الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مانديلا: الاسير عباس السيد صاحب فكرة الانجاب من خلف القضبان

نشر بتاريخ: 16/09/2012 ( آخر تحديث: 16/09/2012 الساعة: 16:52 )
رام الله - معا - كشف الاسير عباس السيد للمحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا اثناء زيارتها له في سجن هداريم يوم الاحد الموافق 9/9/2012انه صاحب هذه الفكرة وشرع في تطبيقها منذ 10سنوات تقربيا .

وافاد السيد انه بعد انتهاء التحقيق معه ونقله الي سجن الرملة وتوفر وسيلة اتصال ومن خلال رؤيته لواقع السجن وطول مدة الاسر وعدم قدرة الاسير الامني على الانجاب وهذا يحرم الاسير من تكوين اسرة وزيادة عدد افرادها يشكل اكبر سلبية على الاسير واهله وعلى المجتمع ، واقتنعت مما رأيت على ضرورة تغيير هذا الواقع وعدم التسليم به.

تطبيق الفكرة

وشرعت فورا بعرض المشروع على زوجتي والتي كانت مندهشة جدا ورفضت الفكرة تماما بسبب عدم وجود سابقة لذلك وعدم تقبل المجتمع مثل هذه الخطوة ، بعد حوارات ونقاشات مع زوجتي والدخول من باب ان هذا الامر بمثابة رسالة نؤديها لكي ينتفع منها غيرنا من الاسرى القدماء والجدد وبذلك نكون مثال مناسب لتقبل المجتمع لهذه الفكرة اذا اقدمنا عليها.

واقتنعت واصبح المشروع يسير باتجاه تذليل العقبات امامنا وطلبت من زوجتي بعدها التواصل مع الدكتور سالم ابو خيزران وكان العائق هو طول الفترة الزمنية لأيصال العينة من الاسير للمركز الطبي والذي حينها كان يستغرق ما لا يقل عن 4 ساعات وكان الرأي الطبي حينها يفضل تجميد العينة فورا او يتم ايصالها الى المركز خلال اقصر وقت لا يزيد عن نصف ساعة وكان الدكتور متشجع جدا للمساعدة في الجانب الذي يخصه الا وهو الجانب الطبي.

موقف الشرع

اما على الصعيد الشرعي فقد تواصلنا مع عدة جهات في الداخل والخارج اذكر منها الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس والديار الفلسطينية في حينها والشيخ حامد البيتاوي رحمه الله ومفتي طولكرم الشيخ عمار البدوي والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والذين اجمعوا على جواز ذلك شرعا ،واصدر الشيخ عكرمة فتوى رسمية مكتوبة بجواز ذلك شرعا تم نشرها في جريدة القدس 6/7/2003 والجميع شجع هذه الفكرة .

العقبات الاجتماعية

بدأنا بتذليل العقبات الاجتماعية بالحديث مع الاهل والاقارب والمعارف وطرح الموضوع بشكل عام ولاقت الفكرة تشجيع كبير جدا والتي تحمل في طياتها التحدي للسجن والسجان والاحتلال ومواجهة الصعب في كل الظروف ،وبعد ذلك بدأت بالحديث مع اخواني الاسرى عن هذه الفكرة وكان لها مؤيدون ومعارضون .

تطبيق الفكرة

في سنة 2003 قمت انا وزوجتي في تطبيق المشروع ،حيث كان عندي عينة مجمدة قبل اعتقالي بمركز رزان بنابلس واجريت عملية الزراعة ولكن لم يكتب له النجاح، وكان ذلك بعد ان قام الصحفي عدنان الحطاب بعمل مقابلة صحفية مطولة مع زوجتي شارك فيها الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والدكتور سالم ابو خيزران وتم اجراء عدد من المقابلات مع زوجتي حول هذا الموضوع ، وكررنا انا وزوجتي المحاولة ثلاث مرات وكانت تصل الي مرحلة متقدمة جدا ولكن ارادة الله شاءت الي ان لا تستقر هذه الاجنة في الرحم ولا تتم العملية حتي النهاية.

سعادة غامرة

اما بالنسبة للدكتور سالم كان له الدور الابرز في انجاح الفكرة من ناحية طبية حيث انه لم يكن اسير للمسلمات الطبية حينها وشجع على المحاولة باخراج عينات وفحصها لحظة وصولها في المركز ،وقام كل من الاخوة الاسرى مجدي العجولي وروحي مشتهي وحسام بدران وثلاثتهم تم الافراج عنهم في صفقة شاليط ولم تكتمل اي من هذه المحاولات وغيرها بالنجاح حتى انعم الله على الاخ عمار الزبن وزوجته الكريمة بنجاح ذلك ،ورزقا بسفير الحرية الطفل مهند وكم كانت السعادة غامرة بأن اثمر ما زرعناه قبل عقد من الزمن وبمحاولات وجهود من العديد من الاسرى وبمساعدت الكثير من الاخوة حتى اثمرت هذه الجهود بالنجاح العلمي النهائي والذي اسأل الله ان يكون فاتحة خير لاسرانا على طريق الحرية القريبة للجميع وسنقوم بمتابعة هذا الموضوع قانونيا عسى وعلا ان ننجح في ان يكون ذلك بصورة رسمية ويتم بسرعة معقولة لهذا الامر الغير متاح وعدم اللجوء الى الطرق التي لجئنا لها .