"دعونا نعيش ... اوقفوا النزيف"..... رسالة الاطفال للمتحاورين في رحاب البيت العتيق
نشر بتاريخ: 05/02/2007 ( آخر تحديث: 05/02/2007 الساعة: 16:55 )
غزة -معا- إبراهيم قنن- على وقع أغنية " دعونا نعيش " نظم عشرات الأطفال الفلسطينيين معرضاً للصور ، مطالبين بوقف حالة الفوضى التي تعم الشارع الفلسطيني ، ووقف كافة أشكال الاقتتال الداخلي وأعمال العنف والفوضى المتفشية والتي يدفع ثمنها الأبرياء و خاصة الأطفال نتيجة لحالة الفوضى والاقتتال التي لم ترحم طفلا أو امرأة أو شابا .
فنار الاقتتال اكتوت بها كافة شرائح المجتمع ومؤسساته ، ولن تبقي على شيء إذا لم يتحرك أحد عاقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل ان نفقد القدرة على العودة إلى حالة الوعي والإدراك !
مجموعة من الأطفال الناشطين في مدينة خان يونس ومن خلال برنامج أطفال ضد العنف الذي يشرف عليه "معهد كنعان التربوي الانمائي"، وبدعم منظمة "اليونيسيف للطفولة" نظموا معرضا للصور في قاعة بلديتها ، للتعبير عن خوفهم ورعبهم من استمرار حالة الاقتتال الداخلي بين حركتي " حماس" و"فتح " فعرضوا من خلال لوحاتهم البسيطة في أدائها والثرية بمعانيها ومدلولاتها ، كل ما يستطيعون الوصول إلية من معاني ومشاعر الخوف والإضطراب الذي لحق بهم نتيجة غياب الوعي والعقل والمنطق عن قادة الفصائل الفلسطينية من خلال لجوئهم للبنادق في حل مشاكلهم بدلاً من الحوار الهادف والبناء !!
ويقول الطفل محمد الناعم 10 أعوام ، المشارك في إحدى اللوحات انه فضل رسم لوحة للتعبير عن خوفه الشديد من سماعة لصوت إطلاق الرصاص العشوائي والاشتباكات المسلحة في الشوارع ، وقال " أنا اشعر برعب شديد عندما أسمع إطلاق الرصاص والقذائف و أبدا بالهروب إلى المنزل خوفا من أن أصاب بهذه الاشتباكات التي تستمر لفترة طويلة "
ويضيف محمد" أن العديد من الأطفال والمواطنين قتلوا نتيجة لإطلاق الرصاص العشوائي بين الطرفين مما جعل الأمهات والأهالي يمنعون أبناءهم من اللعب في الشوارع ، مناشدا الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية، ان يصلوا الى اتفاق لتشكيل حكومة وحدو وطنية ، لاننا نريد العيش بسلام بدون قتل او اطلاق رصاص "
أما شيرين أبو لحية منسقة البرنامج في خان يونس فقالت وعلامات الحزن بادية على وجها " الأطفال يدفعون ثمن الاقتتال من لحومهم ودمائهم وهم يبحثون عن طفولتهم المسلوبة في نار الاقتتال وعلى وقع صوت الرصاص المتطاير في كافة الاتجاهات ".
وقالت بصوت حزين " عدد الأطفال الذين قتلوا بالشوارع نتيجة لحالة الفوضى والفلتان الأمني في ازدياد ومع الأسف لا توجد بوادر لوقف عمليات الاقتتال بشكل نهائي ".
واوضحت شيرين أن الأطفال لم يجدوا طريقة لإسماع صوتهم لكل المتحاربين بان يوقفوا قتالهم سوى اللوحات الفنية التي رسومها بأياديهم الغضة وعقولهم الطيبة التي لا تعرف حقدا ولا كرهاً للتعبير عن مشاعرهم وغضبهم الآ تلك الصور .
نجاة الأسطل عضو المجلس التشريعي والتي حضرت فعاليات الأطفال ،اكدت على حق الأطفال بالعيش بكرامة وأمان ، وقالت :" أن الآثار النفسية الناجمة عن الجرائم الصهيونية لم تتلاش من مخيلتهم بعد وأن من حقهم الحصول على الهدوء ولو لوقت قصير ، لا أن يتم التنغيص على حياتهم بمزيد من العنف والقتل والدمار ورائحة البارود وصور جثث القتلى " .
وقال مازن شاهين مدير "الجمعية الأهلية للإنماء الإجتماعى" الداعمة لعدة جوانب من هذه الفعاليات أن الرسومات التي عرضها الأطفال قد ظهرت وعرضت في الوقت المناسب ، خاصة وأننا في أمس الحاجة لان تركز كافة الجهود على الأعمال الوحدوية والتي تحارب الفلتان الأمني وكافة الظواهر السلبية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني .
ووصف شاهين وعلامات الغضب والحزن تبدوان بارزة على وجهه ما يحدث من جرائم قتل بشعة بين الأشقاء ، وعمليات القتل أنها سابقة خطيرة ونكبة تاريخية تحل بالشعب الفلسطيني وتهدد مستقبل قضيته وتمسح كل القيم والمعاني الوطنية والأخلاقية والتي سجلت بتضحيات الشهداء والأسرى وبالتاريخ المتجذر للشعب الفلسطيني بهذه الأرض الطيبة المباركة "
واشار الى ان الأطفال ارادو من خلال رسوماتهم أن يوصلوا رسالة إلى الذاهبين الى مكة أن يوقفوا شلال الدم النازف ورائحة الخراب والدمار التي تنبعث من غزة حتى لا يفقدوا حياتهم ومستقبلهم .!!