وفد فلسطيني يطلع على تجربة اردنية حول مياه الصرف الصحي المعالجة
نشر بتاريخ: 16/09/2012 ( آخر تحديث: 16/09/2012 الساعة: 16:11 )
رام الله - معا - أنهى الوفد الفلسطيني الذي ضم ممثلين عن وزارة الزراعة الفلسطينية وسلطة المياه ومؤسسة المواصفات والمقاييس والمركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية، بالإضافة إلى عدد من المزارعين والمستثمرين من بلدتي سبسطية ودير شرف بمحافظة نابلس، جولته الدراسية التي إستهدفت مناطق مختلفة في المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك بهدف الإطلاع وتسليط الضوء على التجربة الأردنية فيما يتعلق بمياه الصرف الصحي المعالجة من حيث النوعية وإعادة الإستخدام.
وتعتبر هذه الجولة التي تم تنفيذها بالتعاون مع وزارة الزراعة الأردنية والتي إستمرت لمدة خمسة أيام، خطوة عملية أولى ضمن الخطة التي رسمها القائمون على مشروع Compete الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID لدعم قطاع الزراعة ونشر الوعي عن عملية إستخدام المياه المعالجة في الزراعة وخصوصا في منطقة نابلس حيث أن البلدية تقوم بالوقت الراهن بتنفيذ مشروع بناء محطة تنقية ميكانيكية إيماناً منها بأن المياه المعالجة أصبحت تعتبر مصدرا من مصادر المياه في العالم وخصوصا في منطقتنا.
كما واوضح عماد المصري مدير المياه والصرف الصحي في بلدية نابلس إن تكلفة المحطة الممولة من الوكالة الألمانية للتعاون الدوليGIZسوف تصل إلى 30 مليون يورو، وأنه سوف يتم مراعاة وتطبيق أفضل المعايير العالمية في عملية إنشائها خاصة وأنها تتبع تقنيات المحطات الميكانيكية وليس الطبيعية مما يضمن فاعلية ونجاح هذه التجربة في الأراضي الفلسطينية.
|189426|
في بداية الجولة أشار عصام أبو خيزران خبير الجودة الزراعية في مشروع Compete أن عملية معالجة مياه الصرف الصحي وإستخدامها تحمل وعود بمستقبل زراعي وإقتصادي مزدهر في الأراضي الفلسطينية نظرا لشح المياه وقلة مصادرها.
وللإجابة عن هذه الإستفسارات ولتوضيح الصورة الكاملة وأيضا ليتمكن ممثلو سلطة المياه والمواصفات والمقاييس المشاركون في الجولة من الإطلاع على أهم المعايير والمحاذير والتطبيقات التي يجب التطرق إليها لضمان تطبيق هذه التجرية في الأراضي الفلسطينية بطريقة ناجعة وآمنة، تخلل برنامج الجولة عدة محاضرات ألقاها خبراء في هذا المجال متحدثين عن الوضع المائي في الأردن والتجربة الأردنية في مجال إستخدام المياه المعالجة وتعليمات وشروط إستعمالها بالإضافة إلى العديد من المواضيع ذات العلاقة.
وفي هذا السياق أوضح المهندس جبر درادكة رئيس قسم الرصد وأخذ العينات في وزراة البيئة الأردنية بأنه في بلد تشح فيه مصادر المياه فإن اللجوء إلى إستخدام المياه المعالجة يعتبر ضرورة ملحة على أن يكون هناك دراسات وآليات دولية رقابية متبعة لتنفيذ وتنظيم عملية إستخدام المياه المعالجة، مشيرا إلى أهمية الدور الرقابي للتحقق من آليات إستخدام المياه المعالجة خصوصا وأن 90 % من المياه المعالجة حاليا يتم إستغلالها في ري المزروعات في الأردن.
