلالها على سجون الجلمة وعكا،وفي العشرين من شهر أيار 1986م،أصدرت المحكمة العسكرية في مدينة اللد حكمها علي وعلى المجموعة، وهم :-
صدقي سليمان المقت، بشر سليمان المقت، عاصم محمود الولي، سيطان نمر الولي، هايل حسين أبو زيد، وكان قد صدر بحق كل واحد منهم حكماً بالسجن لمدة 27 عاماً.
وخلال جلسة النطق بالحكم رفضت أنا وزملائي الوقوف للقاضي العسكري الإسرائيلي معبرين عن عدم إعترافنا بشرعية محكمة الإحتلال،وقام صدقي بتوجيه كلمات لاذعة للقاضي بحضور طاقم المحامين ومحامي الصليب الأحمر الدولي حيث قال " أنا عربي سوري وأنتم إغتصبتم أرضي ومن حقي الدفاع عنها ومقاومتكم،ولا أعترف بشرعية محكمتكم الصورية هذه،وردد مع باقي رفاقه النشيد العربي السوري في قاعة المحكمة (حماة الديار) قبل طردهم من قاعتها " ومن الجدير ذكره هنا بإن هذا القاضي هو نفسه الذي قام بمحاكمة والده عام 1968م.
صدقي المقت داخل الأسر:
عندما كان صدقي المقت طالباً على مقاعد الدراسة في مجدل شمس كان يتطلع لدراسة الطيران أو هندسة الطيران،لكي يتغلب على الطيران الإسرائيلي،وكان يطمح أيضاً إلى دراسة المحاماة والقانون الدولي،لكي يكون قريباًً من هموم أمته ويتمكن من الوصول إلى منابع المعرفة اللازمة التي تمكنه من الدفاع عنها.
لقد كان صدقي المقت طالباً نجيباً ومتفوقاً،وحظي بمقعدٌ من بين المقاعد الخمسة الأوائل،وأحرز علامة كاملة في مادة الرياضيات في التوجيهي،بسبب هذا النبوغ العلمي المبكر الذي كان واضحاً على شخصية الطالب صدقي فإنه حاول توظيف مهاراته وحتى أحلامه كما هو واضح من خلال تطلعاته الدراسية،التي ربطها بهموم الأمة،فقد تمكن صدقي المقت من تصنيع بارودة وأستعملها فعلياً في مقاومة الإحتلال،وأصيب ذات يوم بشظية منها،في سبابة يده اليسرى،ولازمته آلام ذاك الجُرح سنوات طويلة من سنين أسره الأوُل،إلى أن شفاه الله منها تماماً.
قبل وبعد الحكم عليه بالسجن لمدة 27 عاماً، أنكب صدقي على دراسة الكتب واللغات، وإعداد برامج تطوير الذات وتمكينها من الإلمام بمنابع العلم والمعرفة الإنسانية،وممارسة الرياضة،وتصميم المجسمات الفنية وتصنيعها،وقد ساعده كل ذلك بإن يتحول وخلال وقت قصير إلى أحد أعلام الحركة الوطنية الأسيرة،فانتقل إلى العمل التنظيمي والإعتقالي،فكان ممثلاً للساحة السورية في مختلف الهيئات القيادية الإعتقالية، وحظي الأسير المقت بإحترام وتقدير كافة أوساط ومستويات العمل الإعتقالي،وتمتع بعلاقات إجتماعية وإنسانية واسعة النطاق تحول معها إلى شخصية إعتقالية رزينة ومرموقة على مدار سني إعتقاله.
وكان الأسير المقت أحد أهم قادة الحركة الوطنية الأسيرة،ومن صانعي قراراتها بالمواجهة والتصدي لتعسف السجان الإسرائيلي،وفي العام 2004م، يقول الأسير المقت " كنت في سجن بئر السبع،وقرر الأسرى هناك خوض غمار معركة من معارك الإضراب عن الطعام إلا إن إدارة السجون قررت فك ذاك الإضراب بالقوة ،فإستقدمت إلى السجن وحدة القمع المعروفة من مديرية السجون العامة،فقاموا بإخراج الأسرى من غرفهم سيراً بين سربين متقابلين من الجنود،ليقوم هؤلاء الجلادون بالإنهيال بالضرب بالعصي على رؤوس الأسرى،مما أدى إلى فك العديد من الأسرى لإضرابهم،لكن الأسير المقت كان الأسير الأخير الذي فك إضرابه عن الطعام".
