أبودية: الوطني مر في ثلاث مراحل
نشر بتاريخ: 12/09/2012 ( آخر تحديث: 12/09/2012 الساعة: 15:18 )
رام الله- معا- بسام ابو عرة- طالب به المتابعون والمحللون السلويون لقيادة المنتخب الوطني بعد أداء موسم رائع وناجح مع ناديه بيرزيت لوجود عنده فكرا سلويا ناضجا نابعا من دراسة وخبرة في مجال اللعبة، كان بعيدا عن صنع القرار في المنتخب الوطني فترة زمنية ليست بالقصيرة ، لكن وبعد انقشاع الغيمة السوداء بينه وبين الاتحاد، اخذ فرصته العادلة في قيادة الوطني في بطولة غرب اسيا ، وحقق المستحيل من خلال الفوز المستحق على بطل اسيا والعرب المنتخب اللبناني وقدم منتخبنا تحت قيادته واشرافه مستوى عاليا هو الافضل لنا منذ شاركنا في البطولات الخارجية، فحفر اسمه بحروف من ذهب كأول مدرب فلسطيني يحقق نتائج ترفع الراس، وتجعل من منتخبنا مهاب الجانب بعدما كان مطية وجسرا لعبور المنتخبات الاخرى، انه المدرب معتز ابو دية الذي عاد بفريقه الى بر الامان في الدوري الماضي بعدما كاد الفريق الهبوط لدوري المظاليم، لغيابه عن أول ثلاث مباريات في بداية الدوري.
ومع عودته بدأت الإنتصارات تتحقق والفوز على فرق كبيرة ومرشحة للبطولة مثل بيت ساحور الذي كان أقرب فريق للقب الدوري، لولا خسارته مع بيرزيت التي خلطت أوراق الدوري وكذلك الفوز على السرية رابع الدوري وحطين كأحد فرق المقدمة، فابتعد النادي عن الخطر الذي كان يهدده بالهبوط وأخذ خطه البياني بالتصاعد وصولاً ببيرزيت للمركز الخامس على لائحة الترتيب، ما لفت أنظار الأسرة السلوية له كمدرب شاب لديه فكرا سلويا مميزا ترجمه مع المنتخب الوطني في بطولة غرب أسيا الأخيرة بالتعاون مع باقي الجهاز الفني للمنتخب والإتحاد الفلسطيني لكرة السلة، ولمزيد من التعرف على المدرب معتز ابو دية كان هذا الحوار.
* كيف تقيم مستوى منتخبنا السلوي في تصفيات غرب اسيا الاخيرة ؟
- مستوى المنتخب الوطني مر في ثلاث مراحل الأولى: ما قبل مباراة الإفتتاح أمام الأردن حيث تعرض المنتخب لهزة عنيفة تمثلت بمنع مشاركة اللاعبين عمر إكريم وجمال ابو شمالة والذي بني سستم ( خطط المنتخب ) عليهما لحساسية مركزيهما الأول كصانع ألعاب والثاني كشوتر( هداف ) يلعب في مركز رقم 3 وهو ريباوند ومدافع صلب ليدخل المنتخب مباراة الإفتتاح في حالة أقرب بأن توصف بالإنهيار خصوصاً مع النقص الحاصل في هذه المراكز التي يلعب بهما اللاعبان ، ولم يقدم المنتخب الأداء المأمول كما كان في التدريبات وكما كنا نتوقعه كجهاز فني ما أساء لللاعبين وعرضهم للإنتقادات حادة دون ذنب لهم حيث كانوا ضحية هذا المنع المفاجىء وقبل دقائق من الإفتتاح .
ثم وضعنا كجهاز فني خطة جديدة للمباريات الأربع المتبقية حيث كانت مباراة إيران المنتخب الاقوى أسيوياً التالية حيث قررنا كجهاز فني التضحية بها وإقتصاد الجهد لمباراة سوريا وفعلاً قدمنا مباراة قمة عبرت عن حقيقة المنتخب الوطني أمام سوريا ،وكانت بداية المرحلة الثالثة حيث ظهر الاداء الجماعي والمهارات الفردية للاعبين خصوصاً بعد عودة جمال أبو شمالة حيث كان منتخبنا متفوقا عند الدقيقة 36 حيث تدخل الحكم لصالح المنتخب السوري مانحاً له عدة أخطاء لم تكن صحيحة مع عدم توفيق للاعبينا في الدقائق الاخيرة لتعود الثقة للمنتخب الوطني وكانت نقطة الإنطلاق الحقيقية لمنتخبنا رغم الخسارة المؤلمة لما قدمه اللاعبين من مستوى رائع.
