أطفال غزة يتظاهرون غضبا من الاقتتال ويتطلعون الى حياة أمنة ومستقبل زاهر
نشر بتاريخ: 04/02/2007 ( آخر تحديث: 04/02/2007 الساعة: 20:55 )
رفح - معا- إبراهيم قنن - لم يجد أطفال غزة من طريقة للخلاص من دوامة العنف والاقتتال التي تعصف بهم وتهدد مستقبلهم ، سوى الإقدام على حرق السلاح غير النظيف الذي يستخدم في عمليات القتل والجرائم التي ترتكب يومياً بحق المواطنين الأبرياء تعبيرا عن رفضهم وامتعاضهم من عمليات القتل المبرمج التي تنفذها عناصر من فتح وحماس وبقرارات من قيادتي الحركتين على حد قول عشرات الأطفال الذين تجمعوا وسط مدينة رفح ، للتظاهر اليوم .
وقال الأطفال :" ان ألعابنا أصبحت نوعا من الفوضى وهى منبوذة لكون قادتنا يستخدمون الحقيقية منها للقتل والتخريب "
أمر مفجع ومفزع!!
عبد الرؤوف بربخ مشرف عام البرلمان الفلسطيني الصغير القائم على الفعالية ، قال" أن ما يحدث في قطاع غزة أمر مفجع ومفزع لا يمكن السكوت علية ومع الأسف لا نجد احدا يتحرك بطريقة يمكن من خلالها وقف الاقتتال الدموي بين الأشقاء الذين إعماهم التعصب الحزبي والفئوية الضيقة ، مما ألهب وأجج نار الجحيم والفتنة في غزة .
وأوضح بربخ أنه لم يكن يخطر على باله يوماً أن يقوم فلسطيني مقاوم بقتل آخر ، وان يطلق علية قذائف وأسلحة ثقيلة كالرشاشات في الوقت الذي لا تبتعد إسرائيل عن حدودنا سوى مئات الأمتار ، ولم يكن وارداً بمخيلتة في أسوأ الحالات أن يقوم فلسطينيون بتدمير مقرات الأجهزة الأمنية و استهداف الجامعات والبيوت والقيام بعمليات قرصنة في الشوارع واختطاف الأبرياء .
حرق السلاح
وأشار بربخ أن الهدف من فعالية إحراق الأسلحة هو وقف الحرب الدائرة بين الفصائل وتثبيت وقف إطلاق النار وعدم خرقه من اية جهة كانت موضحا ًأن الهدف من التظاهرة هو محاربة الاقتتال الداخلي والوقوف سدا منيعا امامه وحرق السلاح غير النظيف وغير الوطني والذي يستخدم في جرائم القتل بين حماس وفتح .
سلاح غير نظيف
ويوضح الطفل أمير بريكة 15 عاما ، أنه شارك في هذه التظاهرة لانها الطريقة الوحيدة التي تعتبر ناجحة في وقف الاقتتال" فنحن لسنا بحاجة الى أسلحة والسلاح يستخدم في المقاومة ومع الأسف المقاومة تخلى عنها الجميع وأصبحوا يستخدمونها سلاحها في الاقتتال وارتكاب المجازر وإطلاق القذائف على البيوت والمؤسسات التعليمية وغيرها .
وأضاف أصبح السلاح غير وطني وغير نظيف وهو عبء كبير على المواطن الفلسطيني الذي يجب أن يتبرأ حسب الطفل نزار من السلاح ومن يحمله ومن يطلق اى طلقة باتجاه اخية .
يمارسون دور الاحتلال
وقال الطفل نزار بريكة :" اطالب قادة حركتي " فتح" و" حماس" بالرحيل عن هذا البلد الشريف والطاهر ليتسنى لنا العيش بأمان واستقرار وان نأمن على حياتنا من الموت الذي نراه في شوارع غزة " اذا لم يكونوا قادرين على تامين مستقبلنا بطريقة وحدوية ومن خلال تشكيل حكومة وحدة تضم كافة الفصائل .
وتساءل بريكة الآ يكفي ( حماس وفتح) ومن يقف وراءهما مما عانيناه من مشاكل ومآسي وهموم خلال سنوات الانتفاضة ؟ وألا يكفيهم المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين ؟
مضيفا "لا يجوز لهؤلاء القادة الذي وصفهم " بالمراهقين " أن يمارسوا دور الاحتلال في قتل الأطفال وتدمير أحلامهم وإضاعة الوطن وتدمير مؤسساته بطريقة همجية لا تنم عن فعل وطني أو أخلاقي .
فتح وحماس ما بنا نشوف
ووسط هتاف الأطفال وزحمة عشرات الشبان الذين جاءوا ليساندوهم في مطالبهم وتظاهراتهم برزت الطفلة حنين زعرب 11 عاما ، وهى تهتف بأعلى صوتها منددة بفتح وحماس وتقول والكل يردد من ورائها هل تريدون فتح ..... لا هل تريدون حماس فيجيبون لا ... هل تريدون فلسطين فيقولون نعم ...
كما هتفت الطفلة والجميع من خلفها يردد .. على المكشوف على المكشوف فتح وحماس ما بنا نشوف ..
وعند انتهائها من هتافاتها التي كررتها أكثر من مرة سألناها لماذا اختارت ترديد هذا الهتاف فأجابت الطفلة بروح برئيه " أحنا ما بنا فتح ولا حماس ، شو عملونا ولا حاجة لم نستفيد منهم أى شيء وألان هم يقاتلون من اجل الكراسي ونسوا الوطن والقدس و الأسرى وكمان نسوا الأطفال ".
وأضافت : " لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أصبح الأطفال أهم ضحايا عمليات الاقتتال والجرائم التي يمارسونها " وقالت الطفلة "فلسطين اكبر منهم جميعا واكبر من كل الخلافات وعليهم أن يوقفوا الاقتتال ويلتفتوا إلى المعاناة التي نعانيها والى الأخطار التي تهدد القضية الفلسطينية وخاصة مدينة القدس !!