وفد من الجمعية الطبية الالمانية العربية يزور جنين
نشر بتاريخ: 16/09/2012 ( آخر تحديث: 16/09/2012 الساعة: 11:16 )
جنين - معا - استقبل مساء امس محافظ جنين اللواء طلال دويكات وفد الجمعية الطبية الألمانية العربية، الذي يزور الأراضي الفلسطينية، في إطار حملات تضامن مع الشعب الفلسطيني، تنظمها الجمعية لأخصائيين وأطباء استشاريين للمساعدة في إجراء عمليات جراحية في المستشفيات الفلسطينية.
وضم الوفد رئيس الجمعية الألمانية العربية الدكتور علي معروف، وهو لاجئ فلسطيني من منطقة عكا، وضم طبيب سوري عراقي، وطبيبين ألمانيين، ورافقهم في الزيارة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد.
اللواء دويكات شكر للوفد الضيف، والجمعية الطبية الألمانية العربية اهتمامها بدعم الشعب الفلسطيني، وقال صحيح نسعى لكسب دعم ألماني سياسي في جهود السلطة الفلسطينية لنيل الاعتراف الدولي بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وصحيح نعول كثيراً على مواقف الحكومة الألمانية في هذا الصدد، لكننا ننظر للدعم الذي تقدمه الدول الصديقة، والجمعيات والمؤسسات لاصديقة لشعبنا، ليتمكن من تأمين متطلبات الحياة الكريمة لأبناء هذا الشعب.
وشكر اللواء دويكات الوفد لما يقوم به من جهد في معالجة المرضى، وأشار إلى علاقته السابقة مع الجمعية، وتحدث عن مساهماتها في علاج الكثير من الحالات المرضية، التي تحتاج لعلاج متقدم، غالباً غيرمتوفر في الأراضي الفلسطينية.
وتطرق اللواء دويكات للواقع المعاشي في الأراضي الفلسطينية، وقال إننا نعيش ظروف قاهرة تحت الاحتلال، فهذا الاحتلال سبب كل الأزمات التي يمر بها الشعب الفلسطيني، فالاحتلال هو من يتحكم بكل موارد الشعب الفلسطيني، وهو السبب فيما تمر به الأراضي الفلسطينية من ضائقة.
وأشار على سبيل المثال لواقع محافظة جنين، التي تعاني من نقص في المياه، وقال إن هذا ناتج عن سيطرة الاحتلال على مواردنا المائية، وأن الاحتلال يسرق هذه المياه ويحولها لصالح مستوطنيه، ويساهم بإشاعة حالة من الفقر في الأراضي الفلسطينية،
وقال جنين بلد زراعي، وتحتاج للمياه لري المزروعات، والاحتلال يصر على تدمير آبار المياه، بما يمس عمل وحياة آلاف العائلات، وبذلك تزداد نسبة الفقر، وتنتشر البطالة بين أبناء الشعب الفلسطيني،
وقال في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطيني من العطش فإن نصيب المستوطنين يصل أضعاف كبير مما يحصل عليه المواطن الفلسطيني من مياه. كما أشار إلى معاناة أهالي جنين من الاحتلال، خاصة تأثير جدار الضم والتوسع العنصري، الذي صادر آلاف الدونمات من أراضي المواطنين، وعزلها عن محيطها، ووضع القيود على حرية الوصول لهذه الأراضي.
وجدد اللواء دويكات شكره لأعضاء الوفد الطبي على ما يقدموه من مساعدات، وقال ننظر باحترام وتقدير لهذه المساعدات، ونتمنى أن تستمر الوفود الطبية في الوصول إلى الأراضي الفلسطينية، كما نأمل أن تنقلوا رسائل واضحة عن معاناة الشعب الفلسطيني، والعمل للتأثير علىالحكومات الأوروبية لدعم مطالب الشعب الفلسطيني باحرية والاستقلال.
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد استعرض نشاطات هذه الوفود في المجال الطبي، وأشار كذلك إلى الرئاسة الفلسطينية تنظر لهذه الزيارات باحترام، ويصر الرئيس أبو مازن على استقبال هذه الوفود في كل زيارة تصل فيها لفلسطين.
وأشار إلى الدور الكبير الذي يقوم به رئيس الوفد الدكتور علي معروف، وقال لدينا كادر من الكفاءات الفلسطينية في الخارج، وهذا الكادر يصر على التواصل مع أبناء شعبه في مختلف المجالات،
وأضاف لقد ساهم الدكتور علي معروف والجمعية التي يعمل بها في إجراء عمليات كبيرة، تؤكد صدق انتمائه لوطنه فلسطين.
رئيس الجمعية الطبية الألمانية العربية الدكتور علي معروف قال إنا من فلسطين، والدي لجأ إلى سوريا، وأنا وعدد من أخواني نعيش في ألمانيا، ووصية أبي قبل وفاته كانت الوفاء لبلدنا، والحفاظ على علاقتنا مع فلسطين، وحفظنا هذه الأمانة، وأنا وأخوتي، وأبناء أخوتي نواصل علاقتنا مع فلسطين، خاصة في مجال تقديم العلاج للمرضى.