وتبدأ المرحلة الثالثة بالفوز على اليمن بفارق 25 نقطة وإشراك جميع اللاعبين ومن ثم التخطيط لمباراة لبنان الذي حسم لقب البطولة رغم معرفتنا بصعوبة المنافسة السلوية وحضر المنتخب اللبناني المباراة بدون فادي الخطيب وحضر منتخبنا بدون عمر إكريم ويحيى الخطيب وإياد عبدالله ويبقى لبنان منتخبا قويا لكن إصرار لاعبينا على الفوز وتمثيل فلسطين بافضل ما يمكن خصوصاً بعد الإنتكاسة التي حصلت في أول مباريات البطولة حيث صمموا على تغيير الصورة وهو ما حدث.
* ماذا بالنسبة للاعبينا المحترفين في الخارج وهل هم اضافة نوعية للوطني؟
نعم بكل تأكيد هم إضافة حقيقية للمنتخب فمن يشاهد جمال أبو شمالة بفنياته والإرتقاء الذي يتمتع به يتمناه في ناديه والكل يعرف نقولا فضايل بتصويباته الدقيقة وخبرته الميدانية فهو لاعب رائع ومتمكن وعمر إكريم اللاعب الواثق الخبير في القيادة داخل الملعب فهو مدرب داخل الملعب بفكره العالي والمهارة العالية في الدربل والتصويب والتفريغ لباقي اللاعبين من خلال تمريراته الحاسمة وأيضاً اللاعب المحلي بخبرة الإحتراف في الدوري الصيني والاردني سني السكاكيني الذي أعتبره من الافضل على الوطن العربي لما يمتلكه من مهارة (footwork ) تحت السلة والتصويب من المسافات المتوسطة وهدوئه داخل الملعب ويمتاز بلم الكرات والدفاع الممتاز لانه لاعب إرتكاز بمواصفات لاعب جناح في بعض الأحيان وهيكلية اللاعب سني تمكنه في المستقبل لأن يكون لاعب جناح مركز 3 ناجح، وكذلك ماهر قسيس واياد عبد الله ويحيى الخطيب فهم الافضل محليا.
* حدثنا عن مشاركتنا في البطولة بصفتك مدربا للوطني انذاك، وعن المستوى الفني للاعبين؟
في البداية انها تصفيات غاية في الصعوبة لوجود المنتخبات الثلاثة التي شاركت في كاس العالم الاخيرة من اصل ستة منتخبات مشاركة في البطولة فكان الهدف الفوز في مباراتين من الخمسة التي سنخوضها وكان المنطق يقول والهدف الأول هو المنتخب اليمني الحلقة الاضعف ومن ثم المنتخب السوري لان لبنان والأردن وإيران منتخبات بإمكانات الإحتراف وطول لاعبين وتجنيس اخرين ونحن في بداية الطريق فحققنا الهدف الاول والفوز على اليمن وعوضنا خسارتنا مع المنتخب السوري وهو الهدف الثاني بالفوز التاريخي على لبنان وهو مفاجئة كبيرة وهدفا لم يكن في الحسبان نشكر الله على هذا الفوز الذي كافىء به اللاعبين على تعبهم الذين تدربوا احد عشر تمرينا في خمسة أيام وتلتها خمس مباريات في 5 أيام في حالة لم تكن مسبوقة للاعب المحلي الفلسطيني في ظل نقص مراكز وخوفا من الإصابات جراء هذا المجهود فأعطى المنتخب صورة وأمل بتكوين منتخب قوي منافس في أي إستحقاق قادم إذا كان هناك تخطيط وإستمرارية على مدى الأربع سنوات القادمة، فبشهادة الكثير من النقاد العرب الذين حضروا مباريات المنتخب أكدوا انه يمتاز عن سابقيه من حيث التنظيم والإنسجام وأظهر شخصية وطريقة تخصه في الملعب رغم النقص الموجود وخاصة بعد الفوز التاريخي على لبنان ولن يكون تكرار الفوز على لبنان مرة أخرى صعبة كما يعتقد البعض بل بحن قادرون إذا توفرت لنا نفس إمكانيات المنتخب اللبناني.
