كيف يذهب الرئيس للهند والشعب جائع !! عماد الدين اديب واستقالة الرئيس
نشر بتاريخ: 11/09/2012 ( آخر تحديث: 11/09/2012 الساعة: 10:36 )
بيت لحم - تقرير اسرة التحرير معا - اعرب أكثر من مسؤول ومواطن عن استغاربه من نية الرئيس ابو مازن زيارة الهند في الوقت الذي تجتاح الاضرابات مدن الضفة !!! ولكن من تابع تاريخ عرفات يعرف الاجابة فورا ، فهكذا هم العرفاتيون ، يرون الامور بطريقة مختلفة ، طريقة عرفاتية بحتة ، وفيما يفكر الناس باجابات فورية يخططون هم لمعركة قادمة ، وقد كان عرفات يترك رام الله في ذروة الاحداث ويزور الصين او فيتنام او لاوس ما يجعل رابين يفقد صوابه ويدفع شارون الى تهديده والقول له : يا رجل عد الى هنا نريد منك اجابة فورية . لكنه كان لا يأبه ويغادر للتشاور مع الدول البعيدة او الصديقة .
الاعلامي المصري المعروف عماد الدين اديب كتب اليوم في الشرق الاوسط يقول : ابو مازن الجميع تخلى عنه ويبيعونه يوميا..وفي مقالة تحمل عنوان :استقالة أبو مازن؟ مع علامة سؤال قال ان الرجل يضع استقالته في جيبه وينتظر اللحظة المناسبة .
ولا يخفي الكثيرون عدم اعجابهم بطريقة اداء الرئيس في المؤتمر الصحافي الاخير وانه غضب في اول المؤتمر ثم مال الى المزاح والملح مع الصحافيين في نهاية المؤتمر ، وقال البعض هل يعقل ان الرئيس يلقي النكات فيما الشعب غاضب ؟؟
والحقيقة ان المقربين جدا من الرئيس عباس نقلوا عنه انه يتابع ادق تفاصيل ما يحدث وهو يرى ان الجميع بات يطمع في منظمة التحرير ، وان السلطة لم تعد مستهدفة ، ولا الحكومة ولا سلام فياض ولا هو شخصيا ، وانما ان العالم كله ادرك في مؤتمر عدم الانحياز ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعيب الفلسطيني وانها هي من يمثل 12 مليون فلسطيني في ارجاء العالم وليس سلام فياض او اسماعيل هنية ولا حتى هو شخصيا ، وانما منظمة التحرير بذاتها ولذلك ترى الجميع يريد الان الانقضاض عليها بدء من امريكا وصولا الى اسرائيل وحتى الخصوم الداخليين وان طرح البعض لموضوع صندوق الاستثمار واموال المنظمة وضمّها الى خزينة السلطة انما هي افكار غير بريئة ابدا وترمي الى خلط الامور ببعضها البعض وصولا الى تمييع مكانة المنظمة او استهدافها بمقالات سوقية او ساخرة احيانا لتجريدها من مضمونها الثوري .
وعودة الى عماد الدين اديب يقول : استقالة أبو مازن في جيبه، وفي يقيني، وبمعرفتي بالرجل هو يكاد يقدمها لولا شعوره بالمسؤولية وخوفه من ترك الساحة السياسية لفراغ عظيم، وصدامات سياسية بين الفصائل قد تصل إلى مرحلة الحرب الأهلية. الجميع يبيعون يوميا أبو مازن؛ الأميركان الذين وعدوه بان جائزة الاعتدال هي تسوية لدولة فلسطينية، والعرب الذين وعدوه بمساعدات مالية معظمها لم يصل، وانصاره في فتح الذين تآمروا عليه جهارا نهارا، والمفاوض الإسرائيلي الذي وعد بتقدم جزئي على مراحل. الأميركان لم يعطوه شيئا، كذلك العرب، وكذلك إسرائيل، ومعظم العرب لم يدفعوا تعهداتهم المالية التي صدرت عنها قرارات علنية في قمم عربية.
ويضيف اديب ( إيران تلعب مع حماس، واسماعيل هنية ما زال مصرا على انه رئيس وزراء، وخالد مشعل يعيش في منافٍ عربية ما بين الدوحة وعمان بعدما فقد قاعدته الأساسية في دمشق. كل شيء يتحرك ضد أبو مازن الذي اختار الاعتدال والواقعية والحفاظ على الخط الفتحاوي الوطني. الآن يجني أبو مازن عدة عقوبات متتالية من كافة الأطراف ) .
ويضيف ( واشنطن تعاقبه لانه ذهب إلى اليونسكو مطالبا بعضوية كاملة، وتل أبيب تعاقبه لانه ذهب إلى الجمعية العامة مطالبا بحق المعاملة كدولة مستقلة، وإيران تعاقبه لانه لم يدافع عن المشروع الإيراني النووي، ودمشق تعاقبه لانه دافع عن حقوق الفلسطينيين في المخيمات، وحزب الله يعاقبه لانه يرفض استخدام فلسطينيي مخيمات لبنان في اللعبة الداخلية اللبنانية ).
والقول لعماد الدين اديب : "الجميع يتخلى عن أبو مازن، ثم ينتقلون من بعد التخلي إلى العقوبات المؤلمة للإجهاز على الرجل ثم النظام والافكار السياسية التي يمثلها. ويتم الآن التجهيز لما يعرف بربيع فلسطيني بدعم من حماس لانهاء نظام السلطة المتهم بالتخاذل والفساد والديكتاتورية من قبل جماعة حماس. وجاء في بيانات حماس الأخيرة وصف أبو مازن «بالديكتاتور» وتم وصف خطابه الأخير بانه «فتنة سياسية»، وتم التشديد على ضرورة رحيله عن الحكم. وفي يقيني، أبو مازن زهق، وأصابته حالة من «القرف السياسي» وخيبة الأمل الإنسانية في كافة أطراف اللعبة السياسية وفي الدائرة المحيطة به".
ويختم بالقول : هل يفعلها أبو مازن ويحزم حقائبه أم يستجيب لنداء انصاره في السلطة ويبقى حتى الرصاصة الأخيرة؟