بيت القدس تختتم ورشة "العلاقات الفلسطينية المصرية .. تاريخ مشترك"
نشر بتاريخ: 10/09/2012 ( آخر تحديث: 10/09/2012 الساعة: 15:51 )
غزة -معا- اختتمت بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية ، ورشة عمل بعنوان " العلاقات الفلسطينية المصرية .. تاريخ مشترك ...ومتغيرات المستقبل " التي عقدت في فندق الكوميدور بغزة، بحضور الوفد المصري والتي تناولت عمق العلاقات المصرية الفلسطينية .
وافتتح عبد الحميد ابو النصر رئيس مجلس بيت القدس الورشة بتقديم عرض حول العلاقات التاريخية التي تمتد إلى آلاف السنين ، وشهدت عليها مخطوطات تل العمارنة 1400 ق.م، نقوش معبد الكرنك ذكرت 119 مدينة كنعانية ، كدلالة على عمق العلاقة التاريخية ، إضافة إلى المكتشفات الأثرية في منطقة تل عجول وهي عبارة عن توابيت ذات طابع فرعوني والتي تم سرقتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 ، وذكر ان الطريق الواصل بين القنطرة ودير البلح كان تسمى بممر حورس، وارض كنعان كان يطلق عليها اسم حارو في الكتابات الهيروغليفية ، وتطورت العلاقات المصرية الفلسطينية بدخول المسيحية، حيث دان أقباط مصر بهذه الديانة بعد خروج سيدنا المسيح عليه السلام إلى مصر ، وتشكلت الكنيسة المصرية ، وكنيسة الإسكندرية ، والتي شارك بطاركتها في بناء كنيسة القيامة في القدس، ومازال الأقباط يعيشون في القدس الشريف ولهم أملاك ، منها دير السلطان وكنيسة مار يوحنا ، ومار جرجس ، وكنيسة الأربع حيوانات، وأديرة ، وخانات ، شاهدة على عمق هذه العلاقات التاريخية . ثم تطورت العلاقات بعد الفتح الإسلامي والعهدة العمرية ، ووصولا إلى التاريخ المعاصر ، وكانت مصر في موقف الممانعة من تقسيم فلسطين خاصة عام 1936 بقيادة مكرم عبيد ، وأيضا موقف عزام امين جامعة الدول العربية فيما بعد ، مرورا بحرب عام 1948 حيث حاربت القوات المصرية على ارض فلسطين ، وتشكيل حكومة فلسطين في القاهرة ، ثم صد العدوان الثلاثي ، ونكسة 1967 ، وانتصار أكتوبر عام 1973 والتي شاركت فيها القوات العربية بما فيها الفلسطينيين ، واختلطت الدماء دفاعا عن التراب العربي .
وعرض رئيس الوفد المصري هشام عبد الرؤوف للحضور طبيعة هذه الزيارة والتي تأتي في إطار المساهمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني ، وائتلاف الجبهة العربية الذي يجمع القوى المصرية ، وعرف بالوفد المكون من عصام عساف ( مصر القوية ) ، وعمر صبحي ( حزب الوسط ) ، فتحية محمد ( الحزب التحالف الشعبي ) ، أمل فرج ( الجبهة العربية ) ، حمدي محرم ( لبيك يا اقصى ) ، امال الخزامي ( حزب التحالف الشعبي ) ، اميرة الشهاوي ( لجنة القدس – الأطباء العرب ) ، هاني طلبة ( لبيك يا أقصى ) ، ريهام رافع ( لجنة القدس - الأطباء العرب ) وهم ممثلي التيارات والقوى المصرية واكاديمين ومثقفين . وقدم شكره على استقبال أهل غزة لهم وعبر عن سعادته الشديدة لتحقيق الحلم بزيارة الأراضي الفلسطينية ، وأكد العمل على فك العزلة وتخفيف الحصار خاصة في ظل المتغيرات في المنطقة .