* ماذا بالنسبة لمستقبل الوطني في الاستحقاقات القادمة ؟
هنالك وعود من القائمين على المنتخب والإتحاد الفلسطيني بالإستمرار مع هذا المنتخب وجهازه الفني وانا في خدمة الوطن في أي وقت والمنتخب بحاجة لدوري فعال قوي طويل مع مرحلة إقصائية في ختام مرحلة الذهاب والإياب لكي تحتك الفرق القوية مع بعضها لينتج الدوري لاعبين قادرين على المنافسة الخارجية وذلك مع الأندية المحلية التي تشارك عربياً وإقليمياً وتكسب الخبرة الدولية لصالح المنتخب الفلسطيني بالإضافة للمعسكرات الطويلة والقصيرة قبل فترة من أي مشاركة أو إستحقاق رسمي وذلك مع إستقرار للجهاز الفني وتثبيت التشكيلة التي ستمثل المنتخب.
* كيف كان الإندماج بين لاعبي المنتخب من الناحية الفنية والعلاقة فيما بينهم؟
العلاقة الطيبة بين اللاعبين المبنية على حب فلسطين ونكران الذات جعلت الإنسجام أسهل داخل الملعب وكان لبعض اللاعبين دورا بارزا في تهيئة الأجواء الأخوية والأسرية بين أعضاء المنتخب واخص بالذكر سني السكاكيني الذي كان يبادر بأفكاره لتعزيز روح الأخوية بين اللاعبين بالإضافة لوعي يحيى الخطيب ووائل تيم وإيهاب عقل وعزز ذلك قوة الإنتماء الذي أبداها اللاعب عمر إكريم لبلده فلسطين من خلال مقولته باعلى صوته إرفع صوتك أنت فلسطيني، وأشاد بهذه العلاقة الأسرية اللاعب وائل تيم حيث قال انه على الرغم من وجود الإداريين الذين قدموا مع اللاعبين من غزة والضفة والشتات إلا انه كانت المرجعية واحدة وهي المدرب الاول للمنتخب وكانت الراحة بادية على اللاعبين لما لمسوه من مساواة بين كافة اللاعبين وما يفصل بينهم الكفاءة والأداء داخل الملعب.
* هناك من يقول أن اللاعب المحلي غير قادر على تقديم شيء للمنتخبات وأن إتحاد السلة يعول على الطيورالمهاجرة هل تؤيد هذا الكلام؟
هذا الكلام غير صحيح والدلائل كثيرة ومن يقول ذلك لا يعرف شيئا عن السلة الفلسطينية، والدليل دور سليم السكاكيني في هذه البطولة حيث تالق وكان سببا رئيسيا بالفوز على لبنان بالإضافة للنجوم الباقين وكذلك إسلام عباس برز وشارك مع عيبال في العراق والأردن واثبت نفسه قبل أن يحترف في الأردن وعيسى كامل ومراد البكري ويحيى الخطيب الذي صعد بالوحدات للدرجة الممتازة وجميعهم تأسسوا هنا في فلسطين فاللاعب المحلي الاساس لان الطيور المهاجرة ليست متاحة للمنتخبات في كل الأوقات وها هو اللاعب إياد عبدالله رغم تقدمه في السن يعطي للمنتخب وماهر قسيس المدافع الصلب وموسى موسى واحمد ديب وإيهاب عقل ووائل تيم أثبتوا انهم قادرين على تمثيل الوطن وبنفس الوقت وفر الأجواء للاعب المحلي ليكون لاعبا محترفا بمسابقات فعالة ومشاركات مستمرة للمنتخبات المساندة لن تستعين باحد من الخارج.
* ما هي المعيقات التي واجهت المنتخب في مشاركتكم في بطولة غرب أسيا؟
ضيق الوقت بعد تجمع اللاعبين فخمسة أيام غير كافية لتجانس كافة لاعبي المنتخب كذلك نقص اللاعبين في بعض المراكز ومنع عمر إكريم وجمال ابو شمالة من المشاركة سبب لنا مشاكل و إعتذار العديد من اللاعبين بسبب ظروف عملهم مثل أحمد ياسر وأسامة أبو جابر وعادل متى وشادي التكروري وحنا سهواني وسري عامر وعدم إنضمام لاعبينا من سوريا للمنتخب كانت كلها ظروفا ضد المنتخب.