وقد نظم فريق عمل Compete وبالتعاون مع وزارة الزراعة الأردنية عددا من الزيارات الميدانية إلى بعض محطات التنقية التي يصل عددها في المملكة إلى 33 محطة حيث شملت الجولة زيارات للمحطات المتواجدة في منطقة غور الأردن والعقبة ووادي موسى، وذلك بهدف رصد واقع التجربة الأردنية والإستماع لآراء المسؤولين والقائمين على هذه المحطات والنظر في تجارب المزارعين الذين يلجأون لاستخدام المياه المعالجة في ري مزارعهم.
|189425|
ومن أهم الجوانب التي تمكن الوفد من تغطيتها أثناء هذه الزيارات تمثلت بمتابعة العملية الكاملة لمعالجة مياه الصرف الصحي في محطات التنقية.
من جانب آخر، استطاع المزارعون الاطلاع على تجربة واقعية للمزارع الأردني يوسف أبو عيادة الذي أوضح بأن المياه المعالجة الآن هي المصدر الرئيسي للري في منطقة الغور الأردني علماً بأن معظم المزروعات المروية بمياه معالجة والتي تشمل أنواع مختلفة من الخضار مثل الكوسا والبندورة وأيضا الفواكه يتم تصديرها إلى الخارج، وانه في حال عدم وجود هذا المصدر سوف يتمكن فقط ربع المزارعين في المنطقة من العمل في مجال الزراعة.
في نهاية الجولة، أكد المشاركون وخصوصا المزارعين الذين هم بصدد إستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة الناتجة من المحطة التي يتم تنفيذها في مدينة نابلس أنهم على قناعة بأهمية إستغلال هذا المصدر المائي، حيث قال المزارع محمد مناصرة من قرية دير شرف الآن أدركنا أهمية إستغلال هذه المياه في الأراضي الفلسطينية بالإضافة إلى أنه أصبح يقع على عاتقنا مسؤولية نقل الصورة للمزارع الفلسطيني وتعميم التجربة للعمل سويا على دعم الإقتصاد الفلسطيني.
وقال غسان الجمل، مدير مشاريع تطوير القطاع الخاص في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، أن مشاريع الوكالة المنفذة في القطاع الزراعي تهدف إلى رفد المزارعين الفلسطينيين بالتقنيات المتقدمة التي تساعدهم في تطوير إنتاجهم وزيادة ربحيتهم، وأن من الأهداف الأخرى التي تسعى الوكالة إليها من خلال مشروع Compete هي مساعدة المزارعين الفلسطينيين بتصدير محاصيلهم إلى الأسواق العالمية، وأننا قد حققنا نتائج رائعة في هذا المجال من خلال مساعدة المزارعين في قطاعات الأعشاب الطبية والتمور وزيت الزيتون بالوصول الى الأسواق الأمريكية والأوروبية حيث حققوا نتائج كبيرة من خلال توقيعهم على العديد من عقود التصدير بقيمة ملايين الدولارات، وأضاف أننا نعمل الآن لفتح أسواق جديدة من أهمها السوق الروسي، حيث أننا سوف نقوم برعاية وفد فلسطيني ليشارك في عدة فعاليات وزيارات في روسيا خلال شهر أيلول الحالي، ونأمل بأن يحصل المزارعين والشركات الزراعية على فرص لدخول السوق الروسي بقوة من خلال هذه المشاركة.
من الجدير بالذكر أن مشروع Compete هو أحد مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، حيث يساهم في دعم القطاع الخاص الفلسطيني من خلال تعزيز القدرة التنافسية له في أربعة قطاعات اقتصادية محددة وهي الزراعة والحجر والرخام والسياحة وتكنولوجيا المعلومات.
ويهدف المشروع إلى تنمية وزيادة حجم الصادرات في هذه القطاعات من خلال استحداث التقنيات وتشجيع تصنيع منتجات جديدة تساهم في زيادة فرص العمل والاستثمار ورفع مستوى جودة المنتج الفلسطيني مع زيادة القيمة المضافة له.
ويعمل المشروع على البناء على الانجازات السابقة لمشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي دعمت القطاع الخاص لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في الأراضي الفلسطينية.