بسبب هذا الدور تعرض صدقي في غير مرة لعقوبة العزل الإنفرادي داخل سجون الإحتلال،تجاوزت العشر مرات،من أهمها وأبرزها،تلك التي كانت بسبب كتابته ذات يوم مقالاً نشره في الصحافة المحلية،يدعم فيه حق المقاومة في الدفاع عن ترابها الوطني والتصدي للغزاة، وكانت مدة هذا العزل عاماً كاملاً قابلاً للتجديد،في سجن بئر السبع في العام 2007م،وقد وصل الأمر بالمخابرات الإسرائيلية إلى درجة الطلب منه أن يتخلى عن المقال المذكور ويتبرأ منه لكي يخرج من عزله،فرفض بطبيعة الحال.
لقد منحت شخصية ودور صدقي المقت للبعد العربي والقومي داخل السجون المعنى الذي يستحق،وأثبت بأن دور الأسرى العرب داخل السجون هو المتمم لما بدؤوه قبل دخولهم الأسر بسنوات، لقد أسّس هذا الأداء لإندماج عربي كلي وكامل في الهم الفلسطيني والوجع القومي المشترك،لقد كان من نتائج هذه المشاركة الفعالة للأسرى العرب في صياغة تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة،أثراً هاماً وجد إنعكاسه في إتساع نطاق المشاركة العربية في ردف وإسناد الأسرى،وتحرير الأسرى.
يقول صدقي المقت متابعاً،" إن نجاح الأسرى العرب في الإنخراط في كافة فعاليات ومعارك الحركة الأسيرة لم يسهم في كسر واحدة من مخططات إدارة السجون التميزية بين الأسرى داخل السجون فحسب،بل و وفرت فرصة فريدة للأسرى العرب للخروج بكامل حسنات وميزات تجربة الأسر بحد ذاتها، كتطوير شخصيتهم وتعميق وعيها ومعرفتها العلمية والإنسانية بكل القضايا المحيطة بهم والمتصلة بمصير أمتهم،وتصليب عودهم النضالي الذي أشتد وأستوى على سوقه.
بسبب ذلك صمدنا وتحدينا القيد والسجان ونجحنا في كل إمتحان تقدمنا له أو أجبرتنا الظروف على التصدي له،فخضنا معارك الإضراب عن الطعام،وكان شعورنا خلاله كأننا نأكل يومياً وجبات عزةٌ وصمود وإنتصار،وواجهنا ضربات الغاز المسيل للدموع داخل الغرف،فإمتصتها أجسادنا وأنفاسنا كأنها نسمة عابرة،بسبب ذلك لم تهتز لنا قصبة ولم يلين لنا عود،ولهذا واجهت بصبر كبير كل عمليات تبادل الأسرى التي لم يكن لي نصيباً فيها للتحرر من الأسر - ومن الجدير بالذكر إن سلطات الإحتلال شطبت أسمه أربع مرات من قوائم صفقات تبادل الأسرى التي جرت بين فصائل المقاومة وإسرائيل - وتقبلت عدم الفوز بالفرصة كما لو إن الفرصة كانت لي، لماذا ؟ لأن إخوة ورفاق لنا فازوا بها،فكان الأمر بالنسبة لي كأن بعضاً مني قد تحرر من الأسر.
في داخل الأسر يتابع صدقي المقت حديثه قائلاً " كان لدي معيار أقيس به حالة تقدمنا من عدمها في مشوار الصبر والإنتصار،فمثلاً عندما كانت إدارة المعتقل تمنع عنا دخول الكتب، كنت أدرك بإن هذا العدو عجز عن مجاراة تفوقنا الإنساني والحضاري عليه،رغم تمكنه من أجسادنا وأيدينا وتثبيتنا بالقيود في غرف مُظلمة،لكنه يخاف من الكتاب في أيدينا كما لو إنه بندقيه،لأنه على يقين بإن الورقة والقلم والكتاب هُم كشاف طريقنا الماضون فيه بإصرار وعناد،أما لماذا الإصرار،فلأننا نقرأ ونحن في الأسر ليس إلا.
