الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حسن عصفور : حماس تنقض على السلطة وليبرمان له اصدقاء فلسطينيون

نشر بتاريخ: 16/09/2012 ( آخر تحديث: 16/09/2012 الساعة: 17:58 )
بيت لحم- خاص معا - "عندما نتحدث عن اتفاقية اوسلو فان الاطار الزمني للاتفاق انتهى فعليا وموضوعيا بعد فشل قمة كامب ديفيد عام 2000, وعلى القيادة ان تكون جريئة وتدافع عن نفسها وتقف ضد المخطط الامريكي الاسرائيلي للتخلص منها لا سيما ان هناك بعض الاطراف تتساوق مع هذا لامشروع وتجد هوى من حماس " .

تصريحات خطيرة وملفتة تطرق لها الوزير السابق الدكتور حسن عصفور لوكالة " معا" وتحدث عن فشل اتفاقية اوسلو بفضل قرار امريكي اسرائيلي تم التحضير له مسبقا بقيادة دينس روس والفريق اليهودي المفاوض في كامب ديفيد للانتقال من ساحة السياسة الى ساحة الحرب كما حصل في 2002 وتدمير مؤسسات السلطة مرورا باغتيال عرفات .

واضاف عصفور ": ...وما بعد ذلك من احداث لا يرتبط بمسار اتفاقية اوسلو لا من حيث الشكل ولا المضمون وانما لخلق وقائق سياسية تؤدي لحالة ذلك انفصالية بين غزة والضفة بدات بخطة شارون عام 2005 تلاها فرض امريكا واسرائيل للانتخابات التشريعية عام 2006 كجزء من المخطط الامريكي الاسرائيلي لخنق وادخالها في نفق سياسي ظلامي انتهى بانقلاب غزة كمقدمة لانفصالها عن الضفة لتنفيذ خطة شارون "ب" وهي الخروج من الضفة الغربية خلف الجدار وتثبيت دولة ذات حدود مؤقتة .

وللخروج من المسار المرتبك...تطرق القيادي الفلسطيني الى موضوع الذهاب الى الامم المتحدة بالقول": رغم تاخر الخيار عاما كاملا فلا يكفي الان تقديم الطلب وانما العمل على التصويت عليه وعدم تاجيله للانتخابات الامريكية يليها اعلان دولة فلسطينية تحت الاحتلال وان تنتقل المسالة من حالة السلطة الراهنة الى مؤسسات دولة تحت الاحتلال بما يتطلب من اعادة بناء المؤسسات والاجهزة الامنية ووظائفها لتتوافق مع الواقع السياسي الجديد الذي يشترط الغاء كل ما له صلة بالاتفاقيات الانتقالية والتعامل بين دولة ودولة لتسوية بقايا الحل النهائي بما فيها حق العودة وان لم يحدث فعلى منظمة التحرير سحب الاعتراف بدولة اسرائيل كما ورد في الرسائل المتبادلة .

وحول قدرة القيادة على عمل ذلك..اجاب عصفور بالقول ": بنعم , فهي تستطيع لان هذا يتعلق بقرار سياسي ورغبة لان العالم كله "عدا امريكا وحلفاؤها" يعترفون بهذا الحق الفلسطيني وينتظرون الخيار الفلسطيني ..ودور القيادة ان تحمي القضية لان هناك مخطط اسرائيلي لفرض التقاسم الجغرافي الوظيفي في الضفة الغربية والانسحاب وراء الجدار وابقاء 60% خارج السيطرة الاسرائيلية المباشرة وفرض دولة ذات حدود مؤقتة لفرض كيانية خاصة في الضفة وتشجيع نشوء كيانية خاصة في غزة ".

والاخطر من ذلك ..كما يقول عصفور هو ان تستسلم القيادة للمخطط الاسرايليي الامريكي لاقامة دولة مؤقتة يفتح لها طرق متعرجعة نحو الاردن ودفع غزة نحو مصر وللاسف فان هناك بعض الاطراف في الضفة وبعض قيادات حماس في غزة تعمل على تكريس ذلك. .

