خبير استراتيجي في شؤون القدس يتهم اسرائيل بتنفيذ سياسة تطهير عرقي ويحذر من مخاطر الحفريات تحت الاقصى
نشر بتاريخ: 03/02/2007 ( آخر تحديث: 03/02/2007 الساعة: 13:30 )
رام الله- معا- حذر خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية من عملية تطهير عرقي تنفذها سلطات الاحتلال بحق 24 الف فلسطيني في البلدة القديمة من القدس، مضيفا ان اسرائيل اقامت ما يعرف بالحي اليهودي في المدينة وهو عبارة عن سبعين بؤرة في داخل الحي الاسلامي والمسيحي.
جاءت أقوال التفكجي خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله اليوم, تناول أوضاع المدينة المقدسة والمخاطر التي تحدق بها في ظل ما تنفذه اسرائيل من مشاريع استيطانية وتهويدية خطيرة ضد المدينة.
وقال التفكجي إن المتتبع للسياسة الاسرائيلية في مدينة القدس يجد انها وصلت الى الخطوات الأخيرة في تهويد المدينة، اذ تعمل هذه السياسة على عدة أصعدة أولها: الصعيد الديمغرافي الذي يقضي بتقليل عدد السكان الفلسطينيين في المدينة لتشكيل اغلبية يهودية في النهاية وصولا الى عام 2040، بحيث يشكل عدد اليهود 88% من سكان القدس ويشكل العرب النسة المتبقية الا وهي 12% فقط.
واضاف التفكجي ان الصعيد الآخر هو الانفاق والجسور التي تسعى الدولة العبرية لبنائها، فاسرائيل تسعى لاقامة تواصل جغرافي في القدس الغربية يمتد الى حائط البراق عن طريق فتح نفق بين باب المغاربة الى الحائط وهذا النفق الذي سيفتتح غدا، ناهيك عن وجود الانفاق التي اكتشفت منذ عام 1996، التي تسعى من خلالها اسرائيل الى اقامة ما يمكن تسميته مدينة تحت الحرم القدسي الشريف لاقامة هيكلها المزعوم، اذ تقوم بتنفيذ حفريات من كل الاتجاهات والجوانب المحيطة بالقدس والحرم الشريف.
وقال التفكجي انه لم يبق من حارة المغاربة الا قوس صغير يصل باب المغاربة ببقايا الحارة، مشيراً الى أن الهدف من كل هذه العمليات هو التوصل الى الهيكل المزعوم الذي يقول عنه التفكجي انه ولغاية الآن لم تظهر دلائل تشير على وجوده، مضيفا ان الجانب الاسرائيلي لا زال يواصل عمليات الهدم وهو يريد هدم ما تبقى من الطريق الواصل بين باب المغاربة والحرم الشريف.
وانتقد التفكجي ما وصفه بالتقاعس الفلسطيني والعربي والاسلامي "اذ خلا الخطاب السياسي الفلسطيني مؤخرا من ذكر مدينة القدس والتفتت كل الاطراف الفلسطينية لأمور تافهة وتركت العاصمة للتهويد بحيث اصبح فلسطينيو القدس يتساءلون من نحن، ناهيك عن خلو القدس من المرجعيات السياسية، بالاضافة الى تجاهل تقديم الدعم لسكان القدس, بينما تصرف المليارات لتهويدها من الجانب الاسرائيلي".
واضاف "اننا نتحدث في كل المناسبات عن المخاطر التي تحدق بالقدس ولكننا نواجه مشكلتين اما تجاهل واما وعود بلا تنفيذ".
وقال التفكجي إن رئيس الوزراء الاسرائيلي استبدل خطة الانطواء بخطة جديدة تقوم على اساس اقامة دولتين في دولة وهذه هي الدولة الفلسطينية المقبلة بحيث تكون هناك جسور وطرق للاسرائيليين واخرى للفلسطينيين مع افراغ القدس من مواطنيها العرب.
وتساءل التفكجي غداً ستكون مظاهرة ضد افتتاح النفق الجديد ولكن ماذا بعد؟، هل سنتظاهر ليوم واحد ومن ثم ننسى الموضوع؟.