البابا يحث الزعماء العرب على العمل من اجل السلام
نشر بتاريخ: 16/09/2012 ( آخر تحديث: 17/09/2012 الساعة: 00:20 )
القدس- معا- رويترز- حث البابا بنديكت السادس عشر الزعماء العرب اليوم الاحد في قداس ضخم في الهواء الطلق بلبنان على العمل من اجل تحقيق المصالحة في منطقة الشرق الاوسط التي يمزقها الصراع السوري وتشتعل فيها نيران الغضب من فيلم يسيء إلى النبي محمد.
وقال البابا بعد قداس ضخم اقيم في الهواء الطلق بلبنان يقول منظموه ان 350 الف شخص حضروه "ليمنح الرب بلدكم وسوريا والشرق الاوسط هبة القلوب المطمئنة واسكات صوت الاسلحة ووقف جميع اشكال العنف."
وقال البابا متحدثا للمصلين في القداس الذي اقيم على ساحل البحر المتوسط قرب خط التماس خلال الحرب الاهلية اللبنانية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 ان الشعب اللبناني "يعرف كله تمام المعرفة مأساة الصراع.. ونواح الارملة واليتيم."
وقال البابا البالغ من العمر 85 عاما "اناشد الدول العربية ان تقترح كأشقاء حلولا عملية تحترم الكرامة والحقوق والدين لكل انسان."
واقرار السلام بين الفصائل المتحاربة والجماعات الدينية العديدة في الشرق الاوسط هو الهدف الرئيسي لزيارة البابا للبنان الى جانب دعوته للمسيحيين الا يتركوا المنطقة رغم الحرب والضغط المتنامي من الاسلاميين المتشددين.
وقال البابا "في عالم يخلف العنف وراءه الآثار الكئيبة للموت والدمار على نحو مستمر باتت خدمة العدالة والسلام ضرورية على نحو ملح."
ولم يشر البابا خلال زيارته التي تستمر ثلاثة ايام لفيلم انتج في الولايات المتحدة يسيء للنبي محمد واحدث اضطرابات في انحاء العالم الاسلامي بما في ذلك احتجاج في شمال لبنان يوم الجمعة قتل فيه شخص واحد.
وحضر القداس ساسة من مختلف طوائف لبنان متعدد الاديان من بينهم ساسة من جماعة حزب الله. واكد زعماء الاديان الكبرى في لبنان جميعهم للفاتيكان دعمهم المسبق للزيارة.
اقيم القداس على ارض مستصلحة قرب الميناء دون اي مظلات للجماهير الغفيرة رغم ارتفاع درجات الحرارة عن 30 درجة مئوية. ووضعت مظلة فوق المذبح لحماية البابا من الشمس لكنه شوهد وجبهته تتصبب عرقا في فترة من الفترات.
واغلقت الشوارع قرب ميناء بيروت امام حركة السير في الصباح وانتشر جنود في التقاطعات الرئيسية. وحلقت ثلاث طائرات هليكوبتر عسكرية على ارتفاع منخفض وقامت سفينة تابعة للبحرية بدوريات على الساحل.
ولبنان الذي عصفت به حرب اهلية طائفية يسكنه اربعة ملايين نسمة يمثلون خليطا دينيا وتضم اغلبيته المسلمة السنة والشيعة والدروز. ونحو ثلث سكانه مسيحيون ينتمون لاثنتي عشرة كنيسة اكبرها الكنيسة المارونية المرتبطة مع خمس كنائس اخرى بالفاتيكان.
وحمل عاملون في الصليب الاحمر اثنين من المصلين على الاقل الذين اغمي عليهم من حرارة الشمس خلال الاحتفال.
ووضع كثير من الحضور قبعات بيضاء تحمل شعار الزيارة "سلامي اعطيكم" والتي كررها البابا في العديد من خطاباته باللغة العربية.
وظهرت ارزة لبنان رمز البلاد على خلفية بيضاء على المذبح حيث ترأس البابا القداس. كذلك كانت الارزة على القبعات البيضاء التي وضعها اساقفة الكنيسة المارونية.
وغادر البابا بنديكت مطار بيروت الى روما مساء اليوم الاحد. وفي حفل وداعه شكر البابا بشكل خاص الزعماء المسلمين الذين شاركوا في فعاليات هذه الزيارة وصافح بحرارة اربعة من رجال الدين المسلمين.
وقال في كلمته الوداعية في المطار "استطعت ان استنتج كم حضوركم ساهم في انجاح زيارتي. العالم العربي والعالم كله سيكون قد شهد على الاتحاد بين المسلمين والمسيحيين في هذا الوقت المضطرب للاحتفال بالسلام."
وأضاف "اصلي لله من اجل لبنان لكي يحيا في سلام ويقاوم بشجاعة كل ما من شأنه ان يقوض هذا السلام او يقضي عليه. واتمنى للبنان الاستمرار في السماح بتعددية التقاليد الدينية والا يصغي لاصوات من يريدون منعها.
اتمنى للبنان ان يعزز الشراكة بين جميع سكانه بغض النظر عن طوائفهم واديانهم بالرفض القاطع لكل ما قد يدفع للتفرقة وباختيار الاخوة بحزم."
وختم يقول "ليبارك الله لبنان وكل اللبنانيين وليواصل جذبهم لكي يهبهم جزءا من حياته الابدية وليغمرهم بفرحه وسلامه وضيائه ليبارك الله كل الشرق الاوسط استدعي على كل واحد وواحدة منكم ومن صميم قلبي وافر البركات الالهية ليبارككم الرب جميعا."