7 سنوات على الإنسحاب- غزة.. حرية حركة داخلية والحصار باقٍ
نشر بتاريخ: 13/09/2012 ( آخر تحديث: 13/09/2012 الساعة: 21:49 )
غزة- تقرير معا- بعد مرور سبع سنوات على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بات بمقدور أم أحمد التي تقطن مدينة عبسان شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أن تزور والدتها في بلدة جباليا شمالا دون أن تقلق من إغلاق حواجز كانت تفرضها إسرائيل داخل حدود غزة فصلت شمالها عن جنوبها وعزلت المنطقة الوسطى عنهم.
شارع صلاح الدين الذي على جنباته كانت مستوطنات "نتساريم" و"كيسوفيم" و"دوغيت" وتجمع "غوش قطيف" وحاجز أبو هولي الذي كان يحتجز آلاف المواطنين لساعات بات أحد أهم الشوارع التي تنبض بالحياة في قطاع غزة وتربط الجنوب بالشمال لتصبح رحلة أم أحمد وأطفالها أكثر اطمئنانا وراحة.
وتقول أم أحمد في هذا الصدد: "كنت أخاف أن ازور والدتي خوفا من إغلاق الحاجز أو أن لا يتسنى لنا المرور عبره لعدة أيام لذلك كنت قصدها في المناسبات عندما أكون متأكدة أن إسرائيل لن تغلق الحاجز.
وتستذكر أم أحمد كيف أنها اضطرت لقضاء بضع ليال في غزة لدى أصدقائها وهي عائدة من حفل زفاف أحد أقاربها، فقد قامت قوات الاحتلال المتمركز في أبراج المراقبة بإغلاق حاجز أبو هولي الذي يوصلها إلى بيتها.
وتمكن سكان قطاع غزة من تنسم نسيم الحرية داخل حدود القطاع بعد أن اكتظ القطاع بالمشاريع الاستثمارية الترفيهية على طول حدود الساحل وفي المناطق القريبة من المحررات التي كانت تفرض عليها إسرائيل قيودا فبات بإمكان الكثيرين الاستجمام على شاطئ بحر خان يونس بعد أن كان حكرا لتجمع مستوطنات "غوش قطيف" دون أن يتمكنوا من الخروج خارج حدود البلد.
الخبير الاقتصادي معين رجب أوضح لـ"معا" أن الانسحاب الإسرائيلي مكّن قطاع غزة من ان يكون وحدة واحدة ولا تعوقه حركة داخلية وتمكين فئات المجتمع المختلفة من مزاولة أنشطته مشددا أنه أبقى حالة الاحتلال من خلال السيطرة على المعابر المختلفة وإغلاق الحدود البرية والحدود الجوية والبحرية لا يمكن الاقتراب منها.
ويقول رجب: "أصبح لدى الفلسطينيين في قطاع غزة حرية الحركة في النشاط الاقتصادي بشكل محدود، كما تمكنوا من الاستفادة من المحررات والمناطق المحاذية لها"، مشيرا إلى أن الاحتلال ما زال قائما من الناحية القانونية والممارسات الإسرائيلية على الأرض ما زالت قائمة والحصار لا يزال مستمرا.
وبيّن رجب أن الاحتلال رغم انسحابه من قطاع غزة لم يمكن سكانها من قطف ثمار هذا الانسحاب اقتصاديا وبقي الاحتلال عائقا كبيرا في مجال منع التصدير باستثناءات ضئيلة فيما يتعلق ببعض أصناف الخضروات كما أن الاستيراد تتحكم فيه إسرائيل.
وشدد رجب أن من حق الفلسطينيين أن يتمتعوا بحرية كاملة في النشاط الاقتصادي، مشيرا إلى أن التحرير أعطى الفرصة لاتخاذ قرارات سيادية مستقلة في الشأن الاقتصادي الفلسطيني.
وبين رجب أنه يحق للفلسطينيين الانفتاح على العالم الاقتصادي لتتناسب مع أوضاعهم في مجال استيراد السلع وتصديرها وإقامة علاقات دولية اقتصادية لزيادة النمو الاقتصادي والحد من البطالة.
ورغم الحرية الكاملة لسكان القطاع داخل حدود غزة إلا أن جميع الرحلات تصطدم بعقبة إغلاق معبري رفح وبيت حانون حيث الحصار المستمر منذ ما يقارب الست سنوات ولا آلية واضحة لسفر الفلسطينيين خارج قطاع غزة.