الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يوسف لـ معا: غزة آيلة للانفجار والوطن مِرجل يغلي

نشر بتاريخ: 13/09/2012 ( آخر تحديث: 13/09/2012 الساعة: 22:56 )
بيت لحم- خاص معا - بعد سبع سنوات على انسحاب إسرائيل الأحادي الجانب من قطاع غزة، لا يبدو القيادي في حركة حماس أحمد يوسف متفائلا كثيرا بما آلت إليه أحوال الناس في القطاع، بل وحذر من "انفجار" قد يحدث إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن.

أحمد يوسف وفي حديث لـ معا رصدت خلاله حال غزة بعد أن مضت سبع سنوات على الانسحاب الاسرائيلي الأحادي، قال: "الاوضاع ليست بالصورة التي نتمناها والوضع الفلسطيني يتراجع وهذا قد يؤدي إلى الانفجار".

واعتبر أن ما جرى من احتجاجات واسعة على الغلاء في الضفة الغربية يشكل ارهاصات لما قد يكون عليه الوضع مستقبلا، وقال: "ما يجري في الضفة ليس ببعيد عن ما يجري في غزة". ووصف الحالة التي عليها الاراضي المحتلة بالقول "الوطن مرجل يغلي"

ويرفض يوسف تحميل حكومة سلام فياض في الضفة والحكومة المقالة في غزة كل المسؤولية عن المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، وقال: "تحميل فياض أو الحكومة في غزة المسؤولية فيه ظلم كبير ويجب أن يُلام الاحتلال وتكون الثورة في وجهه".

وبشأن الوضع في غزة على وجه التحديد، أوضح أن هناك جملة كبيرة جدا من المشاكل الصعبة والمعقدة التي "فرضت" على أبناء غزة على رأسها الحصار و"التطويق" فلا يتمكن الصيادون من العمل بحرية في البحر ولا يتكمن المسافرون من السفر بالاعداد المطلوبة ولا المرضى للعلاج، وهناك أكثر من 80 ألف خريج لا يجدون فرص عمل ولا يوجد مشاريع لايواء من يريدون الزواج والفقراء الذين فقدوا بيوتهم، وقال: "بسبب الحصار وتداعياته القاتلة الوضع في غزة مرشح للانفجار".

واتهم يوسف إسرائيل بالعمل على إغراق قطاع غزة في الصراعات حتى لا يكون نموذجا ناجحا يسعى الفلسطينيون في الضفة الغربية لتحقيق وضع مواز له، وقال: "لا شك أن إسرائيل عندما تركت القطاع لم تتركه ليتحول إلى سنغافورة ويكون نموذجا يدفع ابناء الضفة لممارسة نفس الاسلوب لتحقيق انسحاب مماثل، لقد تركت اسرائيل غزة وارادت لها ان تكون منطقة مليئة بالصراعات الداخلية ومعاناة اقتصادية واشكالات اجتماعية، تركتها لتقول لابناء الضفة انظروا كيف باتت غزة بعد الانسحاب معاناة وقهر".

وحول الانجازات التي تمكنت غزة من تحقيقها مستفيدة من انسحاب اسرائيل الاحادي قبل سبع سنوات، رأى احمد يوسف أن الحكومة المقالة استطاعت ان تحقق نجاحا في المجال الزراعي مستغلة مواقع المستوطنات المخلاة من خلال تأجيرها للمزارعين الذين استطاعوا ان يلبوا حاجة اسواق غزة وفي بعض الاحيان كان الانتاج يفوق حاجة السوق المحلي. إلى جانب ذلك نجحت الحكومة المقالة في القضاء على ظاهرة "الفلتان الأمني" التي تمكنت من وضع حد لها ومحاصرتها.

أما على باقي الصعد فرأى أن الحرب الاسرائيلية نهاية عام 2008 قد دمرت البنية التحتية للقطاع، كما ان الاخفاق في تحقيق المصالحة كان له تداعيات ايضا على سوء الاوضاع في القطاع، ورغم ذلك رفض يوسف تحميل الحكومة المقالة في غزة كامل المسؤولية، معتبرا أن الاحتلال الذي يجعل من غزة "سجنا كبيرا" يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية.

وحول العدالة في توزيع الأراضي واستغلال مواقع المستوطنات المخلاة، أكد يوسف أنه في حال عودة الوضع الى طبيعته وانتهاء الانقسام فكل الامور يمكن مراجعتها قانونيا وقضائيا وإذا ما ثبت أن هنالك تجاوزات حينئذ يمكن وضع الحلول المناسبة لها.

ولم يقر يوسف بالاتهامات التي وجهت الى قادة حماس بالانتفاع من وراء الوضع في غزة على حساب المواطنين، وقال "إنه في ظل حالة الاستقطاب فإنك تجد اشاعات كثيرة، نحن نعيش في غزة لم نر 800 مليونير لتجد عندهم مساعدات لمئات آلاف الفقراء، هذا الادعاء اكذوبة وتجني لا يستند الى حقائق، فقط تأتي في سياق الحرب الإعلامية وتشويه الآخر".

ووضّح المسؤول في غزة، قائلا إن "من اغتنى بسبب نشاط تجاري وبعض الناس اشتغل بالانفاق والتي كانت سوقا مفتوحة في البداية عندما كان الحصار ضاربا اطنابه، أما الآن فوضع الانفاق ليس على الشاكلة التي يتحدث عنها البعض".

ويرى احمد يوسف أن الفائدة "العظيمة" للانسحاب الذي نفذه رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اريئيل شارون من غزة عام 2005، تكمن في توقف حركة المشروع الصهيوني الاستيطاني باتجاه بسط سيطرته على كامل الارض الفلسطينية وبالتالي فشل اسرائيل بفرض استراتيجيتها على المنطقة كحركة استعمارية استيطانية، وعلى الأقل نجحنا في أن نوقف التمدد الاستيطاني السرطاني على جزء من الوطن.

ولا يخفي يوسف أن الانقسام والصراعات الداخلية وتشظي الوطن وتشتت الشعب الفلسطيني وما نتج عنه من حالة استقطاب وتشوش للرؤية اتجاه العديد من القضايا الوطنية المصيرية كالمقاومة واشكالها، كل ذلك اسهم بالفشل الذي يواجهه الفلسطينيون في معالجة كثير من مشاكلهم التي تزيد معاناتهم تحت الاحتلال.