الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحيفة امريكية تكشف كيف دمرت اسرائيل الموقع النووي السوري

نشر بتاريخ: 10/09/2012 ( آخر تحديث: 11/09/2012 الساعة: 08:57 )
بيت لحم- معا - كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم الاثنين كيف قامت اسرائيل بتدمير الموقع النووي السوري القريب من مدينة دير الزور عام 2007.

وقد استندت الصحيفة لما نشرته اليوم على مجموعة تحقيقات سبق وأجريت، وقام ديفيد مكوفيسكي "يهودي أمريكي" والذي عاش في اسرائيل وعمل في صحيفة "هأرتس" بالربط بين هذه التحقيقات ووصل الى نتائج تم نشرها في الصحيفة اليوم.

عام 2006 وصلت أولى المعلومات عن الموقع النووي السوري القريب من مدينة دير الزور الواقعة شمال سوريا وقريبة من الحدود العراقية التركية، وقد استغل جهاز "الموساد" الاسرائيلي مشاركة ابراهيم عثمان رئيس وكالة الطاقة الذرية السورية في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، حيث هبطت مجموعة من عناصر "الموساد" يوم 7 اذار عام 2007 على البيت الذي يقيم فيه العاصمة النمساوية فيينا، واستطاعوا الدخول لجهاز الحاسوب الشخصي له دون أن يتركوا أي أثر على دخولهم حتى البيت، واستطاعوا أخذ الصور الاولى للموقع النووي من حاسوبه والذي تبين بعد الفحص لدى خبراء الجهاز، أنه موقع نووي يشبه المفاعلات النووية الكورية الشمالية من ناحية التصميم الداخلي والخارجي.

على ضوء ذلك أجتمع رئيس جهاز "الموساد" وقتها مائير دغان مع رئيس الحكومة الاسرائيلية في تلك الفترة أيهود اولمرت، ووضعه في صورة قيام سوريا بمشروع نووي وفقا لما قدمه من صور، وعلى الفور قام اولمرت بدعوة الحكومة المصغرة "منتدى السباعية" وعرض عليهم الموضوع وطالبهم بالسرية المطلقة.

لم يمر وقت طويل ودعا اولمرت لاجتماع شارك فيه وزراء "الكابينيت" مع رؤساء الاجهزة الامنية "الموساد، الاستخبارات، الشاباك، الجيش" ، وبحث معهم الموضوع تحت قسم بعدم تسريب شيئا مما يدور في الاجتماع، وقد سبق ذلك بمشاورات مهمة ممن وصفهم التقرير أصحاب الخبرة "بيرس، نتنياهو، ايهود باراك" وقد خلص الاجتماع وكذلك المشاورات بضرورة التحرك السريع من اسرائيل ووقف هذا المشروع.

وبدأت اسرائيل تتحرك فورا والمحطة الاولى كانت الحليف الاول الولايات المتحدة، حيث قام وزير الجيش الاسرائيلي عمير بيرتس بطرح الموضوع على نظيره الامريكي، ومن ثم انتقل الموضوع الى الرئيس الامريكي جورج بوش من خلال زيارة رئيس "الموساد" دغان للولايات المتحدة.

هذه المعلومات بدأ الرئيس الامريكي ببحثها بشكل معمق وعقد الاجتماعات مع رؤساء الاجهزة الامنية، وتوصل الى نتيجة بأن هذه المعلومات بناء على فحص أمريكي لا تستدعي تدخلا امريكيا مباشرا بتدمير هذا الموقع، وهذا ما لم تقبله اسرائيل التي طلبت بشكل مباشر من أمريكا التدخل العسكري المباشر وتدمير الموقع، هذا الموقف استدعى اجتماع أخر من قبل بوش لمزيد من البحث، وخلص لنفس النتيجة بأنه لا يستطيع التحرك العسكري، وقام باتصال هاتفي مع اولمرت ليطرح عليه طرح الموضوع على الكونغرس لنقاشه وبحثه، رفض اولمرت هذا الموقف وأتفق معه على بقاء الموضوع طي الكتمان خوفا من تسريبه لوسائل الاعلام من قبل مسؤولين في الادارة الامريكية، وهنا جرى اتفاق ضمني بين اولمرت وبوش خاصة ان الاخير فهم أن اسرائيل سوف تتحرك، حيث لم يطلب اولمرت ضوء أخضر للتحرك العسكري ولم يضع بوش خط أحمر، ما فهمه اولمرت موافقة ضمنية على التحرك العسكري الاسرائيلي.

قامت اسرائيل يوم 1 أيلول عام 2007 بوضع الولايات المتحدة في الخطة التي اصبحت جاهزة للتنفيذ، وبنفس الوقت تم وضع "الكابينيت" في صورة الموقف دون أن يذكر رئيس "الموساد" الموعد المتفق عليه للتنفيذ "5 أيلول"، وفي منتصف الليل تحركت 4 طائرات "F16" وأربع طائرات "F15" من المطارات العسكرية الاسرائيلية أحداها شمال اسرائيل، وحلقت الطائرات بأتجاة الشمال على شواطئ البحر الابيض ومن ثم اتجهت شرقا نحو سوريا، وقد حلقت قريبا من الشواطئ التركية واستخدمت أجهزة الكترونية متطورة حتى لا تستطيع أجهزة الرادار السورية كشفها.

كان رئيس الوزراء اولمرت وباراك وتسيفي ليفني يتابعون تنفيذ العملية من الغرفة المحصنة في مقر "هيئة الاركان" للجيش الاسرائيلي في مدينة تل أبيب، وما بين الساعة 12,40 و الساعة 12,53 نفذت العملية "اريزونا" والقي على الموقع 17 طن من المتفجرات التي دمرته وفق تقديرات مقتل ما بين 10 الى 35 عامل في الموقع.

بعد دقائق معدودة من تدمير الموقع النووي السوري في دير الزور أتصل اولمرت هاتفيا على الرئيس الامريكي جورج بوش الذي كان في زيارة لاستراليا وقال له "اتصل عليك كي أقول لك، أن ما كان موجودا لم يعد قائما، وان الامر تم بنجاح كامل".
|188582|