الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اجتماع موسع بطولكرم بمشاركة المسؤولين لتدارس تداعيات الاقتتال الحاصل في غزة

نشر بتاريخ: 04/02/2007 ( آخر تحديث: 04/02/2007 الساعة: 20:37 )
طولكرم -معا- عقد في غرفة تجارة محافظة طولكرم اليوم اجتماعا موسعاً، بدعوة من العميد طلال دويكات، محافظ طولكرم، ومشاركة قادة الاجهزة الامنية والفصائل الوطنية والاسلامية ومدراء الدوائر والمؤسسات الحكومية والشعبية، وشخصيات وطنية اعتبارية في طولكرم، وذلك لتدارس تداعيات الوضع الراهن وإبعاد شبح الفتنة عن المحافظة وتوفير اجواء ايجابية للتوافق الوطني .

وافتتح الاجتماع الكاتب والشاعر رأفت بلعاوي، مشدداً على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية التي هي السبيل الوحيد لحل الخلافات وحقن الدماء الفلسطينية، واصفاً الاحداث الدائرة في غزة بــ"المخزية التي تشوه صورة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية".

بدوره اوضح العميد طلال دويكات محافظ طولكرم بأن الشعب الفلسطيني يعيش في محنة كبيرة تفوق اجتياح الاحتلال الارسرائيلي لمدن الضفة الغربية ، حيث سقط الشهداء والجرحى والاسرى، مشدداً على ان حماس وفتح ومعهم كافة التنظيمات قد امتشقوا السلاح سوياً في مواجهة الاحتلال قائلاً:"عاراً عليهم ما يقوموا بهم اليوم من توجيه سلاحهم الى صدور بعضهم البعض".

واكد دويكات الاقتتال الدائر في غزة يضر بالقضية الفلسطينية، مضيفا "ان هذا الاقتتال مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يكفي ان نستنكره جميعاً ، بل علينا ان نستنفذ كل الجهود من اجل ايقافه ، فالمستفيد الوحيد من هذا الاقتتال هو الاحتلال".

وناشد دويكات المتقاتلين وقف شلال الدم النازف في غزة ، قائلاً:" انه لم يسقط الشهداء ولم يعتقل الابطال ولم يأن الجرحى حتى نصل لهذا الحال الذي نحن فيه من قتل لأنفسنا".

وشدد دويكات على ضرورة العمل من اجل حصر الاقتتال في غزة وانهائه هناك ، وبذل كل الجهود حتى لا ينتقل الى الضفة الغربية عامة وطولكرم بوجه الخصوص .

وكشف دويكات عن قرار قد اتخذ على المستوى الامني في طولكرم ، يقضى بنشر الاجهزة الامنية في كافة ارجاء المدينة والى أي مكان تستطيع قوى الامن ان تصل اليه، والعمل المشترك من اجل حفظ الامن وعدم حدوث أي تجاوزات، مشدداً ان قوات الامن الفلسطينية في طولكرم لن ترحم اي شخص يكون جزءاً من مثيري الفتنة و الداعين الى الاقتتال - على حد تعبيره .

واضاف دويكات "علينا ان نبحث عن اجراءات عملية وان لا نكتفي برفع شعارات الوحدة الوطنية ، وان نبحث عن كافة الاجراءات التي من شأنها ان تساعد في وقف القتال ولا يجب ان نقف متفرجين ".

وختم دويكات بمطالبة الفصائل و اهالي طولكرم وجميع المؤسسات بالخروج بمسيرات سلمية بدون سلاح وتنظيم ندوات عبر شاشات التلفزة المحلية من أجل خلق جو ايجابي لمواجهة الاحتلال الذي يستهدفنا بشكل يومي .

من جانبه ، اوضح الشيخ عمار بدوي، مفتي محافظة طولكرم " انه في الوقت الذي يتقاتل فيه الاخوة، نرى التهويد للأقصى الشريف، والعمل من اجل هدم اهم المعالم الدينية و الاثرية و التاريخية في المسجد الاقصى المبارك ، وهو باب المغاربة" .

واشار بدوي الى ان هذا الاجتماع يبقي الباب مفتوحاً في ترسيخ الوحدة والجمع بين الاخوة وبث روح الألفة والمحبة ، مشدداً ان هذا الاقتتال يجب ان يتوقف.

وشدد مفتي طولكرم على ضرورة تعميق ثقافة الحوار البناء ، وان يكون هو السائد و نبذ الخلافات وتعميق الترابط الاجتماعي .

وفي كلمة القوى الوطنية و الاسلامية، اوضح محمد علوش ان الذي يسعى الى الاقتتال ونزف الدماء الفلسطينية لا يريد الخير للشعب الفلسطيني ، معرباً عن حزنه العميق لما يجري في غزة و بعض مدن الضفة الغربية ، واصفاً هذه الممارسات بالخدمة المجانية للإحتلال الاسرائيلي واعوانه .

وشدد علوش على ضرورة ترتيب البيت الداخلي ، واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية والسير نحو تحقيق اهداف شعبنا في تقرير المصير نحو القدس .

ورحب علوش بالمبادرات كافة من اجل وقف اطلاق النار بين فتح وحماس ، داعياً الى تشكيل مكتب مشترك ، محذراً من استمرار الاوضاع المأساوية في غزة و التحريض على زيادتها و الابتعاد عن لغة السلاح وتوجية السلاح فقط نحو الاحتلال الاسرائيلي .

ودعا محمد علوش الى وقف التراشق الاعلامي ، والتركيز على الحوار الوطني لحل كافة الخلافات بعيداً عن سياسة التناحر والاستقطاب ، مثمناً جهود لجنة المتابعة و الجهود العربية في تطويق الاحداث، مشيراً الى ضرورة الاسراع في لقاء عباس مشعل لوضع حد لكل ما يجري .

وجرى خلال الاجتماع عدد من مداخلات من الحضور اهمها الدعوة الى اضراب شامل في كافة المؤسسات و مناحي الحياة في الوطن يوم الثلاثاء القادم ، وذلك تعبيراً عن مطلب و اجماع فلسطيني لضرورة انجاح الحوار و اللقاء بين عباس و مشعل في مكة المكرمة .