وتابع قائلا":لكن المهم هل تسمح مصر ان تكرس اول انفصال تاريخي للحركة الوطنية الفلسطينية واقامة امارة في غزة تشكل خطرا على الامن القومي المصري ثم التوطين في سيناء عبر البوابة الاقتصادية من خلال اقامة مناطق صناعية التي تحتاج لالاف العمال وفي وقت ما نكون امام واقع يفرض نفسه وهو التوطين في سيناء التي هي اصلا هدف لكل مشاريع التوطين التاريخية.

لكن عصفور استبعد ان تصل حماس الى مبتغاها, فمصر قد تمنح حماس امتيازات في المعابر سواء اقتصادية وانسانية لكنها لا تستطيع ان تاخذ موافقة مصر على تهديد امنها القومي وان تكون شريكا في تقسيم القضية الفلسطينية والتمثيل حتى لو اراد بعض الفلسطينيون ذلك.

وتطرق عصفور بالحديث عن وزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان وتهديده للسلطة والرئيس عباس بالقول": ليبرمان له اصدقاء سياسيون فلسطينيون وليبرمان يشكل راس الحربة للمخطط الاسرائيلي الامريكي للخلاص من راس الشرعية الفلسطينية كرئيس منتخب لالغاء الشرعية عن الموقع وفتح الطريق الى ايجاد اشكالية وعدم اعتراف حماس بمن سياتي في حال فراغ هذا المنصب والذي يساعدها على تكريس حالتها لانفصالية".

واضاف": للاسف ان فتح والقيادة لا تتعاطى بجدية مقنعة مع هذه التهديدات لا سيما وان قيادات في السلطة استخفت من خلال نفيها وكالة عن اوباما الذي مهد الطريق والحرب الذي يقودها ليبرمان للخالاص من موقع الرئيس المنتخب".

كل ذلك كما يقول القيادي الفلسطيني هو جزء من التقاسم الجغرافي الوظيفي لتطبيق خطة شارون ب في الضفة وتجزئة الشرعيات الفلسطينية وحماس ودول عربية تغذي الانفصال لاسيما ان حماس تنتظر الانسحاب الاسرائيلي من الضفة خلف الجدار لتشتبك سياسيا وتنظيميا مع السلطة في محاولة الانقضاض عليها ...حماس الان لا تريد ان تشتبك لانها تعلم ان المعادلة ليس في مصلحتها في الضفة ليس لان اسرائيل موجودة بل لانها لا تملك سلاح وغير قادرة على الانقلاب ".

واضاف": في هذا السياق تسعى حماس الى خلق ازدواجية التمثيل الفلسطيني خلال فتح ممثليات لها تواجه منظمة التحرير في العالم وهذا ما يخدم المشروع الامريكي الاسرائيلي بطب التمثيل الشرعي والوحيد للشعب لفلسطيني .

وفي الملف السوري , قال عصفور ": ان سوريا هي مفتاح اما لتثبيت حالة مخطط امركيا للسيطرة على المنطقة او تعطيل هذا المشروع والحل الحقيقي بيد سوريا وروسيا لقطع الطريق على ذلك المشروع ".

وحول موقف مرسي والوضع الاقليمي ..قال القيادي الفلسطيني انه كان لدى مصر فرصة ان تعزز دورها الاقليمي من خلال البوابتين السورية والفلسطينية, لكن ربما ضعفت من خلال البوابة السورية عبر موقف الرئيس مرسي في خطابه في طهران والجامعة العربية المناهض كليا للنظام السوري وبشار الاسد ...لكم تبقى له فرصة كبيرة في الملف الفلسطيني لاعادة الاعتبار للدور الاقليمي المصري .

وتساءل عصفور ..فهل يستطيع مرسي منع حماس تكريس مشروعها الانفصالي ؟ وهل يتمكن من فرض المصالحة عليها لمنع اقامة امارة ظلامية وللحفاظ على وحدة القضية والتمثيل الفلسطيني كجزء من الامن القومي المصري تاريخيا ؟