وعن الجمعية التي يترأسها قال، هي جمعية ألمانية عربية، بها عدد كبير من الخبراء والجراحين في مجالات مختلفة، وتمكننا خلال السنوات من الماضية من تنظيم زيارات لعدد من الوفود الطبية لإجراء عمليات متقدمة لمرضى فلسطينيين، وقال هذه العمليات التي نقوم بها مكلفة، ومعقدة، نقوم بها مجاناً، وقد تمكنا من علاج عشرات المرضى الذين يعانون من أوضاع صعبة.
وعن طبيعة ما يقومون به قال، إلى جانب تقديم العلاج نسعى لتدريب الكادر الطبي الفلسطينية على بعض التقنيات المتقدمة، خاصة جراحة السرطان بالمنظار، وهذه التقنية غير موجودة في المنطقة.
وأشار إلى أن الأطباء الفلسطينيين كفاءات، لكن ينقصهم الكثير من التقنيات والتجهيزات، ووعدأن تقوم الجمعية لتوفير بعض المعدات والأجهزة الحديثةن وتدريب الطواقم الفلسطينية على استخدامها.
وأشار إلى أن الوفد وضع الرئيس أبو مازن في صورة الواقع في المستشفيات، خاصة ما يتعلق بنقص المعدات، وقال إن الرئيس أوعز بإجراء اللازم لتوفير ما يلزم من معدات.
وعن أعضاء الوفد المرافق له في هذه الزيارة قال الدكتور معروف من بين الوفد طبيب اسمه فوقل وهو حائز على جائزة ألمانيا في الطب، وقد أجرى حتى الآن 1700 عملية منظار لمرضى السرطان، وهو من أبرز الجراحين في العالم،
وصرح أنه سيزور فلسطين مرة كل ستة أسابيع، حيث يصر على التواصل مع الشعب الفلسطيني في مواجهته مع الاحتلال. كما أشار إلى طبيب فلسطيني اسمه الدكتور نصار، وأنه من بين أبرز الأطباء في الجراحة، ويترأس إحدى الجماعات في ألمانيا.
عضوا الوفد الدكتور هنينغ فيست، وجورجيو فال تحدثا عن علاقتهما مع الشعب الفلسطيني، وقالا إنهما سعيدان بمساعدة الشعب الفلسطيني في مجال العلاج، وأشارا إلى أنهما يقومون بدعم الشعب الفلسطيني من خلال تقديم العلاج للمرضى، إلى جانب تدريب زملاء فلسطينيين،
وأشارا إلى أن الأطباء في فلسطين كفاءات، ينقصها بعض التقنيات، وتمنىيا أن تواصل وزارة الصحة تقدمها في مجال تأهيل وتطوير التجهيزات الطبية، وغرف العمليات.
وشكر كل منهما الشعب الفلسطيني على حسن الضيافة، واعتبرا أن هذا الكرم دليل على أصالة الشعب الفلسطيني، وأشارا إلى أن الدعم من طرفهم ليس هنا فقط، بل أنهما يحتفظان بصور للرئيس أبو مازن في المستشفى الذي يعملان به، وفي كل مرة يسأل الألمان عن هذه الصورة، فإنهما يؤكدان أن الصورة مع الرئيس الفلسطيني للتعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني.
الطبيب السوري العراقي، طارق الزعين، عضو الوفد عبر عن فرحه بزيارة فلسطين، وجنين بشكل خاص، وتحدث عن مشاعره وهو يزور مقبرة شهداء الجيش العراقي في جنين،
وقال لقد كانت بداية الربيع العربي، وذلك عندما رفض الجنود العراقيون الالتزام بتعليمات القيادة بعدم القتال، فدافعوا واستشلوا واستشهدوا في جنين، وقال كم هو جميل أن تبقى هذه القبور شواهد على مسيرة الوحدة والعطاء لأجل الحرية. وغلبت على كلمات الطبيب السوري العراقي، المقيم في المانيا، مشاعر الفرح والاعتزاز بزيارة فلسطين، وقال لجنين مكانة خاصة في ذاكرة كل عربي حر، وأكد انه وزملاؤه يواصلون عملهم في تطبيب المرضى الفلسطينيين.
وفي نهاية اللقاء زار الوفد التذكار الألماني في مدينة جنين، هذا النصب التذكاري الذي يخلد ذكرى عدد من الطيارين والجنود الألمان الذين سقطت طائرتهم أبناء الحرب العالمية في جنين.
وبعد ذلك قام أعضاء الوفد بزيارة للأسيرة المحررة لينا هنداوي، في مدينة جنين، والتي تعاني من مرض أعصاب أصابها مؤخراً، وأثر على قدرتها على الحركة، حيث جاء الوفد خصيصاً لتشخيص حالتها، ودراستها على أمل تقديم العلاج اللازم لها، علماً أن الدكتور زعين أخصائي أعصاب، وشغل منصل رئيس كلية طب في العراق ثلاثين سنة. حيث اصر الوفد على أن يصل المريضة الهندواي، ومعاينتها في بيتها، على ان تقوم هي بالوصول للوفد في رام الله.
وقد جرى استقبال للوفد في منزل الأسيرة الهنداوي، وبعد التشخيص الأولي، وعد الأطباء بمراجعة الحالة، والعمل على توفير العلاج اللازم لها.