معا تكشف- قاتل الرخ مشى في جنازته وكاتم صوت حاضر
نشر بتاريخ: 18/09/2012 ( آخر تحديث: 19/09/2012 الساعة: 15:53 )
بيت لحم – تقرير محمد اللحام – قضية اعتقال مازن الغزاوي المتهم في تدبير اغتيال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم جنين ونائب مدير الامن الوقائي في المحافظة هشام الرخ بتاريخ 5/9/2012 لا زالت تتفاعل وتتكشف فصول ودوافع هذه الجريمة التي سبقتها جريمة محاولة اغتيال النائب شامي الشامي والذي أصيب بعيارات نارية وكذلك اغتيال محافظ محافظة جنين السابق قدورة موسى.
فما علاقة الغزاوي بمقتل المحافظ؟ وما هي الدوافع خلف هذه الجرائم ومن هو مازن الغزاوي؟
مازن عبد الله حسن الغزاوي من مواليد مخيم جنين في عام 1962 حاصل على دبلوم بعد الثانوية من معهد قلنديا الصناعي والتابع لوكالة الغوث الدولية، يسكن في منطقة قريبة ومحاذية لمخيم جنين وهو محسوب على المخيم.متزوج ولديه حوالي 8 أبناء وبنات وله ثلاثة أشقاء توفي احد اشقائه قبل فترة نتيجة المرض يتمتع بنفوذ بفعل وضعه المادي الجيد على اعتبار انه يعمل في "الصيرفة" ويمتلك محلا للصرافة في مدينة جنين.
قبل 3 شهور تقريبا وأثناء الحملة الأمنية التي شهدتها جنين على اثر اغتيال محافظ جنين قدورة موسى تم اعتقال شقيقه حسن من قبل الامن الوقائي الذي ترأسه لمدة 72 يوماً العميد ابراهيم رمضان لمتابعة الملف.
وكان نائب مدير الامن الوقائي هشام الرخ من الأشخاص الذين توسطوا للغزاوي بعد أن صودرت منه مجموعة من قطع السلاح وكمية من الذخيرة والأسلحة التي كان يقدرها الغزاوي بنصف مليون شيكل ويهدد ويتوعد بالانتقام من هذه الخسارة.
شخصية الغزاوي:
وحسب ما وصفت لنا بعض المصادر المطلعة فان شخصيتة انفعالية تميل للعدائية والعنف منذ الصغر ولديه نوع من الضغينة تجاه الشخصيات القيادية والعائلات الكبيرة ولا يتردد في توزيع الاتهامات وإطلاق التهديدات بحق الآخرين.
تدهور الجيب وجاب القاتل :
ظهر اسم إبراهيم خالد رشيد فايد 19 سنة كأحد الاشخاص الذين شوهدوا في محيط اطلاق النار على النائب شامي الشامي الذي استبعد الشامي تورطه في إطلاق النار عليه في حينه على اعتبار ان لا حالة خلافية مع عائلة الفايد وهو لا يعرف الشاب اصلاً.
وأثناء التحقيق في مقتل الرخ ظهر اسم إبراهيم الفايد مجدداً في محيط الجريمة مما وضعه داخل دائرة الشك لتقاطع اسمه في الجريمتين.
وبعد التدقيق ظهرت صلة تربط إبراهيم فايد بالغزاوي "عمة إبراهيم زوجة والد مازن الغزاوي " وتربطه صداقة بإبن مازن الغزاوي حيث كان يقود معه مركبة (الجيب) التي انقلبت في حادث مروري قبل فترة وتسبب ابراهيم بخسارة قيمتها 28 ألف شيكل كتكلفة إصلاح "الجيب".
وتشير التحقيقات ان الشاب ابراهيم وقع تحت ضغط وابتزاز من مازن الغزاوي الذي كان يلوح له بضرورة دفع ال28 ألف شيكل بدل أضرار (الجيب).
28 مكالمة في نصف ساعة :
اعتقلت الاجهزة الامنية ابراهيم ولم يعترف وتم نقله الى التحقيق في مدينة اريحا.
تم فحص جهاز الهاتف النقال الخاص به وتحديدا سجل المكالمات بتاريخ 5/9/2012 وكانت الملاحظة ان هنالك 23 مكالمة صادرة من هاتفه في نفس يوم وقوع الجريمة بحق الرخ وتبين انه خلال اقل من نصف ساعة وعلى نفس الرقم المقابل.
ولم يكن من الصعب اكتشاف صاحب الرقم الذي كان يستقبل هذه المكالمات التي لم تمكث الواحدة منها في احسن احوالها اكثر من 20 ثانية.