وعندما كانت إدارة السجن تقوم بعزلنا في داخل السجن ،كنت أدرك بإن هذا العدو قد ضاق ذرعاً بحريتنا المُكلبة،فهو لا يطيقها وهي بهذه الحالة،وكم تمنى غير مدير سجن وسجن وسجان وسجان وجلاد وجلاد أن يصحو صبيحة ذات يوم من نومهم ويجدوا الأسرى قد إبتلعتهم جُدران الزنازين،بسبب ذلك وغيره كانوا في كل يوم يطلون علينا بأوامرهم وقراراتهم التافهة كإرتداء الزي البرتقالي،والحرمان من الزيارة وغير ذلك من أشكال وضروب المعاملة الفظة والقاسية،التي يعتقدون بإنها كفيلة بأن تزرع في أجسادنا وأرواحنا الأوجاع والأمراض والعلل.
لكن كل هذه المسلكيات البربرية كنت أرى بأنها تعمق من أزمة العدو الأخلاقية والقيمية،لأنها تعبر عن إنسداد الأفق لديه ونفاذ خياراته في قبول الآخر ومنحه ما يستحق من حقوق،أما اليوم وأنا في هذا المكان المرتفع من أرض الله،في الجولان،حيث تحيط بنا التلال والهضاب من كل جانب،وحيث تفضل النسور أن تضع بيض صغارها،ليطلوا على الوجود من مكانهم المرتفع،أدرك من جديد بإن تزامن يوم ميلادي 17/4/1967م،مع ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا،وتزامنه مع يوم الأسير الفلسطيني،لم يكن أبداً أمراً من فعل الصدف،ولعلي أرى بينهما خيطاً رفيعاً يشكل قاعدة صالحة لي ولأبنائي ولذريتهم من بعدهم بمواصلة مشوار كنس المحتل من الديار.
عميد الأسرى العرب داخل السجون الإسرائيلية:
ويُمنح هذا اللقب الفخري للأسير الأقدم وجوداً في الأسر من بين الأسرى،وقد سبق أن تسلم هذه الراية الأسير المحرر سمير القنطار الذي تحرر من الأسر في تموز 2008م،وبعد سمير تسلمها الأسير بشر المقت،الذي سلمها من بعده لشقيقه صدقي.
وبخروج صدقي المقت من الأسر يكون أعضاء هذه الفرقة المقاتلة أصبحوا جميعاً خارج الأسر،أحياءً وشهداء،حيث تم الإفراج عن هايل أبو زيد في السابع من تموز 2004م،وذلك بعد تدهور حالته الصحية بسبب إصابته بسرطان الدم داخل الأسر،حينما قررت اللجنة الطبية التابعة لمصلحة السجون الإفراج عنه نظراً لخطورة وضعه الصحي وإصابته بمرض (اللوكيما) سرطان الدم،ليمضى بعدها ستة شهور فقط متنقلاً ما بين بيته في هضبة الجولان و مستشفى (رمبام) في مدينة حيفا لتلقي العلاج إلى أن أستشهد بتاريخ 6/7/2005 .
وفي أوائل تموز 2008 أفرجت سلطات الإحتلال عن الأسير (سيطان الولي) بعد قضائه ثلاثة وعشرين عاماً في السجون الإسرائيلية نظراً لتدهور وضعه الصحي أيضاً وإصابته بالسرطان،وفور تحرره توجه للمستشفيات للعلاج،ولكنه أستشهد بتاريخ 24/4/2011 .
وفي الخامس عشر من تشرين أول / 2009 أفرجت سلطات الإحتلال عن الأسيرين (بشر وعاصم) قبل إنتهاء مدة محكوميتهما،ضمن الإتفاق الشهير ما بين حركة حماس وسلطات الإحتلال وبوساطة مصرية ضمن ما عُرف بـصفقة شريط الفيديو الخاص بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط .