الاحتلال يركّز في حفرياته أسفل أساسات المسجد الاقصى
نشر بتاريخ: 13/09/2012 ( آخر تحديث: 13/09/2012 الساعة: 12:57 )
القدس- معا- أكدت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" ان الاحتلال الاسرائيلي وأذرعه التنفيذية يركّز في حفرياته خلال الايام والاسابيع الأخيرة أسفل أساسات المسجد الاقصى المبارك، ويحاول أن يكشف عن أعماق وأطوال هذه الاساسات خاصة في المنطقة الممتدة من أقصى الزاوية الجنوبية الغربية وحتى المنطقة أسفل المدرسة التنكزية، قرب باب السلسلة.
وقالت المؤسسة ان هذه الحفريات كشّفت عن عشرات الحجارة الضخمة التي تعتبر جزءاً من الجدار الغربي للمسجد الاقصى، كما ويدعي الاحتلال أنه عثر خلال حفرياته في المنطقة المذكورة على موجودات اثرية متنوعة من فترة الهيكل الاول والثاني المزعومين، مشيرة ان هذه الحفريات تشكل مخاطر متعددة على المسجد الاقصى، من الناحية العمرانية والأثرية والتاريخية.
وجاء تأكيد "مؤسسة الاقصى" على هذه المعلومات من خلال اطلاعها على دراسة اسرائيلية صدرت بهذا الخصوص قبل أيام، وكذلك من خلال مشاركتها في جولة ميدانية مفتوحة للجمهور العام، يوم الخميس الماضي أعلنت عنها ما يسمى بـ "مركز الزوار- مدينة داوود"،لكن المؤسسة وطاقمها الاعلامي تفاجأت عندما أصرّ المسؤولون عن الحراسة والأمن التابعة لـ "مركز الزوار" بمنع طاقم ووفد المؤسسة من التصوير، وسمح فقط بالمشاركة والاستماع لشرح المرشدين الاسرائيليين – في حين سمحت لطواقم الاعلام الاسرائيلية والاجنبية بالتصوير- ، لكن "مؤسسة الاقصى" استطاعت ان تلتقط عددا من الصور عبر أجهزة الهاتف المحمول، وعبر كاميرا أخرى تم تسريبها الى مسار الجولة الميدانية.
وقالت "مؤسسة الاقصى" في تقريرها :" أن ما يسمى بـ "مركز الزوار- مدينة داوود" وما يسمى بـ " سلطة الحدائق والطبيعة" والمركز الدراسي المسمى "مجاليم" وأطر أخرى تنظم كل عام وبشكل دوري جولات ميدانية ومؤتمراً دراسياً حافلا حول آخر الحفريات التي تجريها في منطقة سلوان والمنطقة الجنوبية والغربية للمسجد الاقصى، وهي المنطقة الخاضعة تحت ادارة "جمعية العاد" الاستيطانية، حيث تقوم بتمويل كبير لما يسمى بـ "سلطة الآثار الاسرائيلية"،لاجراء حفريات فوق الارض وتحت الارض في المنطقة الممتدة من عين سلوان جنوباً وحتى منطقة ساحة البراق.
وأشارت "مؤسسة الاقصى" انها شاهدت خلال جولتها الميدانية ان الاحتلال الاسرائيلي يواصل بوتيرة عالية الحفريات أسفل اساسات المسجد الاقصى في المقطع الممتد من أقصى الزاوية الجنوبية الغربية باتجاه اسفل باب المغاربة ، ويواصل حفرياته الى اسفل الجدار الغربي للمسجد الاقصى- منطقة حائط البراق-، ومن المتوقع انه وصل الى أسفل منطقة باب السلسلة والمدرسة التنكزية، حيث ادت هذه الحفريات الى تكشّف عشرات الحجارة الضخمة للجدار الغربي للمسجد الاقصى، كما كشّفت عن الطبقات الصخرية التي شكلت الاساسات الاولى للجدار الغربي – حسب ما عرف حتى الآن-، فيما يدعي الاحتلال أنه عثر خلال حفرياته على موجودات أثرية تعود الى فترة الهيكل الاول والثاني المزعومين، من ضمنها "مطاهر للاغتسال" ، "اواني وشماعات فخارية"، "عملات"و"أختام"، كما وبدأ الاحتلال بتهويد هذا المقطع الجديد من الجدار الغربي للاقصى من خلال وضع "أوراق التعويذات والدعوات" التوراتية والتلمودية بين الحجارة.
وأضافت"مؤسسة الاقصى" :" ان المرشد الذي قام بتقديم الشروح وهو من "جميعة العاد" أظهر بشكل متكرر الاهتمام الخاص بمنطقة الحفريات اسفل اساسات المسجد الاقصى، وقال انها من اهم مناطق الحفر، كما برز الاهتمام بمنطقة الحفريات في مدخل وادي حلوة، وذكر ان النفق الممتد من منطقة حي وادي حلوة باتجاه منطقة باب المغارية وساحة البراق هو من اهم الأنفاق، وهو بطول 200 متر، وهو جزء من نقق طويل طوله نحو 660 متر يمتد من عين سلوان – وسط بلدة سلوان- وحتى منطقة ساحة البراق، بمحاذاة باب المغاربة"، ومن المخطط ربطه بشبكة الانفاق الممتدة اسفل وفي محيط المسجد الاقصى، خاصة النفق اليبوسي، نفق الجدار الغربي- او ما يطلق عليه الاحتلال زوراً وبهتناً نفق هحشمونائيم-.
ولفتت "مؤسسة الاقصى" في تقريرها ان الاحتلال يواصل حفرياته في النفق المذكور، خاصة في المقطع الواصل بين اسفل باب المغاربة وبين اسفل المدرسة التنكزية وباب السلسلة، لكن هذا المقطع مغلق ويمنع المرور منه، كما ان الاحتلال يمنع دخول مقطع من النفق في هذه المنطقة، هو عبارة عن بئر مائي كبير، كشفت عنه "سلطة الآثار" قبل ايام، وتدعي انه بئر من فترة الهيكل الاول المزعوم ، فيما يرجح باحثي أثار مسلمين وعرب اطلعوا على صور هذا البئر المائي وموقعه، ان هذه الآبار المائية هي من الفترة اليبوسية الكنعانية أو من الفترة الأموية، وان الاحتلال يحاول أن يأدلج هذه الموجودات الأثرية وينسج حولها رواية تلمودية موهومة حول اسطورة الهيكل المزعوم.
وأشارت"مؤسسة الاقصى" ان الجهات الاحتلالية الاسرائيلية المعنية نشرت خلال الأشهر الاخيرة عدة دراسات وأبحاث تمحورت حول الحفريات عند اساسات المسجد الاقصى وفي المحيط القريب اليها من الجهة الجنوبية الغربية، الأمر الذي يشير الى اهتمام الاحتلال الاسرائيلي وأذرعه بهذه المنطقة بالتحديد، مما يعني أن تركيز الاحتلال في حفرياته على هذه المنطقة ليس عفوياً، الامر الذي يدعو وينبه الى المخاطر المحتملة من هكذا حفريات، وان كانت جميع الحفريات والأنفاق اسفل وفي محيط المسجد الاقصى، تشكل مخاطر جمة على المسجد الاقصى ومحيطه.