مكالمات سريعة ومتسارعة من ابراهيم الى الغزاوي وقد يكون الأمر عادي إلا ان الأمر غير العادي كان ان ابراج الهواء التابعة لجوال ترصد تنقله من مكان الى مكان ولم يكن مستقراً في مكان واحد اثناء المحادثات مما يشير الى انه كان في حالة متابعة ويضع الغزاوي في صورة أمر ما أولاً بأول. وعندما تم مواجهة الشاب ابراهيم بهذه الحقائق المثبتة وكافة المؤشرات والدلائل الاخرى لم يكن امامه سوى الانهيار والاعتراف بكافة التفاصيل وعلى رأسها ان من جنده لعملية تصفية هشام الرخ هو مازن الغزاوي وكذلك إطلاق النار على النائب شامي الشامي.
كمية اسلحة ضخمة..لماذا ؟:
الاجهزة الامنية وعندما اعتقلت مازن الغزاوي عثرت على 12 قطعة سلاح في حديقة منزله ولم تسلم بالأمر بل واصلت وتواصل التحقيق الذي نتج عنه اكتشاف كميات ضخمة من الأسلحة، حوالي 40 قطعة سلاح اتوماتيكي (كلاشنكوف وام 16). بالإضافة الى قذائف من نوع ( انيرجا ) و200 مخزن للسلاح و4 براميل من الرصاص ومناظير ليلية وواقي للرصاص وبدلات عسكرية ومسدس او أكثر من نوع كاتم للصوت وقطع غيار للأسلحة وكلها طبعاً أسلحة ومعدات حديثة.
يَقتل القتيل ويمشي في جنازته!!
ومن المفارقات ان مازن الغزاوي كان يرتبط بعلاقة صداقة مع المرحوم هشام الرخ حيث كان الغزاوي من هواة رياضة الفروسية ويمتلك بعض الأحصنة التي تشارك في هذه الرياضة وكذلك ابناء المرحوم الرخ يشاركون في رياضة الفروسية .وهذه العلاقة أهلته لأن يذهب للمستشفى عندما أطلق عليه النار وشارك في جنازته وحضر الى بيت العزاء.
ووقف في بيت العزاء متهماً المخابرات الإسرائيلية والموساد بقتل الرخ.كما قام بالتحريض على احد الأشخاص (ر.ف) وطلب من عائلة الرخ طرده او قتله بداعي انه يشك ان هنالك علاقة لهذا الشخص بمقتل الرخ.
مقتل الرخ:
في 5/9/ 2012 وحسب رواية المتهم بالقتل إبراهيم الفايد فإنه راقب المغدور على طوال الطريق حتى تأكد انه بقي وحيداً عندما انزل النائب شامي الشامي من سيارته قبل دقيقتين فقط ، أطلق إبراهيم 15 طلقة بإتجاه سيارة وجسم الرخ استقر منها 11 طلقة في جسده.
بينما قال انه لم يكن يقصد اغتيال الشامي او إصابته بل إطلاق النار على سيارته فقط الا ان الشامي تعرض بتاريخ 1/7/2012 لإطلاق نار بعد ان نزل من سيارته وهو يدخل لمنزله.
تنظيم الغزاوي والأسئلة الكبيرة :
تأكد المعلومات والمصادر ان مازن الغزاوي غير محسوب على أي تنظيم سياسي بعينه وغير ناشط سياسياً او حزبياً، ويبقى السؤال الكبير العالق...لماذا وكيف يحتفظ شخص ما بهذه الكمية الكبيرة من الأسلحة؟! ولماذا كان حتى كاتم الصوت حاضرا بين الاسلحة؟
وهل هنالك دوافع أخرى للقتل غير الحقد والانتقام لخسارته اثر مصادرة الأسلحة في الحملة الأمنية قبل 3 أشهر؟!
أسئلة عديدة قد تبقى وقد تبرز في هذه القضية بانتظار انتهاء التحقيق وكافة إفرازاته لعل التحقيق يجيب على كافة التساؤلات.
وفي محض بحثنا في ثنايا القضية حاولنا معرفة مدى ارتباط هذا الشخص (الغزاوي) والإحداث السابقة والمتتالية وخاصة مقتل محافظ جنين قدورة موسى، الا ان الإجابة حتى اللحظة تقول ان دائرة الفعل في هذا الملف قد لا تكون هي نفس دائرة الفعل في مقتل موسى دون إسقاط ان كافة الاحتمالات مفتوحة.