فيما استعرض الكاتب توفيق أبو شومر الماضي القريب والمتمثل بوجود سكك حديد تربط مصر بفلسطين في ستينات القرن الماضي ، ودعم التعليم الفلسطيني واستقبال الطلبة في المعاهد والجامعات المصرية والذين كانوا يعاملوا معاملة المصريين ، وأكد على وجود روابط مشتركة حضارية وإنسانية بين الشعبين ولا يمكن تجاوزها ، وذكر ان هناك محاولات إسرائيلية لتعكير صفو هذه العلاقة ، والتي تعد اخوية لا يفصلها الا موانع الحدود التي فرضها تقسيم سايس - بيكو.
أما د. محمود ابو زعيتر ذكّر بالعلاقة المصرية في عهد الملك تحتمس ، والذي اتخذ من غزة مقرا له ولقواته في دخول بلاد الشام ، وتوطدت هذه العلاقات خلال الأسرة الثانية عشر المصرية وتراوحت بين علاقات تجارية وحكم إداري وسياسي . وقدم رؤية لكيفية آليات التعاون في المستقبل نحو التعاون الاكاديمي وضرورة نشر المنهج الفلسطيني والتوعية بتاريخه في مصر ، خاصة مع محاولات الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية .
وأكدت أمال الخزامي نائب رئيس الوفد المصري ان هناك ورشات عمل تعقد بشكل أسبوعي برئاسة المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين حول أهم الدراسات العربية وتناقش النقد ووضع ملخصات لهذه الكتب، ونقوم بالتوعية حول القضية الفلسطينية وأسس دعم البحوث العلمية في هذا الإطار ، ودعت الطلاب الفلسطينيين للمشاركة فيها .
وفي مداخلة طلبة فلسطين بمصر قدم حسام ابو جزر منسق اللجنة الاجتماعية في طلبة فلسطين بمصر، عرض أهم المشاكل والمعيقات التي يتعرضوا لها ، ومنها موضوع الإقامات، والمعابر ، مما يؤثر على مسيرتهم التعليمية ، وان هناك مشاكل يجب معالجتها ، وطالب الرئيس المصري معاملة الطالب الفلسطيني كالمصري أسوة بقراره الأخير حول طلاب سوريا ، وأكد ان حملة التواصل الاجتماعي متواصلة في مصر وشملت زيارة مؤسسات وجامعات مصرية وستستمر في المستقبل . كما أكد أ.حامد اصرف ممثل عن طلبة فلسطين بالقاهرة ضرورة دعم المصالحة الوطنية برعاية مصرية وتستكمل مسيرتها في ذلك .
وشكر ثائر العويني الوفد على لفتته الكريمة في كسر الحصار عن غزة ، ودعا إلى تكاتف الجهود المصرية الفلسطينية ، فيما دعا أ.اياد الكحلوت إلى فك كل الموانع التي كانت مفروضة سابقا خاصة بعد ثورة 25 يناير ، وطلب التنسيق المشترك بين طلبة فلسطين في مصر واتحاد طلاب مصر مما يعزز العمل الطلابي والثقافي والأكاديمي .
وأكد الوفد المصري انه سيقوم برفع كافة التوصيات للقيادة المصرية حول الصورة الكاملة بعد جولات معمقة في غزة وعن كافة القضايا التي طرحت ، مما يعزز دور الجبهة العربية وان الجهود مستمرة وسيتم تطويرها وأكد ان المستقبل لفلسطين سيكون أفضل بكثير مما كان عليه . وفي الختام شكر عبد الحميد ابو النصر الوفد المصري والحضور ودعا إلى تشكيل ورشة عمل متواصلة بين مصر وفلسطين لمناقشة كافة القضايا ورفعها للجهات المختصة ، كما أثنى على دور جمعية أساتذة الجامعات الفلسطينية ، الكبير في استقبال وضيافة الوفد المصري خلال فترة إقامته في غزة .