* أهم مكاسب هذه المشاركة؟
مكاسب بطولة غرب أسيا تكمن في إكتشاف نواة منتخب قوي منافس وهذا يضع ثقلا ومسؤولية على من يقود السلة الفلسطينية في المرحلة القادمة وإيمان اللاعبين الفلسطينيين بقدرتهم على المنافسة والثقة التي كانت موجودة بين اللاعبين والجهاز الفني وبالأخص وجود الخبير الاردني سمير مرقص حيث عكس الجهاز الفني إنسجاما كبيرا حيث كنت سعيداً بالمساندة الذي أبداها سمير مرقص وأقر اللاعبون بأن هذه المرة الاولى التي يلعب فيها المنتخب على " سستم" بأدق التفاصيل حيث أشاد الخبير مرقص بمستوى المدرب المحلي الفلسطيني وذلك أمام أعضاء الإتحاد .
* كيف كانت ردة الفعل من قبل المدربين المحليين واللاعبين الذين لم يشاركوا؟
كانت ردة فعل رائعة من اللاعبين الذين لم يشاركوا بهذا الإستحقاق وابدوا إستعدادهم لتلبية نداء الوطن في أي وقت يطلب منهم طالما ان الأمور أصبحت بهذا الشكل المنظم بقيادة جهاز فني متكامل وبارك لي المدرب عمار نوفل هذا الإنجاز وطالبني بالإستمرار وكذالك الحال من قبل المدرب ماهر مطر والمدرب نادر عليان الذين فرحوا كثيراً بهذه النتائج غير المسبوقة متمنين لي الإستمرار مع المنتخب.
* ماذا بالنسبة لانتخابات اتحاد كرة السلة ، وهل الالية القديمة مناسبة ام على الهيئة العامة التصويت اولا على آلية جديدة للانتخابات؟
الانتخابات القادمة بحاجة للتغيير والالية القديمة بحاجة للتغيير لكي تفرز ما هو مفيد وجديد لكرة السلة الفلسطينية وهذا ليس ضد من هو قديم في الإتحاد فأنا مع نجاح من هو نشيط ويستحق البقاء في الإتحاد ومن المفروض أن الأندية الفاعلة هي التي تقرر من الذي يقودها وليس نظيراتها التي تأتي للإنتخابات فقط وتعود للسبات لاربع سنوات قادمة .
* هناك 58 ناديا سيشاركون في الانتخابات القادمة فهل جميع هؤلاء يلعبون كرة سلة ام أن معظم هذه الاندية ستشارك فقط للانتخابات؟
هذه الأندية ليست موجودة وتاتي للإنتخابات فقط وإذا كانت موجودة فلا يحق لاحد مساواتها باندية الدرجة الممتازة والأولى والعدد 58 نادياً لا اعرف من أين أتوا بهم ولم اشاهد سوى 30 او 35 ناديا في الضفة وبكل الدرجات وبطولة الكأس خير دليل على ذلك حيث شارك 16 ناديا فأين هم ال 58 .
* من تريد أن تشكر بعد هذه المشاركة الناجحة وهل ستستمرمع المنتخب؟
في البداية أشكر الإتحاد الفلسطيني الذي وثق بي لقيادة المنتخب الوطني في هذا الإستحقاق والشكر الكبير لمن رشحني لهذا الدور وخاصة الزميلان العزيزان نادر عليان وماهر مطر واقول لهما هذه ثقة غالية علي والشكر الأكبر والأهم للاعبين جميعاً الذين حققوا هذا الإنجاز بتعبهم وعرقهم وإنتمائهم العالي لفلسطين وأشكر اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية على رعايته للرياضة وتواصله معنا في المنتخب بعد هذا الإنجاز العظيم للرياضة الفلسطينية بقيادته الحكيمة وابارك له الفوز بولاية ثانية لرئاسة الإتحاد الفلسطيني بكرة القدم واتمنى عليه الإهتمام بكرة السلة بجانب إهتمامه بكرة القدم سنحقق نتائج أسرع من كرة القدم لطبيعة كرة السلة التي تحتاج لربع ما يصرف على كرة القدم مع فائق الإحترام.