وترجل المهندس ..
نشر بتاريخ: 12/09/2012 ( آخر تحديث: 12/09/2012 الساعة: 18:24 )
بقلم : بدر مكي
تعززت علاقتي بالمهندس مالك البرغوثي ، عندما عملنا سويا في ملعب الشهيد فيصل الحسيني ، لقد تفرغنا للعمل به .. و زملائي محمد زياد صب لبن و ياسين الرازم من مديرية الشباب و الرياضة في القدس .. كنا نتواجد بشكل دائم حيث قامت وزارة الشباب في تلك الفترة .. في اواخر العام 2006 .. بانتدابنا للاشراف على عملية تطوير الملعب و تعشيبه .. كنت حينها قد حصلت على التمويل اللازم بصفتي عضوا في اتحاد الكرة .. بعد زيارة عمل الى زيورخ .. و كان الاجتماع استثنائيا مع السادة بلاتر وابن همام وطه اسماعيل وجيروم شامبن وباسكال تورس وراوراوا .
و أصر المهندس البرغوثي أن يساهم في عملية البناء و الانجاز بحكم كونه مهندسا مسؤولا عن المشاريع في الوزارة .. وتعرفنا هناك في الملعب المتاخم لجدار الفصل العنصري على عديد المهندسين الذين أشرفوا معنا على عملية البناء .. لقد كانوا مجموعة من المهندسين الأبطال الذين التحموا من خلال عملهم من أجل بناء صرح رياضي في القدس .. حيث كان معنا أولاد الاطرش والخطيب والاشهب و انضم الينا نضال الحديد و ماجد العبوة من مكتب الفيفا في الاردن وعبد المجيد مدنية من الحكم المحلي .. وهكذا كانت العلاقة تتعزز يوما بعد يوم .. نتناقش خلالها بالرياضة و السياسة والاقتصاد .. نتحلق حول وجبة من الكعك المقدسي و الفلافل .. كان ذلك في الفترة الصباحية التي امتدت لأكثر من عامين .. و أحيانا نحضر ليلا حتى نحافظ على عملية التغيير التي صاحبت أرضية الملعب و جنباته .. وامتدت علاقتي بالمهندس مالك بعد العودة الى عملنا في الوزارة بحكم العلاقة التي تربط مهامنا الاعتبارية بين العلاقات العامة و الاعلام من جهة و بين دائرة المشاريع التي امتد عملها في انشاء العديد من الملاعب المعشبة و تجلى ذلك في الملاعب الصغيرة المعشبة المنتشرة في انحاء الضفة .. وتسلمنا العديد منها برفقة الاختين المهندستين رشا وسبأ .. و أطلق البرغوثي العنان لأفكاره مشددا على أهمية تسليم المنشآت وفق الاصول .. وقد ساعدنا في العمل بهذه الطريقة موسى أبو زيد الذي أطلق أيدينا في كافة المحافظات .. بل انه تمت الاستعانة بالمهندس مالك في مشاريع لم يكن للوزارة دور في الاشراف عليها .. و كان مالك قد أشرف على العديد من البطولات .. وعشق لعبة كرة القدم .. و كانت تربطه علاقة طيبة مع أسرة كرة القدم في عديد المحافاظات وخاصة في محافظة رام الله و البيرة اضافة لعلاقاته المميزة مع زملائه في الوزارة و عدد من المهندسين في السلطة و البلديات .. كانوا يستشيرونه في قضايا هندسية عدة نظير الخبرة التي اكتسبها و خاصة في موضوع البنية التحتية و الملاعب المعشبة اصطناعيا .
و لم يكن غريبا في جنازته أن يحضر وفد كبير من الوزارة سابقا و خاصة موسى ابو زيد المعروف عنه بأنه لا يقصر في مناسبات كهذه .. و كذلك اللواء جبريل الرجوب الذي كان خارج الوطن .. ولكنه كان حاضرا كعادته من خلال وفد المجلس و اكليل الزهور الوحيد .. الذي حمل اسمه تكريما للراحل الكبير .. وكذلك برقية التعزية للعائلة وفي الصحف وقد وصفه بأنه احد ركائز العمل الرياضي في فلسطين .
وكان الأمعري قد حمل صورته في المدرجات أثناء حفل تتويجه بلقب كأس الشهيد ياسر عرفات .. وقد عمل للأمعري لفترة طويلة .. وهذا هو الوفاء للراحل الذي كان دوما متواضعا يخدم الجميع و يقدم خلاصة تجربته في الحياة .
و ستقام عديد البطولات التي تحمل اسمه ، ولكني اطالب بأن يطلق اسم الراحل على احدى المنشآت الرياضية لتخليد ذكرى أعماله في البنية التحتية .
رحمك الله مالك وانشاء الله مع الصديقين و الشهداء .